الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«جوجل» تعيد إحياء المكتبة التراثية العالمية

«جوجل» تعيد إحياء المكتبة التراثية العالمية
26 سبتمبر 2009 01:12
يقول أحد الخبراء إن محرك البحث «جوجل» يمكنه أن يفسّر لك كل شيء ما عدا كلمة «مستحيل». ومن دواعي هذا الحكم، أن هذه الشركة اعتادت على الخوض في أكثر المشاريع ضخامة في مجال الأتمتة الرقمية. وبعد أن ابتدعت محرك البحث الأكثر شهرة، أعلنت عن عزمها على نشر ملايين الكتب التراثية على مواقعها على الإنترنت. وبدأت هذه المهمة المعقدة قبل أشهر عدة أشهر حين أعلنت عن أنها قامت بتحميل نصف مليون كتاب معفاة من حقوق الملكية الفكرية على جهاز قراءة الكتب الإلكترونية الخاص بها، حتى تسمح لشركة سوني بتحميلها على أجهزة «سوني ريدير» لقراءة الكتب الإلكترونية. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تسمح فيها شركة جوجل لمنافسيها بالاستفادة من مثل هذه الفرصة العظيمة. ومن شأن هذا الإجراء أن يمثل تحدياً تنافسياً مشتركاً من جوجل وسوني لشركة «أمازون دوت كوم» التي تستثمر جهاز كيندل 2 لقراءة الكتب الإلكترونية والذي يضم نحو 600 ألف كتاب. وبالرغم من الضجيج الإعلامي الذي أثاره هذا المشروع، إلا أن «جوجل» عازمة على تنفيذه بحيث تتحول إلى القوّة الضاربة الأولى في مجال نشر وتسويق الكتب الإلكترونية. وتقول مصادر الشركة إن أهداف المشروع تتلخص بتسهيل الوصول إلى كافة ضروب العلوم والمعارف العالمية من خلال مواقع الإنترنت. والآن، ينهمك مهندسو الشركة بابتداع تقنيات غير مسبوقة في مجال المسح الرقمي والطباعة من أجل تسهيل عملية تحميل ونقل ملايين الكتب التراثية المطبوعة إلى الصيغة الرقمية حتى تصبح قابلة للتحميل على المواقع الإلكترونية. ومنذ عام 2004 وحتى الآن، تمكنت الشركة من إعادة نسخ أكثر من 10 ملايين كتاب. إلا أن الأمر بدا في غاية الصعوبة وبما دفع الشركة للبحث في ابتداع تقنيات المسح والتصوير الضوئي بدلاً من النسخ. وعلى خطّ موازٍ، تسعى الشركات المتخصصة بصناعة الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية لتدوير القارئات اليدوية للكتب. وظهر في الأسواق مؤخراً أحدث جهاز للمطالعة الإلكترونية تحت اسم «بيبوك إي- إينك ريدر» BeBook E-Ink Reader الذي يتيح لمستخدمه التجوّل في مكتبات ضخمة واختيار ما يرغب بقراءته من بين مئات الكتب. ويمكن للجهاز استظهار المخطوطات والصور المحملة بكل التقنيات الرقمية مثل نظام الصفحات المصوّرة PDF أو MOBI أو HTML ، أو JPG وغيرها. ويمكنه تخزين أكثر من 300 ألف صفحة جريدة عدا عن الكتب. ولعل من المهم الإشارة إلى أن نظام تشغيل «بيبوك إي- إينك ريدر» يتوافق تماماً مع نظامي التشغيل «بي سي» و»ماك». ويباع الجهاز ضمن محفظة جلدية أنيقة وفاخرة. وكانت شركة «جوجل» على علم مسبق بأن تطور هذه الأجهزة، يخلق سوقاً ضخمة لمطالعة الكتب الإلكترونية، وقررت أن تكون لها اليد الطولى في هذا الاختصاص. ويتطلب النجاح في هذا المسعى بتأمين زيادة ضخمة في المحتوى الرقمي من الكتب من أجل ترويجه في الأسواق المزدهرة للمطالعة الإلكترونية. وتسعى شركة «جوجل» إلى إثراء محتوى موقعها المتخصص بنشر الكتب الإلكترونية «جوجل بوك سيرتش» GoogleBookSearch.com إلا أنها واجهت الكثير من المشاكل القانونية المعقدة التي تتعلق بمعالجة قضايا حقوق المؤلفين والناشرين الأصليين. ولقد أثارت هذه القضية جدلاً حاداً في أوساط المؤلفين والناشرين الأوروبيين الذين يفضلون نشر مؤلفاتهم في مواقع أوروبية بدلاً من جوجل. ومن أجل تنفيذ هذا المشروع، ابتدع خبراء «جوجل» آلة طباعة جديدة تدعى «إكسبرسو EBM متخصصة بطبع الكتب الرقمية المحمولة على موقع جوجل بوضوح بالغ القوة. ويمكن لهذه الطابعة العمل بسرعة 60 صفحة في الدقيقة، أي أنها قادرة على طباعة كتاب يتألف من 600 صفحة خلال 10 دقائق فقط، وهذه سرعة لم يتم التوصل إليها في أكثر الطابعات الليزرية تطوراً. ولا تعتمد «جوجل» على التركيز على صناعة أجهزتها الخاصة بالمطالعة الإلكترونية للكتب، بل بترويج خدماتها وبيع محتوياتها للقراء الافتراضيين. ولا شك أنه سيكون في وسعها تسجيل عوائد عالية على حساب غريمتها (أمازون).
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©