الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

السجون الفرنسية تسجل أعلى معدلات الانتحار في أوروبا

السجون الفرنسية تسجل أعلى معدلات الانتحار في أوروبا
26 سبتمبر 2009 01:25
حين رأت ماري كريستين ميناسبا زوجها ميكائيل جيرار آخر مرة في سجن قذر ومكتظ ببلدة أجين الفرنسية قال لها إنه يتطلع للانضمام إليها ولطفليهما بعد إطلاق سراحه الوشيك.. بعد ذلك بيوم واحد في 26 مايو شنق نفسه. وجيرار الذي سجن لارتكاب جرائم ثانوية كان واحدا من أكثر من 80 سجينا انتحروا هذا العام. وهي فضيحة قومية بالنسبة لفرنسا التي تفتخر بأنها مهد حقوق الإنسان ولكن في الوقت نفسه بها أحد أعلى معدلات الانتحار بالسجون في أوروبا. وتقول سعاد بوكردان مديرة علاقات عامة بباريس ونزيلة سابقة بالسجن بمنزلها في العاصمة الفرنسية «لم يمر يوم دون أن أفكر في شنق نفسي». ويتحدث المفرج عنهم عن زنازين مكتظة، حيث يضطر أحدث الوافدين للنوم على حاشيات على الأرض بجوار مرحاض مفتوح أو طاولات الطعام. ويصف الحراس المثقلون بالأعباء أنفسهم بأنهم ليسوا سوى حملة مفاتيح غير قادرين على منع نشوب المشاجرات بالسكاكين والاغتصاب بين السجناء. وأظهرت إحصاءات للاتحاد الأوروبي صدرت عام 2006 أن معدل الانتحار بفرنسا يبلغ 16 حالة من كل عشرة آلاف سجين مقابل عشرة في ألمانيا وتسعة في انجلترا وويلز. وذكر تقرير حكومي فرنسي أنه بحلول عام 2008 ارتفع المعدل إلى 17. وفي يونيو وصف الرئيس نيكولا ساركوزي السجون بأنها «عار على الجمهورية». واتخذت الحكومة خطوات طارئة مثل توزيع ملابس للنوم مصنوعة من الورق لمنع حوادث الشنق. لكن خبراء قالوا إن هناك حاجة إلى إصلاح جذري. ورغم أن جريمة جيرار كانت تافهة قالت أرملته «كان زوجي في زنزانة مبنية لستة وكان هناك ثمانية أشخاص فيها. وكان بها كل شيء، رجل قتل رضيعا وشخص محكوم عليه بالإعدام بتهمة الاغتصاب». وحالة جيرار متكررة للأسف. فبعد مشاجرة مع الحراس على السجائر ألقي في «الحبس الانفرادي». هناك قام بأول محاولة للانتحار لكنه أنقذ وأخبر زوجته في اليوم التالي بأن هذه المحاولة كانت تهدف للاستفزاز فحسب. وبعد أن التقى بزوجته أعيد إلى «الحبس الانفرادي» فقام بثاني محاولة ودخل في غيبوبة أدت إلى الوفاة.. قبل أقل من أسبوعين من الموعد المقرر للإفراج عنه. وتظهر بيانات الاتحاد الأوروبي أن فرنسا تحبس نحو 125 سجينا في كل مكان مخصص لـ100، مقابل 97 في ألمانيا و96 في انجلترا وويلز. وزاد عدد سجنائها نتيجة لانتهاج سياسة أكثر صرامة تجاه الجريمة. لكن خزائن الدولة المستنزفة بسبب الأزمة الاقتصادية تعني أن هناك القليل من المال للسجون والعاملين فيها. وقضت بوكردان مديرة العلاقات العامة شهرين في أكبر سجن بأوروبا وهو سجن فليري ميروجي قرب باريس. وتبلغ طاقته 3800 سجين. وتركت زميلة لها بالزنزانة متسوسة لتتقيح لمدة 15 يوما على الرغم من الطلبات المكتوبة للمساعدة. وقالت بوكردان التي سجنت عام 2005 في إطار تحقيق بقضية احتيال مالي إن الحراس لم يستطيعوا منع الهجمات اليومية بالسكاكين وبعضها ضد بعض النساء الحوامل. وأضافت «كانت هناك طبقة سميكة من العفن على الجدران والسقف. كانت النساء يمضغن قطعا من الصحف ويستخدمنها للصق إعلانات ديور وشانيل البراقة على العفن». ولم تستجب إدارة السجن لطلبات متكررة من رويترز لزيارة السجن وإجراء مقابلة مع مدير أحد السجون والتحقق من صحة الشهادات التي أدلى بها نزلاء ومحامون. واعتمد البرلمان الفرنسي قانونا في 22 سبتمبر يهدف لتخفيف الضغط على السجون بتوسيع نطاق العقوبات البديلة مثل أساور المراقبة الإلكترونية. كما خفض القانون الجديد الحد الأقصى للحبس الانفرادي داخل السجن من 45 يوما إلى 30 يوما. ولكن الخبراء يريدون أكثر من هذا فهم يريدون سجونا أصغر حجما حيث يستطيع النزلاء الاتصال بأسرهم. وتدريبا مهنيا لإعدادهم للعالم الخارجي. وخفض معدل العودة إلى الجريمة الذي يبلغ 40%. وأيضاً استحداث بدائل للمرضى العقليين الذين يمثلون جزءا كبيرا من نزلاء فرنسا البالغ عددهم 63 ألفا. وقال الدكتور لوي البران الخبير الطبي الذي كتب تقريرا عن السجون لوزارة العدل الفرنسية «نحن بحاجة لمفهوم جديد للسجن بدلا من استنساخ هذه السجون المقامة وفقا لنموذج سجون العصور الوسطى تحت الأرض»
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©