السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«القاعدة» في ليبيا... فزاعة القذافي!

«القاعدة» في ليبيا... فزاعة القذافي!
1 ابريل 2011 22:59
نجح أحد الشباب الموالين لنظام القذافي في نسج قصة تشاؤمية تتفق تماماً مع ما تروج له الدوائر الرسمية في طرابلس. فقد أقسم أسامة بن صلاح مدعياً صدق القصة التي روج لها: لقد أشعل مقاتلو تنظيم "القاعدة" منزلي في مدينة مصراتة التي يسيطر عليها المتمردون، ثم قتلوا والدي بعد ذلك. وأضاف صلاح قائلاً إن مقاتلي "القاعدة" يمثلون بجثث ضحاياهم. ومنذ اندلاع الانتفاضة الليبية في منتصف شهر فبراير المنصرم، كرر القذافي مرات عديدة زعمه القائل بأن نظامه يواجه تمرداً من نوع مختلف جداً. فالمتمردون ليسوا ناشطين مؤيدين للديمقراطية، ويأملون في وضع حد لنظامه الذي استمر لأربعة عقود، إنما هم مقاتلون في صفوف "القاعدة"، وقد عزموا على تحويل ليبيا إلى "قاعدة" جديدة للجهاد العالمي. وفي ذلك السياق حذر القذافي قائلاً: هذا هو تنظيم "القاعدة" الذي يشن العالم كله حرباً عليه. وأتبع القذافي تحذيره هذا بمطالبة التحالف الغربي بالوقوف إلى جانبه في الحرب على عدو مشترك، بدلاً من أن يسخر التحالف ترسانته العسكرية لتفكيك القدرات العسكرية للجيش الليبي. ومع بدء الحوار العام في واشنطن بشأن تسليح المتمردين المعادين لنظام القذافي، فقد أثيرت أسئلة جادة حول مدى نفوذ تنظيم "القاعدة" على المعارضة الليبية في المحافظات الشرقية. ففي الشهادة التي أدلى بها الأدميرال جيمس ستارفيديس، قائد قوات حلف "الناتو"، أمام مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء الماضي، أكد على وجود مؤشرات استخباراتية على احتمال وجود أو تأثير لـ"القاعدة" و"حزب الله" على المتمردين الليبيين. وقال الأدميرال مستطرداً: "نحن لم نلحظ شيئاً مختلفاً بعد، وليس في وسعي الآن أن أسرد أي تفاصيل تؤكد وجود نفوذ كبير لتنظيم القاعدة أو حزب الله أو أي منظمة إرهابية أخرى في الأراضي الليبية". وبينما يردد الموالون من أمثال أسامة بن صلاح صدى ذات الفزاعة التي يروج لها القذافي، فإنه تصعب ملاحظة أي نفوذ يذكر لعناصر "القاعدة" في المعقل الرئيسي للمتمردين بشرقي ليبيا. وخارج مدينة أجدابيا، اهتم عبد الله الهنيد -الذي يساعد في إدارة قناة "ليبيا الحرة"، الموالية للمتمردين، بالحطام الذي أحدثته عمليات القصف الجوي لدبابات القذافي. وفي تعليق منه على قتلى هذه العمليات في صفوف الكتائب الموالية للقذافي، قال الهنيد إن معظمهم من الذين تعرضوا لعملية غسل دماغ فاعتقدوا أنهم يقاتلون "القاعدة". ووصف هؤلاء القتلى بأنهم من ضحايا القذافي أيضاً، غير أنه ليس من خيار آخر أمامنا سوى مواصلة القتال من أجل الحرية. وعلى أية حال فقد أعربت المعارضة الليبية عن أن الأهداف التي خرجت من أجلها على نظام القذافي، هي ذات مطالب التغيير السياسي التي عبرت عنها الجماهير على امتداد العالم العربي بأسره خلال الشهور الأخيرة الماضية. وقد صاغ الثوار الليبيون هذه