الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«نعم» دَيْنٌ على الحُرّ

1 يناير 2011 21:15
من محفوظات الذاكرة عبارة مكتوبة في صدر محل بقالة تقول «ديّناه انبسط، طالبناه زعل، تركناه نسي!». وكانت إعلاناً غير مباشر عن رفض البيع بالدين، ويبدو أن صاحب المحل قد تلقى عدداً من الصدمات من المتهربين من سداد ديونهم، وبمجرد طرح فكرة البيع بالدين كان يبادرك بالتأسف والاعتذار منك عن قبولها تحت أي مبرر. الوفاء من شيم النفوس الشريفة والأخلاق الكريمة والخلال الحميدة، يعظُم صاحبه في العيون، وتصدق فيه خطوات الظنون، ويقال: الوعد وجه، والإنجاز محاسنه، والوعد سحابة، والإنجاز مطره، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لكل شيء رأس، ورأس المعروف تعجيله. وأنشدوا: إذا قلت في شــيء، نعــم فأتمّــهُ فإنّ نعم دَيْنٌ علــى الحُرّ واجـــبُ وإلّا فقل لا، تســترح وتــرِح بهــا لئلا يقــــول الناس إنـــك كاذبُ وقال آخر: لا كلَّف الله نفســاً فـوق طاقتها ولا تجـــــود يـــدٌ إلا بمـــا تجـــدُ فلا تعــد عــدّة إلا وفيــت بهـــا واحذر خـــلاف مقـــال للذي تعِدُ وقال أعرابي: وعد الكريم نقد وتعجيل، ووعد اللئيم مطلٌ وتعليل وقال: العذر الجميل، خير من المطل الطويل. ومدح بشار يوماً خالد بن برمك، فأمر له بعشرين ألفاً، فأبطأت عليه، فقال لقائده: أقمني حيث يمر. فمر فأخذ بلجام بغلته وقال: أظلّت علينا منـك يوماً ســـحابةٌ وأضاء لها برقٌ وأبطأ رشـــاشــها فلا غيمها يجلـي فييــأس طامـعٌ ولا غيثها يأتي فتروي عطاشـــها فقال: ابن برمك: لا نبرح حتى تؤتى بها. وقال صالح اللخمي: لئن جمــع الآفات فالبخل شـرّها وشرٌّ من البخل المواعيـد والمطَلُ ولا خير في وعــد إذا كان كاذبـــاً ولا خير في قولٍ إذا لم يكن فعلُ وقيل: ماتت للهذلي أم ولد، فأمر المنصور الربيع أن يعزيه، ويقول له: إن أمير المؤمنين موجِّه إليك جارية نفيسة لها أدب وظرف، يسلّيك بها، وأمر لك معها بفرس وكسوة وصلة. فلم يزل الهذلي يتوقع وعد أمير المؤمنين. ونسيه المنصور، فحج المنصور ومعه الهذلي. وطاف معه بالمدينة، حتى وصل إلى بيت عاتكة. فقال: يا أمير المؤمنين هذا بيت عاتكة التي يقول فيها الأحوص: يا بيتَ عاتكـــــة الــذي أتغــزَّلُ حذر العدا وبــــــه الفـــؤاد موكَّلُ إني لأمنحـــكَ الصـــدودَ وإننـــي قسماً إليكَ مع الصـــــدود لأميلُ فكره المنصور ذكر بيت عاتكة من غير أن يسأله عنه، فلما رجع المنصور أَمرَّ القصيدة على قلبه فإذا فيها: وأراك تفعل ما تقــول وبعضهــم مذق اللسان يقــول مــا لا يفعلُ فذكر المنصور الوعد الذي كان وعد به الهذلي فأنجزه له واعتذر إليه. وقال الشاعر: تعجيلُ وعـــد المـــــرء أكرومـــةٌ تنشـــر عنـــــه أطيــب الذِّكــــرِ والحـــــــرُّ لا يمطـــل معروفـــــه ولا يليــــــــــــق المطَــلُ بالحــرِّ وقيل: ولقد وعدت وأنــت أكـرم واعــد لا خيــــر في وعـــد بغـــير تمـــامِ أنعـــم عليّ بمــا وعــدت تكرُّمــاً فالمَطْلُ يُذهـب بهجــة الإنعــامِ وقال آخر: وميعــــــادُ الكريم عليـــك ديــنٌ فلا تــزد الكريــم علــى الســـلامِ يذكـــــره ســـــلامك ما عليـــــه ويغنيــك الســـلامُ عــن الكـــلام وقيل: وميعادُ الكريــــم عليــــه دــــينٌ فلا تـزد الكريـــم علـــى الســـلامِ يذكّــــرُه ســـــلامُك ما عليــــــه ويغنيك الســـلامُ عن الكـــــــلامِ إسماعيل ديب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©