الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«آرت دبي» يرسخ فكرة اقتصاد الثقافة في حقل الفنون التشكيلية

«آرت دبي» يرسخ فكرة اقتصاد الثقافة في حقل الفنون التشكيلية
28 مارس 2013 23:54
دبي (الاتحاد) - شهد “آرت دبي” خلال فترة انعقاده بدءا من العشرين وحتى الرابع والعشرين من هذا الشهر عدداً واسعا من المعارض التشكيلية التي ضمت طيفا واسعا من أسماء محلية وعربية وعالمية، فضلا عن معارض أخرى تزامنت افتتاحها مع آرت دبي في صالات العرض المنتشرة في المدينة، الأمر الذي جعل من الصعب متابعة المعارض كافة وما رافقها من فعاليات موازية، تمثلت في ندوات وورشات عمل وعروض أفلام متخصصة بالفن التشكيلي. وقد بدا واضحا أن غياب جهة بعينها تنظم علاقة الإعلام بالفعاليات كافة هو الإشكالية الأبرز التي واجهت الصحفيين والعاملين في أشكال الإعلام كافة، خاصة أن العديد منها كان يُفتتح في الوقت نفسه. وكانت الصفة الجامعة للمعارض هو أنها جميعا تدخل في بازار واسع جدا يضم أغلب الاتجاهات الفنية السائدة في الفن التشكيلي في اللحظة الراهنة محليا وعربيا وعالميا، بدءا من اللوحة المسندية وليس انتهاء بالأعمال التركيبية أو التجهيزية التي تُعرف بـ”الأنستوليشن”، مرورا بالأشكال الفنية الأخرى كافة، أيضا فإن التركيز على أسماء تشكيلية شابة من المنطقة (تركيا وإيران تحديدا) بدا واضحا جدا وذلك، بالطبع، إلى جوار أسماء عربية ومحلية لامعة برز، من بينها محمد كاظم بمفاهيميته التي يتعزز من خلالها أسلوبه الخاص في البحث عن أدوات تعبيرية بأشكال مختلفة، تستفيد من التطور التكنولوجي في الميديا، ما يؤكد نزوعه إلى الاستفادة من أحدث الأساليب الفنية التي يتم البحث فيها والسعي إلى تجاوزها في اللحظة الفنية الراهنة عالميا، وكذلك الفنان الجزائري المعروف رشيد قريشي الذي جاء بلوحة وحيدة أبرزت أسلوبيته الخاصة في الاستفادة من الحروفية العربية مازجا ما بين مرونة الخط العربي من جهة ومستفيدا من الثقافة الصوفية من جهة أخرى. عربيا، كان هناك معرض “عمق” في غاليري “كيوب آرت” في مركز دبي المالي العالمي الذي استأثر بثلاثة عشر فنانا من الخليج العربي، حيث تنوعت الأعمال الفنية المشاركة في المعرض بين: التصوير الفوتوغرافي، والفيديو آرت، والنحت، قدمها الفنانون: مطر بن لاحج ومحمد الأستاد من الإمارات وعلي حسن من قطر، ومحمد حيدر، ونورا بوزو، وفهد القثامي، وسارة السنوسي، وناصر التركي، وأحلام شلبي من السعودية، وبدر المنصور من الكويت، وهالة آل خليفة من البحرين، والمعتصم المسكيري من عُمان، ومن العراق عزيز المتولي. اشتملت الأعمال في المعرض على ثيمة واحدة تقريبا هي الغوص وتاريخه الثقافي والاجتماعي وأشكال الحياة اليومية التقليدية، كما تميزت تفاصيل الأعمال بعدد من الأساطير والخرافات، وذلك من خلال التركيز على مجموعة من الفنون السائدة، منها: القصص والحكايا الشعبية، والفنون الأدائية، والشعر، والموسيقى. وذلك إلى حد أنه من الممكن وصف المعرض بأنه رحلة عبر التاريخي والاجتماعي الخليجيين واستعادة لتقاليدهما من خلال صيد اللؤلؤ الذي كان عصب الحياة بالنسبة لأهل المنطقة، حيث أمكن للناظر إلى الأعمال الفنية اختبار عدد من التناقضات بين التجارب التي حاولت، إجمالا، الاقتراب من جوّانية الغواص – الصائد الباحث عن اللؤلؤ في “العمق” وما يواجهه من تحديات وفوز وخسارة وسلام، وما يتطلبه ذلك من جسارة وقوة روح وقلب وذلك بالدخول إلى أحلام داعبت مخيلات أولئك الرجال وكذلك طموحاتهم ونزوعهم إلى الحياة الكريمة على الرغم من شظف العيش. في جوار ذلك جمعت صالة “برو آرت غاليري” عدداً من الفنانين الإيرانيين من طراز عسل فلاح ونيما هاشميان وساسان نصارنيا ومحمد مهدي الطبطبائي وسيد أمين باقري وأفشين شيزاري ومعصومة بختياري وغيرهم في معرض أطلقت عليه العنوان: الفن الإيراني. فأمكن لهذه الصالة الجمع بين تشكيلة من مدارس الفن المختلفة، بالإضافة إلى تنويعة من الممارسات والتأثيرات والمنهجيات المتنوعة التي شملت أغلب الطيف الأسلوبي في الفن الإيراني المعاصر. فعُرضت أعمالهم إلى جوار أعمال فنانين إيرانيين شبّان، كان من بينهم محمد خليلي وليلي ديراخشاني وغيزيلا فارغا سيناي. أما معرض “غالريست”، صالة عرض ومزاد من تركيا، الذي أقيم في جميرا على المنصة التي حملت الرقم (10)، فركزت على لوحات تشكّل علامات فارقة في تاريخ أصحابها الفنانين، وذلك بسبب الترويج التجاري لاقتناء هذه الأعمال عبر آرت دبي. فضم المعرض لوحات وأعمال فنية مثل هالوك أكاكشي، وراسم أكسان، ومينتال كلينيك، وسيزا بايكر، وعلي أمير تابان، وغافن تورك، وإليف أوراس، ونيل يالتر. وقد برز من بين هذه الأعمال: لوحة العين” لصاحبها الفنان البريطاني الشهير غافن تورك، ولوحة “مفارقة” للفنان التركي الشاب راسم أكسان التي تعكس تقنياته الفنية ومنهجه المغرق في الواقعية، و”امرأة بدون رأس” للفنانة نيل يالتر المعروفة بكونها فنانة السبعينات في مجال فن الفيديو، و”جانيت” (مهريشاه سلطان) للفنانة إليف أوراس التي توصف بأنها قد أعادت صياغة مفهوم فن السيراميك التركي العثماني من حيث المضمون والشكل، و”أخت القمر” لهالوك أكاكشي. أخيراً، فإن هذه المعارض الثلاثة ليست سوى لمحة بسيطة عن ما تمّ عرضه في “آرت دبي” الذي بات الآن أهم أسواق الفنون التشكيلية في المنطقة العربية وأوسعها واكثرها ترسيخا لفكرة اقتصاد الثقافة في هذا الحقل، إنما لم تصدر بعد عن هيئة دبي للثقافة والفنون الراعية والداعمة الرئيسية لهذا المهرجان أي إحصاءات رقمية تشير إلى عدد صالات العرض والأعمال التي تمّ عرضها والمزادات التي أقيمت في مطارح متعددة، والمبالغ المالية التي أنفقها المقتنون في شراء الأعمال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©