الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الكرملين يطالب نجاد بوقف «الديماجوجية السياسية»

الكرملين يطالب نجاد بوقف «الديماجوجية السياسية»
27 مايو 2010 00:39
طلب كبير مستشاري السياسة الخارجية في الكرملين من الرئيس الإيراني محمود نجاد أمس، التوقف عن “الديماجوجية السياسية” بعد أن أعلن الأخير أن الدعم الروسي لفرض الأمم المتحدة عقوبات جديدة ضد طهران “غير مقبول” ودعا الرئيس ديمتري ميدفيديف إلى إعادة النظر في دعمه للتحرك الذي تقوده الولايات المتحدة. وكان الرئيس نجاد حث أمس واشنطن وموسكو على دعم اتفاق طهران الثلاثي لمبادلة الوقود النووي الذي أبرمته بلاده مع تركيا والبرازيل في 17 مايو الحالي محذراً من أنه يشكل “الفرصة الأخيرة” لحل الأزمة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. من جهة أخرى، أعلن مشرعون أميركيون نافذون أن الكونجرس سيتبنى بحلول نهاية يونيو المقبل سلسلة عقوبات اقتصادية ضد طهران من شأنها أن “تكمل وتزيد” العقوبات التي تدرسها الأمم المتحدة حالياً. وجاء رد فعل الكرملين العلني بعد أن وبخ نجاد روسيا متهما إياها بالخضوع للضغط الأميركي بشأن فرض عقوبات جديدة على طهران وطالب نظيره الروسي بأن يكون أكثر حذراً. لكن سيرجي بريخودكو كبير مستشاري ميدفيديف رفض الانتقاد الإيراني وقال إن موسكو لا تميل صوب الأميركيين أو الإيرانيين وأن سياستها تحكمها المصلحة الوطنية. وقال بريخودكو في بيان “لم يتمكن أحد على الإطلاق من المحافظة على سلطته من خلال الديماجوجية السياسية. وأنا مقتنع بأن تاريخ إيران على مدى 1000 سنة دليل على ذلك”. وأضاف “الاتحاد الروسي تحكمه مصالح الدولة في المدى الطويل. وموقفنا روسي: فهو يعكس مصالح جميع شعوب روسيا العظمى وبالتالي لا يمكن أن يميل صوب الأميركيين أو الإيرانيين”. وفي توبيخ واضح لطهران بسبب فشلها في تبديد المخاوف بشأن برنامجها النووي، قال بريخودكو إن روسيا لا يمكن أن تقبل التناقض وغياب الشفافية في حل القضايا العالمية الكبرى. وأضاف “أي سلوك مناف للمنطق وأي تطرف سياسي وغياب للشفافية أو تضارب في اتخاذ قرارات، تؤثر على المجتمع الدولي وتهمه، أمر غير مقبول بالنسبة لنا”. وزاد بقوله “سيكون من الأفضل...أن يتذكر الذين يتحدثون الآن باسم شعب إيران الحكيم، ذلك”. وأدان نجاد موقف الرئيس ميدفيديف متهماً إياه “بالجلوس قرب من هم أعداؤنا منذ 30 عاماً”. وأضاف نجاد “نأمل في أن يكون المسؤولون الروس واعين وان يقترحوا تعديلات وألا يتركوا الإيرانيين يضعونهم في المرتبة نفسها مع أعدائهم التاريخيين”. وتقوم روسيا، داعمة إيران التقليدية، ببناء أول مفاعل نووي إيراني في بوشهر سيتم تشغيله بحلول أغسطس المقبل. لكن موسكو أظهرت استياء متزايدا في الآونة الأخيرة بسبب موقف طهران من برنامجها النووي المثير للجدل. وأحبطت موسكو وبكين إيران الأسبوع الماضي، عندما أعلنت واشنطن أن كل الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، أيدت مسودة قرار جديد بفرض عقوبات على طهران وذلك بعد ساعات فقط من عرضها شحن بعض من اليورانيوم الإيراني المخصب إلى الخارج. وفي انتقاد قوي غير معتاد للحكومة الروسية استغل احمدي نجاد كلمة