الأهداف في ثماني نقاط وردت في بيان حمل عنوان "رؤية أسس الديمقراطية في ليبيا"، وصدر يوم الثلاثاء الماضي. وفي حين يعتقد الكثير من الخبراء والمحللين أن القذافي يغالي في التحذير من خطر اختطاف "القاعدة" لسدة الحكم في بلاده، بهدف الإساءة إلى معارضيه، فإن ذلك لا ينفي حقيقة وجود تاريخ معروف لنشاط الإسلاميين المتطرفين في شرقي ليبيا. فقد استولى الجيش الأميركي على وثائق من تنظيم "القاعدة" في العراق، كشفت عن أن منطقة شرق ليبيا بعثت بمقاتلين أجانب إلى العراق خلال الفترة بين أغسطس 2006 وأغسطس 2007، فاق عددهم عدد أي مقاتلين أجانب وفدوا إلى العراق لمساعدة المتطرفين في الحرب على قوات التحالف الدولي، من أي جهة أخرى من أنحاء العالم. واليوم، لا يدري أحد كم عدد المجاهدين الليبيين الذين قاتلوا سابقاً ضد القوات الغربية في العراق وأفغانستان بين صفوف المتمردين في شرقي ليبيا. وفي حين تشير التقارير إلى أن العناصر الإسلامية الجهادية بين أكثر المقاتلين نشاطاً في الصفوف الأمامية للقتال ضد قوات القذافي، فإن هناك تواتراً في التقارير على أن هذه العناصر تمثل أقلية ضئيلة بين المتمردين على النظام. ويذكر أن العناصر المتمردة على القذافي أحرزت تقدماً ميدانياً كبيراً خلال الأسبوع الحالي، بفضل المساندة التي تحظى بها من قبل عمليات القصف الجوي بقيادة كل من الولايات المتحدة وفرنسا. غير أن كتائب القذافي نجحت في دحرها وإرغامها على ترك المناطق التي سيطرت عليها مجدداً يوم الثلاثاء الماضي. ويذكر أن "جماعة الجهاد الإسلامي الليبية" كانت قد أعلنت تعاونها مع المتمردين في العراق عام 2007، ووجهت نداء إلى كافة المسلمين للانخراط في الجهاد العراقي. وفي نوفمبر من العام نفسه أعلنت الجماعة انضمامها إلى "القاعدة". أما الوثائق التي استولى عليها الجيش الأميركي من تنظيم "القاعدة" في العراق، فكشفت عن تفاصيل أسماء وبيانات 595 مقاتل أجنبي عبروا إلى العراق من سوريا. وبينما بلغت نسبة السعوديين بين هؤلاء حوالي 40 في المئة، احتل المجاهدون الليبيون المرتبة الثانية مباشرة حيث وصلت نسبتهم في تلك القائمة 18.8 في المئة من مجموع المجاهدين الوافدين في العراق. لكن حين أعيد توزيع تلك النسب على أساس جغرافي، تبين أن ليبيا ساهمت بضعف العدد الذي ساهمت به السعودية في تلك القائمة. ليس ذلك فحسب، بل أعلنت نسبة تزيد على 85 في المئة من المجاهدين الليبيين رغبتها في تنفيذ عمليات انتحارية ضد القوات الدولية في العراق، وفقاً لتلك الوثائق التي حملت اسم "سجلات سينجار". ويذكر أن العقيد القذافي خطى خطوات كبيرة نحو المصالحة مع الجماعات الإسلامية، بما فيها إطلاق عدد كبير منهم من السجون، بعد إدانة عناصرهم للعنف والارتباط بتنظيم "القاعدة". لكن رغم ذلك، يحذر مسؤولو نظام القذافي من أن المواجهة التي تخوضها كتائبه مع المتمردين، هي أحدث جبهات القتال التي أنشأها الجهاديون المتطرفون ضد النظام. سكوت بيترسون - طرابلس ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©