السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هادي يحذر من مخاطر الخروج عن «المبادرة الخليجية»

هادي يحذر من مخاطر الخروج عن «المبادرة الخليجية»
28 مارس 2012
عقيل الحـلالي (صنعاء) - حذر الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي أمس، من “مخاطر محتملة” جراء ما وصفها بـ”تصرفات خارجة” عن اتفاق “المبادرة الخليجية” لحل الأزمة المتفاقمة في بلاده، منذ أكثر من عام، فيما حثت الولايات المتحدة “جميع الأطراف” في اليمن على “الالتزام المطلق” ببنود الاتفاق الذي ينظم، خلال عامين، انتقالاً سلمياً وسلساً للسلطة في هذا البلد المضطرب أمنياً واقتصادياً وسياسياً منذ سنوات. وقال هادي، لدى لقائه بالقصر الرئاسي في صنعاء، قادة ومنسوبي السلطة القضائية في اليمن: “إننا اليوم نواجه وضعاً صعباً ومعقداً نتيجة عدم إدراك القوى السياسية المخاطر المحتملة من التصرفات الخارجة عن خريطة التسوية السياسة التاريخية في اليمن، وفقاً لبنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وقال هادي إن اتفاق “المبادرة الخليجية” هو “خيارنا الأسلم الذي وقعنا عليه للخروج بطريقة مشرفة وسليمة وآمنه” من أجل تجنيب اليمن “ويلات الصراع”، مضيفاً: “كل ما نريده هو الوصول إلى حوار وطني شامل” يفضي إلى دولة تسودها “الحرية والعدالة والمساواة”. وأشار الرئيس الانتقالي، إلى أنه لم يكن يبحث عن رئاسة البلاد، لكن “ساقتني الأقدار إلى تحمل هذه المسؤولية”، لافتاً إلى أنه ومنذ تفاقم الأزمة في بلاده منتصف العام الماضي كان يسعى إلى “الإصلاح بين المختلفين بطريقة مخلصة من أجل تجنيب الوطن الحرب والويلات والانقسام”.وشدد على أن إخراج البلاد من أزمتها المتفاقمة “مسؤولية وطنية جماعية”، مطالباً السلطة القضائية بأن تكون “عوناً للدولة والحكومة” الانتقالية المشكلة، مطلع ديسمبر، مناصفة بين “المؤتمر”، حزب الرئيس السابق، وائتلاف “اللقاء المشترك”، الذي يضم خمسة أحزاب رئيسية. وطلب هادي من رئيس مجلس القضاء الأعلى رئيس المحكمة العليا، القاضي عصام السماوي، ووزير العدل، القاضي مرشد العرشاني، والنائب العام، علي الأعوش، وقيادات قضائية أخرى، بأن يكونوا “عاملاً مساعداً للنهوض بأعباء المرحلة القادمة وتحدياتها المختلفة”، مذكراً بأن اليمنيين لا يزالون يعانون قضايا “شائكة جداً”، حسب وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”. وقال رئيس المنتدى السياسي اليمني، علي سيف حسن، وهو قريب من مفاوضات تمهيدية بين أطراف يمنية سياسية تعتزم عقد حوار وطني شامل، إن “الأطراف اليمنية المتصارعة، العسكرية والقبلية، ترى في اتفاق نقل السلطة إضعافاً لها”، مشيراً إلى وجود “مخاطر” على الاتفاق من هذه الأطراف. ولفت حسن - الذي أدار منتصف الشهر الجاري مفاوضات غير رسمية بين أطراف سياسية يمنية في ألمانيا – في حديث لـ”الاتحاد”، إلى أن مخاوف ائتلاف “اللقاء المشترك” من عرقلة عملية نقل السلطة جراء استمرار صالح في رئاسة حزبه “شيء صغير مقابل التحديات التي تواجه البلاد”، لكنه توقع أن ينجح الضغط الدولي والإقليمي “المستمر” بـ”إرغام” الأطراف العسكرية والقبلية المتصارعة، على تنفيذ المرحلة الانتقالية الثانية، التي تتضمن عقد مؤتمر عام للحوار الوطني الشامل، وإعادة توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية المنقسمة منذ عام، معللاً ذلك بأن “ميزانية اليمن خاوية”. وكان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قد وجه، أمس الأول، بمنحة نفطية مجانية لليمن “تكفي لمدة شهرين”، وذلك على هامش لقائه في الرياض الرئيس اليمني الانتقالي، الذي قام بزيارة خاطفة للسعودية، بحث خلالها مع العاهل السعودي الصعوبات التي تعيق تنفيذ عملية نقل السلطة في بلاده. وتحرص الولايات المتحدة والسعودية على نجاح “المبادرة الخليجية”، خشية أن يعطي فراغ السلطة في اليمن تنظيم القاعدة مجالاً للحركة على طول مضيق حيوي لنقل النفط الخام في البحر الأحمر. وفي هذا السياق، أطلع الرئيس هادي، أمس الثلاثاء، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، جيفري فيلتمان، الذي يزور العاصمة صنعاء منذ الأحد الماضي، على “الصعوبات” التي تعيق استكمال عملية نقل السلطة في البلاد. وأكد هادي حاجة اليمن في الوضع، الذي وصفه بـ”الدقيق والحساس”، إلى “مساعدة قوية وصادقة من أجل اجتياز تلك الظروف والتحديات”. كما شدد على ضرورة “التزام القوى السياسية وقادة الأحزاب” بالمبادرة الخليجية، لافتاً إلى أن “التحديات الاقتصادية والأمنية والسياسية” التي تواجه بلاده “ما تزال تمثل هاجساً مؤرقاً لليمن”. وطالب الولايات المتحدة بـ”وضع استراتيجية لمساعدة اليمن لتجاوز التحديات الاقتصادية والأمنية”، وقال إن مساعدة واشنطن “تظل محورية وأساسية”، خصوصاً أن الإدارة الأميركية “تتابع مجريات الأحداث في اليمن وعلى علم بطبيعة تلك التحديات التي تستلزم المساعدة”. من جانبه، قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية إن بلاده، تتابع عملية نقل السلطة، وفق بنود المبادرة الخليجية، وإنها “تحث جميع الأطراف على الالتزام المطلق بأسس تنفيذ الاتفاقية دون إخلال من أي طرف”. ووعد بأن واشنطن “ستقدم الدعم في مختلف المجالات من أجل تجاوز اليمن لظروفه الصعبة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©