التأشيرات ·· اختراعات! (1)

تغيرت قواعد الحصــول على التأشــيرات الأوروبيــة منذ أحــداث 11 سبتمبر عام 2001 وما تلاها من أحداث مؤسفة·· وبالطبع كنا نتفهم حالة الهلع والخوف من المسؤولية في مسألة منح التأشيرات للدول الأوروبية· كان الأمل أن تؤكد السنوات إثبات حسن النية·· وأن تتفهم الحكومات الأوروبية أن هناك ملايين من السياح ليس لهم علاقة بأي مخاوف أو مخاطر·· وأنهم لا ناقة لهم ولا جمل في تلك الأحداث المريرة التي مرت على العالم· من ناحية لا تستطيع أوروبا أن تستغني عن السائح العربي·· وتعمل مكاتب وهيئات تنشيط السياحة الأوروبية على الترويج السياحي في المنطقة العربية بشكل مكثف·· وتنفق مئات الآلاف على الإعلانات والدعايات ووسائل جذب السائح العربي الذي ينفق الملايين كل عام في بلادهم· ولكن على الجانب الآخر تزداد مسألة التأشيرات السياحية صعوبة·· وتضع الدول تعقيدات وعراقيل أصبحت زائدة عن الحد··! لم يقتصر الأمر على الإجراءات الصعبة والطويلة والتي أصبحت تتطلب تواجد الأسر الخليجية بكامل أفرادها في السفارات·· بل زادت أسعار التأشيرات أيضاً بشكل مبالغ فيه·· وأصبح على الأسر أن تدفع مبلغا لا يقل عن أربعة أو خمسة آلاف درهم مقابل التأشيرات ودون الحصول على أي مقابل سوى تلك الورقة التي تلصق على جواز السفر··!! ربما كنا نتقبل الأمر في زيادة الرسوم لو أننا حصلنا على خدمات أفضل·· ولكن الواقع يقول إننا أصبحنا ندفع أكثر مقابل إرهاق أكثر، وطلبات أكثر، وإجراءات أكثر·· ووقت أطول··!! وهي معادلة غير مفهومة·· ومن لا يصدق فليذهب إلى السفارات والقنصليات ليشاهد الطوابير الطويلة التي تبدأ من السادسة صباحاً·· فهناك عدد محدد من الطلبات لا تقبل السفارات أكثر منه كل يوم·· وإذا لم يدركك الحظ·· فعليك إعادة المحاولة في اليوم التالي··! وإذا كنت من المحظوظين أو الذين يمكنهم التوجه إلى الطوابير قبل شروق الشمس·· فعليك أن تواجه اختراعات جديدة للسفارات في مسألة التأشيرات·· فتسلم التأشيرة يكون عن طريق البريد السريع·· والبريد السريع الذي تدفع له مقابل هذه الخدمة سريع جداً·· ويستغرق أحياناً أكثر من أسبوع بعد موعد صدور التأشيرة ليسلمك جوازات السفر··!! والاختراع الآخر هو تلقي رسالة قصيرة على الهاتف المحمول تفيد بصدور التأشيرة·· وعليك طبعاً أن تدفع ثمن الرسالة التي تصل إلى خمسة دراهم·· مثلها مثل مسابقات الفضائيات··!! وفي سفارات أخرى ابتكروا طوابير مثل طوابير رغيف الخبز التي نشاهدها على شاشات الفضائيات·· تقف فيها من الصباح الباكر لتدخل السفارة معتقداً أنك حققت الإنجاز الأكبر في الحياة·· ثم تفاجأ بأن الطابور كان للحصول فقط على رقم··!! ثم تنتظر بعد ذلك ساعات·· ساعات·· المهم أن الرقم في جيبك··! أما أحدث الاختراعات فهو شركات تجارية خاصة تعاقدت معها السفارات لإصدار التأشيرات··! وهذا موضوع حديثنا الأسبوع القادم··!! وحياكم الله·· رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية