لمياء الهرمودي (الشارقة) - أكدت منطقة الشارقة التعليمية زيادة عدد الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة الذي تم دمجهم في التعليم العام، من 55 حالة تم دمجها في السنة الماضية، إلى 92 حالة خلال العام الدراسي الحالي، مطالبة المدارس الخاصة التي تتبع منهاج الوزارة والمناهج الأجنبية الراغبة في دعم مشروع دمج الطلبة المعاقين بضرورة تهيئة مبانيها، لاستقبالهم خاصة، وأن عدد حالات الدمج على مستوى الإمارة في زيادة مستمرة.
وأشارت إدارة المنطقة إلى ضرورة مراعاة عمل منحدر للدخول والخروج، ودورات مياه مخصصة للمعاقين، وأن يكون موقع الصف الدراسي بالطابق الأرضي، وبالقرب من دورات المياه، وأن يحتوي الصف الدراسي على نوافذ من الجهتين أو على الأقل من جهة واحدة، مطالبة الالتزام بالقواعد العامة لعملية استقبال هذه الفئة من الطلبة، مشيدة بتعاون المدارس الخاصة مع المنطقة التعليمية، وحرص عدد كبير منها بذوي الإعاقة، والذين يعانون صعوبات في التعلم.
وقال سعيد مصبح الكعبي، مدير منطقة الشارقة التعليمية، إن وزارة التربية والتعليم تطبق مشروع دمج الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة في بعض المدارس الحكومية، وهو مشروع إنساني رائد، نأمل أن يتسع مداه ليشمل الحليف الاستراتيجي، وهو قطاع التعليم الخاص في الدولة.
وأشار إلى أن بعض المدارس في الشارقة خططت بمبادرات ذاتية لاستقطاب هذه الفئة وفتح فصل خاص لها وتعيين مدرسي تربية خاصة، واستحداث مرافق تتلاءم مع حالاتهم، موجهاً تحية تقدير لكل من احتضن هؤلاء الطلبة، وطالب المدارس الأخرى بفتح فصول لذوي الاحتياجات الخاصة، وتساءل: إن لم تحتضنهم مدارسنا أين سيذهبون، وطالب بأن تتحول عملية الدمج إلى مبادرة اجتماعية ومسؤولية تعليمهم تقع على عاتق الجميع.
بدورها، أشارت خلود الهولي، رئيس وحدة التربية الخاصة بمنطقة الشارقة التعليمية، إلى تزايد الإقبال من جانب الأهالي لتسجيل أبنائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس الخاصة والحكومية، وذلك بعد قرار الدمج الذي أصدرته وزارة التربية والتعليم، لافتة إلى وجود ارتفاع في نسب وحالات الإعاقة والإصابة بمرض التوحد عند الأطفال.
وقالت رئيس وحدة التربية الخاصة بمنطقة الشارقة التعليمية: “إن الطلبة الذين تم دمجهم للعام الدراسي الحالي في المدارس التابعة لإمارة الشارقة تتراوح حالات الإعاقة لديهم بين الإصابة بالعمي الكلي أو الجزئي، ومشكلات في السمع، ومشكلات نفسية وسلوكية، وبطء التعلم والإعاقة الحركية والذهنية، لافتة إلى أن اللجنة المشكلة من موجهي التربية الخاصة والاختصاصيين النفسيين واختصاصي النطق تسعى لاختيار طلبة تسهل عملية دمجهم ولا تشكل إعاقتهم أي تعارض مع الدراسة.
وأوضحت الهولي:”إن خطة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس الحكومية التي تعمل بها منطقة الشارقة التعليمية منذ سنوات جاءت لتكمل مشروع الوزارة الرامي إلى دمج الفئة على مستوى مدارس الدولة، مؤكدة إيمان إدارة المنطقة بحق هذه الفئة بالتعليم وتكافؤ الفرص”.
من جانب آخر، أكد محمد رضا موجه التربية الخاصة بمنطقة الشارقة التعليمية، أن الدمج يعطي فرصة لطالب ذوي الاحتياجات الخاصة لاكتساب الخبرات التعليمية في المدارس النظامية والاختلاط مع مختلف فئات المجتمع، عوضا عن مدارس الاحتياجات الخاصة، موضحاً أن وزارة التربية والتعليم تقوم سنوياً وعبر المناطق التعليمية في مختلف الإمارات بالدولة بعمل لجان خاصة لتقييم الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة وتشخيصها على مرحلتين سنوياً، على أن يتم خلال هذه الجلسات تطبيق الاختبارات التشخيصية في ثلاثة مجالات رئيسية، تشمل القدرات العقلية، ومستوى اللغة، والقدرة على التخاطب، فضلاً عن المجال الأكاديمي للطالب المعاق.
وكانت وزارة التربية والتعليم، حددت في بداية إطلاق مشروع الدمج مجموعة من المدارس، وعمدت على توفير المرافق والإمكانات كافة التي تساهم في نجاح عملية الدمج، كما تعمل حالياً على تطبيق مشروع دمج ذوي الاحتياجات الخاصة على مستوى المناطق التعليمية، وهيأت من أجل ذلك المرافق المدرسية والهيئات التدريسية، من خلال دورات تدريبية مكثفة وعلى أيدي خبرات ومتخصصين.
عدد اليوم
