الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شافيز : سأصوت لـ ماكين

شافيز : سأصوت لـ ماكين
22 يوليو 2008 23:06
في قمة لاتينية عقدت مؤخراً في الأرجنتين قال ''هوجو شافيز'' رئيس فنزويلا المعروف بميولـــه اليساريـــة، إنه لو كان مواطناً أميركياً فسوف يصوت لصالح المرشح الجمهوري ''جون ماكين''، وأخذ الكثيرون ذلـــك التعليق على أنــه مجرد مزحة من الرئيس الفنزويلي، إلا أن هناك من المراقبين والمحللين من زعم غير ذلك، قائلاً إن في التعليق ما يشير إلى موقف ضمني لـ''شافيز'' من احتمالات فوز المرشح الديمقراطي ''باراك أوباما'' على ''جون ماكين''· وكان ''شافيز'' قد اشتهر بتفننه في هجاء الرئيس ''بوش'' وسياساته الإمبريالية، في كثير من الخطابات التي ألقاها خلال ولايتي نظيره الأميركي، وقد انتشر هجاؤه لـ''بوش'' داخلياً وخارج حدود بلاده، ما أسهم في تحصينه نوعاً ما من الانتقادات الداخلية الموجهـــة إلى أدائه· وفي كل مرة يلقي فيها ''شافيز'' أحد خطاباته النارية تلك، تواجــــه تعليقاتــــه عن الرئيس ''بوش'' بقدر كبير من الإعجاب من قبل ذوي الميول اليسارية في شتى أنحاء العالم، الذين يروقهم ويدهشهم تحديه لرئيس الدولــــة العظمى الوحيـــدة في عالم اليوم، خاصة مع ما تبديه هذه الدولة من صلف وغطرسة في علاقاتها بالآخرين، وفي حال فوز ''جون ماكين''، فسيكون في وسع ''شافيز'' الاحتفاظ بصورته المميزة هذه، ذلــــك أن ''ماكين'' ينتمي إلى ذات الحزب والسياسات التي تبنتها إدارة ''بوش''، أما ''أوباما'' فهو قصة مختلفة تمامـــاً· على أن الأيام وحدها ستكشف لنا الطريقة التي سيرسم بها ''أوباما'' سياساته إزاء قارة أميركا اللاتينية التي لم يسبق له أن زارها مطلقاً، وإلى أن نرى، فإن الكثيرين في القارة اللاتينية يتعاطفون مع تراث التعدد العرقي الذي ينحدر منه ''أوباما''، بل ويتعاطفون مع السياسات التي ينادي بها، فضلاً عن ترحيبهم بمقدمه بصفته رئيساً جديداً مختلفاً لأميركا، وكما يقول ''راي ويلسر'' -خبير شؤون أميركا اللاتينية بمؤسسة ''هيرتج'' المحافظة- فإن من الصعب جداً أن يطلق ''شافيز'' على ''أوباما'' عبارات من تلك التي اعتاد أن يصف بها خصمه ''بوش''، من شاكلة ''الشيطان'' إلى آخره، وإلا انصرف الناس هنا عن حديثه وأوصافه، خلافاً لذلك، فقد اعتاد ''شافيز'' أن يجد في ''بوش'' وأشباهه ''هدفاً سهلاً'' له على حد زعم الخبراء· كما أن ''شافيز'' ليس بحاجة كبيرة لأن يطيل النظر حوله كي يجد له حلفاءً في القارة اللاتينية، يشاطرونه معارضته لحرب ''بوش'' على العراق، ويدينون مثله إهمال إدارة ''بوش'' للقارة اللاتينية، بل لا يمضي وقت إلا وتثير فيه السياسات الأميركية المتبعة إزاء القارة، موجة من الجدل والاحتجاجات، منها على سبيل المثال، المساعدات العسكرية والمالية التي تقدمها الولايات المتحدة لكولومبيا، وكذلك صفقات تبادل التجارة الحرة مع بعض الدول اللاتينية، فما أن تبرم أي من هذه الصفقات، حتى يحلو لـ''شافيز'' إطلاق لسانه واستدعاء كل مفردات الهجاء الساخر لـ''بوش''· وعلى أية حال، فقد أعلن ''شافيز'' رسمياً عدم تأييده لأي من المرشحين الرئاسيين الأميركيين، غير أن المؤكد أن آراءه وأفكـــاره تبدو أكثر قرباً من مواقف ''أوباما''، خاصة ما يتعلق منها بانتقادات الأخير لفوضى اتفاقيات التجارة الحرة التي تعقدها واشنطن مع بعـــض دول القارة اللاتينية، والمعروف عن ''أوباما'' أنه صوّت ضد الكثير من الاتفاقيات التي أبرمتها واشنطن مع دول القارة، بما فيها الاتفاقية المبرمة مع كولومبيا· وفي المنحى نفسه طالب ''أوباما'' بضرورة إعادة التفاوض حول بعض بنود ''النافتا'' الخاصة بأميركا الشمالية، وخلافاً لـ''أوباما'' فقد أنهى للتو منافسه الجمهوري ''جون ماكين'' زيارة إلى المنطقة، أمضى خلالها ثلاثة أيام في كل من المكسيك وكولومبيا، اللتين ووجه فيهما بالتصفيق والهتاف الحارين، تعبيراً عن تقدير الجمهور لدعمه للاتفاقيات المبرمة بين واشنطن والدولتين الأخيرتين· يشار إلى أن أحد اهتمامات رئاسة ''شافيز'' الرئيسية، سعيه المستمر لإقامة ما يسميه ''البديل البوليفي للأميركتين'' باعتباره كياناً موازياً وبديلاً لاعتماد القارة اللاتينية على جارتها الشمالية، ويضم هذا الائتلاف التجاري الاقتصادي حتى الآن كلاً من فنزويلا وكوبا ونيكاراجوا وبوليفيا، يجدر الذكر أيضاً أن من المرجح أن يتبنى ''أوباما'' سياسية تعمد إلى تخفيف القيود المشددة التي لا تزال واشنطن تفرضها على كوبا، سواء من ناحية سفر وتنقل الأفراد، أم من ناحية التبادل التجاري معها· وعلى المستوى الداخلي في فنزويلا، تبدو السياسات المتبعة أكثر قرباً من ''أوباما'' منها من ''ماكين''، ذلك هو رأي ''ستيف إيلنر'' -الكاتب السياسي ومؤلف كتاب ''إعادة النظر في السياسات الفنزويلية'' الصادر للتو-، ومضى ''إيلنر'' إلى القول: إن الدارج في أوساط الشارع الفنزويلي، أن يبدي المواطنون تعاطفهم مع أي رئيس ديمقراطي لأميركا، والواقع أن هذا الميل يطغى على أي خلافات سياسية أو أيديولوجية في الوسط الفنزويلي· يشار أخيراً إلى أن هذا التعاطف الفنزويلي، يأتي في سياق شعــــور دولي عام مؤيد لـ''أوباما'' -حسب نتائج استطلاع الرأي الانتخابي، الذي أجراه ''مشـــروع بيو'' الدولي لرصد السلوكيات العامة مؤخرا-، فقد أجاب معظم الذين شملهم الاستطـــلاع في عدة دول، بـــأن لهم ثقـــة أكبر في ''أوباما''، مقارنة بمنافسه ''جون ماكين''· وقد شمل هذا الاستطلاع 24717 مستجيباً من 24 دولة من شتى أنحاء العالم، بما فيها المكسيك والبرازيل في القارة اللاتينية· سارة ميلر لانا- كراكاس ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©