تلفزيونية ليخاطب ميدفيديف مباشرة الذي قال انه رضخ للضغوط الأميركية لدعم خطوة العقوبات. ولم تسلم روسيا بعد طلباً بصواريخ أرض جو طراز (اس-300) التي يمكن أن تساعد إيران في صد أي هجوم مستقبلي على منشآتها النووية. وقال بيوتر جونشاروف اختصاصي في شؤون الخليج مقره موسكو، إن روسيا “أنقذت إيران مراراً من عقوبات شديدة الصرامة، وبالتالي فإن دفاع نجاد بصراحة شديدة ليس في محله. إنها مجرد أحدث محاولة للرئيس الإيراني لينحي باللائمة في مشاكله على غيره”. كما قال نجاد أيضاً، إن صفقة تبادل الوقود النووي مع تركيا والبرازيل، وقدمت إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاثنين الماضي “فرصة عظيمة” يجب على الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يستغلها. وأضاف “من غير المحتمل أن يمنح الشعب الإيراني فرصة جديدة للسيد أوباما في المستقبل”. وشدد على أن اتفاق طهران الثلاثي هو “الكلمة الأخيرة” لإيران. وأضاف “إذا أخبرونا بالحقيقة وكانوا يتطلعون إلى التعاون فيجب أن يتصرفوا وفقاً لبنود هذا الإعلان..إذا كانوا يبحثون عن أعذار فيجب أن يعرفوا أن طريق أي تحرك أو حوار بناء سيغلق في المستقبل”. في واشنطن، أعلن السناتور كريس دود والنائب هاوراد بيرمان اللذان يشاركان في رئاسة لجنتين في الشيوخ (كلاهما ديمقراطي)، في بيان مساء أمس الأول “قلنا دائما إن العقوبات المتعددة الأطراف، هي الوسيلة الأكثر فعالية لإقناع طهران بالكف عن جهودها لتطوير قدرة للأسلحة النووية”. وأضافا “سوف نعمل خلال الأسابيع المقبلة على التأكد من أن قانوناً قد صيغ لإكمال وزيادة العقوبات الأخرى التي ستكون قدر الإمكان فعالة” في إشارة إلى العقوبات التي يتم تداولها حالياً في الأمم المتحدة. وجاء في البيان “سنظل عازمين كليا على التصويت على سلسلة عقوبات أميركية صارمة خلال النصف الثاني من يونيو” المقبل. ماذا تعني الديماجوجية؟ مصطلح الديماجوجية السياسية الذي استخدمه الكرملين أمس، هو كلمة يونانية الأصل مشتقة من «ديموس» أي الشعب و«جوجية» أي العمل، وكانت تطلق في الماضي على زعماء الحزب الديمقراطي في أثينا الذين كانوا يدعون «العمل من أجل مصلحة الشعب». وتدل المفردة اليوم على مجموعة الأساليب والخطابات والمناورات والحيل السياسية التي يلجأ إليها السياسيون لإغراء الشعب أو الجماهير بوعود كاذبة أو خادعة وذلك ظاهرياً من أجل مصلحة الشعب، وعملياً من أجل الوصول إلى الحكم. وعليه فإنها خداع الجماهير وتضليلها بالشعارات والوعود الكاذبة. والديماجوجية هي أحد الأساليب الأساسية في سياسة الأحزاب البرجوازية. وهي موقف شخص أو جماعة يقوم على إطراء وتملق الطموحات والعواطف الشعبية بهدف الحصول على تأييد الرأي العام استناداً على مصداقيته. والديماغوجي هو الشخص الذي يسعى لاجتذاب الناس إلى جانبه عن طريق الوعود الكاذبة والتملق وتشويه الحقائق ويؤكد كلامه مستنداً إلى شتى فنون الكلام وضروبه وكذلك الأحداث ولكنه لا يلجأ إلى البرهان أو المنطق البرهاني لأن من شأن البرهان أن يبعث على التفكير وأن يوقظ الحذر، والكلام الديماغوجي مبسط، يعتمد على جهل سامعيه وسذاجتهم.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©