الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوريا وتقاطع المصالح

23 ابريل 2018 23:00
يتساءل الكثيرون عن مغزى عمليات الجيش التركي ضد الأكراد في عفرين داخل الأراضي السورية، على الرغم من الوعود التركية بأنها محدودة للغاية، فقط لحماية حدودها مع سوريا، وعدم السماح للأكراد بالتجمع والحلم بدولة كردية أو حتى حكم ذاتي واسع الصلاحية؟ ولفهم عملية عفرين يجب الإقرار أولاً بأن تركيا أعدت لها بعد أن أعطيت ضوءاً أخضر من كل من موسكو وواشنطن ودمشق، الكل حسب أجندته وما يحققه لها من مكاسب سياسية، فأميركا لا تريد حسم دمشق عسكرياً للصراع الدائر بين الحكومة والمعارضة، والذي ستستفيد منه دمشق بفرض أجندتها في إطار الحل السلمي، وترسيخ موسكو نفوذها في منطقة الشرق الأوسط من خلال دمشق، أما أميركا فبعد أن خسرت كثيراً، فإنها تعمل على إيجاد موطئ قدم في الحلول القادمة بوساطة الأمم المتحدة، كما أنها لا تريد فقدان تركيا الممر البحري الآمن على البحر الأسود، والحليفة في حلف «الناتو»، أما دمشق فتقول التقارير بأنها أبرمت اتفاقاً أولياً مع أنقرة يسمح لها بالتحرك عبر مساحات محددة في المناطق الكردية السورية لإحساسها بأن الأكراد خانوها ووسعوا أجندتهم للضغط عليها لاحقاً، ولتحقيق مكاسب سياسية، بل كما تقول سوريا تهديد وحدة الدولة السورية، وبحساب الربح والخسارة فإن المستفيد من كل ذلك الجيش السوري الحر بعد أن تلقى هزائم موجعة عاد من جديد للمواجهة، وربما من جهة أخرى داعش، أما المتضرر الأكبر فهو الشعب السوري بعدما برقت آمال في اتجاه الحل السلمي، ولكن المعارك الدائرة الآن في الشمال ربما تؤخر الحل وتفرز معادلة سياسية جديدة. من الواضح أن اللعبة السياسية اليوم قائمة على التحالفات التكتيكية ولا يوجد أي أفق استراتيجي، وذلك لتقاطع المصالح ودخول أي طرف بأجندة تتعارض مع الآخر الطرف الآخر، وكل ذلك بسبب أننا نمر بفترة انتقالية لم تترسخ فيها العلاقات الدولية بموازين قوى محددة، وفي سوريا الآن تبقى منبج على الضفة الأخرى هي من يتحكم في الصراع الدائر هناك بين الأكراد وتركيا، فتحرك الأتراك شرقاً ربما يفتح مصاريع الصراع ويمزق الاتفاقات، ويخلق تحالفات جديدة، فلننتظر ما تسفر عنه الأيام القادمة. إياد الفاتح - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©