الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كلمة سلطان القاسمي تضع تحدياً أمام المسرحيين الإماراتيين والخليجيين لمزيد من الإبداع

كلمة سلطان القاسمي تضع تحدياً أمام المسرحيين الإماراتيين والخليجيين لمزيد من الإبداع
28 مارس 2013 23:54
جهاد هديب (الشارقة) - كانت كلمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في ختام مهرجان أيام الشارقة المسرحية لدورتها الثالثة والعشرين، مساء أمس الأول، هي الأبرز، بحسب آراء الكثيرين الذين رأوا فيها أنها تضع تحدياً أمام المسرحيين الإماراتيين والخليجيين على حدّ سواء. لقد انتقد صاحب السمو “ملتقى المسرح الخليجي”، وقال “كل ما يقدم فيه تنظير، بينما يجب أن يكون هو الملتقى المسرحي الأهم في المنطقة، وعليه نعلن من هذا المنبر عن إطلاق ملتقى الشارقة للمسرح الخليجي مهرجاناً أكبر من مهرجان أيام الشارقة المسرحية”، هكذا بالنص الحرفي للكلمة، وأضاف “لا نلغي أيام الشارقة المسرحية، هذه لها برنامج محلي، ولكن سنقوم بعمل أكبر وأوسع وعلى قدر قامات ممثلي الخليج، يكون حجم المهرجان المقبل”، بحيث يُقام سنوياً في الشارقة وفقاً لأجندة وتوقيت مختلف تماماً عن الأيام، لكنه يضاهيه من حيث لائحته الداخلية من حيث الجوائز ولجان التحكيم وما يرافقه من ندوات فكرية وأخرى تطبيقية. بهذا المعنى، فما تمّ الإعلان عنه ولادة شقيق لأيام الشارقة المسرحية يدعى، حتى الآن، “ملتقى المسرح الخليجي”. والحال أنّ ذلك سيعني أن مسرحيي الإمارات سيكون لديهم مهرجانان لكل عام، يأخذ أحدهما الطابع المحلي، والثاني يأخذ طابعاً خليجياً شاملاً. تفاوت المستوى لكن لماذا حدثت هذه الولادة، فيكون هناك ملتقى للمسرح الخليجي أيضاً؟ أغلب الظن أن ذلك التفاوت في المستوى بين دورات أيام الشارقة المسرحية كان أحد الدوافع، خاصة أن الأيام هي الأكثر تعبيراً عن المستوى التي هي عليه الحركة المسرحية الإماراتية مثلما تكشف عن مؤشرات مستقبلها، دون أن يعني ذلك أن هذه الحركة لم تقدم منجزاً لافتاً من خلال بعض العروض التي قُدِّر لها أنْ تشارك في مهرجانات خليجية وعربية. أيضاً دعا صاحب السمو في كلمته إلى عودة المسرحيين إلى بيتهم الأول: الخشبة، وأشار بوضوح إلى أن العديد منهم قد ذهب باتجاه العمل في الإعلام المرئي والتلفزيوني مع انتشار القنوات الفضائية، والطلب المتزايد على المسلسلات محلياً وخليجياً إلى حدّ أن الكثير من بين الممثلين والممثلات من الذين بدأت مواهبهم بالتفتح على الخشبة خلال الأعوام الماضية، قد آثروا الذهاب إلى تلك الأعمال، وبدأت ورطة مخرجين مع ممثلين شبان لا يفرغون للعمل في المسرح إلا في المواسم، ولاحظوا أن مستوياتهم الفنية والأدائية قد تأثرت بالكاميرا مثلما بدا اهتمامهم بالمسرح واللعبة المسرحية أقلّ ما أرهق العديد من المخرجين خلال التدريبات المسرحية مثلما أجمع ذلك أكثر من مخرج مسرحي، لكن من كاتب هذه السطور أن لا يورد ذلك في مقابلات شخصية أو هاتفية أو حتى في أثناء الاستراحة بين عرضين في الدورة الأخيرة للأيام. يتضح من ذلك أن صاحب السمو وصاحب مبادرة ملتقى المسرح الخليجي، كان متابعاً وملّماً بتفاصيل العروض كافة، وعلى اطلاع على مستوياتها واختلاف هذه المستويات من دورة إلى أخرى، وكذلك مطلع على الأسباب. أيضاً، هذا الوعي بالإشكالية لم يكن بعيداً عن الطلب المباشر من معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب والتنمية الاجتماعية بأن تُفتح المسارح التي تتبع الوزارة مجانا أمام المسرحيين الإماراتيين في سائر أرجاء الإمارات. بذلك هناك مسعى لدى صاحب السمو إلى أن يفتح ما أمكن من الأبواب والسبل أمام أبنائه من المسرحيين للارتقاء بأدائهم وتحسين الشروط المادية والمعنوية التي تحول دون هذا التطور من جهة، ومن جهة أخرى، فإن “ملتقى المسرح الخليجي” سيكون دافعا بالاتجاه ذاته عندما يتنافس أبناء الإمارات مع أشقائهم الخليجيين على جوائز هذا الملتقى، ويكتسبون منهم معارف جديدة وأساليب ورؤى مختلفة عن ما هو سائد داخل الحراك المسرحي المحلي، إذ إن الرؤية التي تقف وراء اقتراحه هي في جوهرها تطوير الحركة المسرحية المحلية وتكريم الحركة المسرحية الخليجية أيضاً. التحكيم والنتائج وكانت النتائج التي تمخضت عن مهرجان أيام الشارقة المسرحية لدورتها الثالثة والعشرين لم ترُق لكثيرين من جمهور الفنانين الإماراتيين والعرب الذين وجدوا في قاعة مسرح قصر الثقافة بالشارقة مساء أمس الأول، أثناء الحفل الختامي الذي شهد الإعلان عن أسماء الفائزين بجوائز المهرجان الثلاث عشرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©