كاراديتش أمام المحكمة الدولية بتهم جرائم حرب في البوسنة

أعلنت الرئاسة الصربية أن رادوفان كاراديتش الملاحق منذ عام 1995 بتهم ارتكاب جرائم حرب وإبادة بالبوسنة، بات في يد العدالة الصربية، التي تدرس ترحيله إلى لاهاي ليكون المتهم رقم 44 الذي يمثل أمام محكمة جرائم الحرب الخاصة بيوغسلافيا السابقة· وجاء في بيان للرئاسة الصربية أن مكان كاراديتش حدد وجرى اعتقاله على أيدي قوات صربية الليلة قبل الماضية وأحضر أمام قاضي التحقيق بمحكمة جرائم الحرب في بلجراد، في خطوة أولى نحو تسليمه إلى محكمة جرائم الحرب في لاهاي، في حين لقي خبر اعتقاله ترحيبا دوليا· وقال قاضي التحقيق ميلان ديلباريتش إن استجواب كاراديتش انتهى وإنه تم التأكد من هويته، بينما صرح محاميه سفيتوزار فوياكيتش بأنه تم اعتقال موكله الجمعة الماضي في حافلة للنقل العام وان موكله رفض الرد على اتهامه بارتكاب جريمة الابادة الجماعية ووصف التهم الموجهة له بأنها ''مهزلة''· وقال مسؤولون يوغوسلاف ان كاراديتش اعتقل قرب بلجراد وهو منتحل شخصية ممارس للطب البديل· واطلع الصحفيون على صورة لكاراديتش يصعب التعرف فيها على الزعيم الصربي السابق الذي بدا نحيلا وقد أطال شعره الابيض ولحيته وارتدى نظارة ليخفي وجهه· وصرح مسؤولون صرب بأنه كان يتنقل بحرية في المدينة ويتكسب من الطب البديل· وقال المدعي الصربي في جرائم الحرب فلاديمير فوكشيفيتش ان كاراديتش سينقل الى محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة في لاهاي بموجب الاجراءات التي ينص عليها القانون الصربي· وقال المدعي العام ان ''قاضي التحقيق اتخذ القرار اذ ان شروط نقله متوافرة'' بموجب القانون حول التعاون مع محكمة الجزاء الدولية· وظل كاراديتش مطاردا 13 عاما، لكنه أفلت من الملاحقة مستعينا بشبكة واسعة من أنصار يرونه بطلا قوميا ساعدوه على الاختباء في الأديرة والمغارات في شرق صربيا· وبمجرد إعلان الخبر اكتظت سراييفو بالسيارات وبحشود احتفلت باعتقال الرجل الذي حاصرت قواته المدينة 44 شهرا خلال الحرب والمتهم بارتكاب مجزرة راح ضحيتها نحو ثمانية آلاف مسلم عام 1995 في سربرينتشا شرق البوسنة· وقال الرئيس البوسني حارث سيلاديتش إن الاعتقال يحمل بعض العزاء لعائلات الضحايا، لكن ''رغم موت ميلوسوفيتش واعتقال كاراديتش، ما زال مشروع التطهير العرقي لهذين الرجلين للأسف مستمرا في البوسنة والهرسك''· واعتبر زعيم الراديكاليين القوميين الصرب ألكسندر فوشيتش الاعتقال مكافأة للاتحاد الأوروبي الذي أتى بالحكومة الجديدة إلى السلطة· وقالت زوجته ليليانا زيلين كرادجيتش إنها شعرت بالصدمة عندما علمت باعتقال زوجها بعد أن ظل هاربا من العدالة طوال 13 عاما· وقالت ''شعرت بالصدمة وعدم التصديق عندما سمعت·· على الأقل أعرف الآن أنه على قيد الحياة''· وأضافت أن ابنتها سونيا هي التي أبلغتها بنبأ اعتقال زوجها· وأصيب شعب صربيا بصدمة بعد سماع نبأ اعتقال زعيمهم· وقالت ماجا ''30 عاما'' التي رفضت الكشف عن اسمها الاخير ''لا يمكنني تصديق ذلك لقد كنت أعتقد أنه مات أو سيموت أثناء اختبائه·· إنني مصابة بصدمة بالغة''· واعتبرت وزارة الخارجية الروسية ان محاكمة كاراديتش يجب ان تكون ''غير منحازة'' متهمة محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة بانها غالبا ما كانت ''منحازة''· وشددت على ان ''توقيف زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كاراديتش المتهم من مقبل محكمة الجزاء الدولية هو قضية داخلية صربية محض''· وهنأ البيت الابيض الحكومة الصربية، معتبرا ان هذا الاعتقال يشكل ''تحية'' لضحايا الفظائع التي ارتكبت في هذا البلد· وقال البيت الابيض في بيان ''نهنئ الحكومة الصربية ونشكر من ساهموا في انجاح هذه العملية على احترافهم وشجاعتهم''· واضاف البيان ان ''لحظة الاعتقال التي تأتي بعد ايام من احياء ذكرى مقتل اكثر من سبعة آلاف بوسني في سربرينتشا ملائمة جدا، وليس من تحية (يمكن توجيهها) لضحايا فظائع اي حرب سوى باحالة منفذي تلك الفظائع امام العدالة''· وتلقى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي برضا كبير خبر الاعتقال· وقال بيان للرئاسة الفرنسية ان ''هذا الاعتقال المنتظر منذ وقت طويل، يظهر بوضوح تصميم الحكومة الجديدة في بلجراد على تحقيق التقارب مع الاتحاد الاوروبي، وذلك عبر المساهمة في السلام والاستقرار في البلقان''· ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالاعتقال ''التاريخي'' لكاراديتش· أما الاتحاد الأوروبي فقال إن هذا الاعتقال ''تطور مهم جدا لجهود صربيا للانضمام إلى الاتحاد''، وقال المفوض الأوروبي المكلف شؤون توسيع الاتحاد أولي ريهن إن ''هذه علامة فارقة في تعاون صربيا مع المحكمة الجنائية الدولية بشأن يوغسلافيا السابقة''· وأضاف ريهن أن ذلك ''يبرهن على تصميم الحكومة الجديدة على تحقيق التعاون الكامل مع المحكمة''· وأعلنت المفوضية الاوروبية انها تريد البدء في تطبيق المزايا التجارية الخاصة باتفاق جديد مع صربيا