الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«وقف الفهيـــم» تاريخ مـن العمل الخيري

«وقف الفهيـــم» تاريخ مـن العمل الخيري
27 مايو 2017 02:40
أحمد السعداوي (أبوظبي) المسارعة إلى عمل الخير واحدة من المسلمات التي قام عليها المجتمع الإماراتي من قديم الأزل، وبالتالي يتسابق الكثير من أبناء هذا الوطن المعطاء على القيام بمبادرات خيرية ومشروعات متنوعة تهدف إلى خدمة الفئات المختلفة، التي قد تكون في حاجة للمساعدة في أي جانب من جوانب الحياة، ومن هذا المنطلق يأتي «وقف الفهيم»، واحداً من المشروعات المميزة في العمل الخيري على أرض الإمارات منذ أكثر من 20 عاماً، بحسب عيسى الفهيم، الأمين العام للوقف الخيري، في حديثه لـ «الاتحاد» عن الجهود المتنوعة للوقف في عمل الخير. تكافل اجتماعي وعن دوافع العمل في المجال الخيري، يقول الفهيم إن منطلقات العمل الخيري مطلب أساسها شرعي لضمان التكافل الاجتماعي وسد حاجات الناس، ولذلك كانت الزكاة أحد أركان ديننا الحنيف، والكرم والجود صفة أصيلة من صفات العرب، ونحن أسرة نشأت في كنف الوالد عبدالجليل محمد الفهيم - رحمة الله عليه - الذي كان العمل الخيري من أبجديات منهجه وأولويات سلوكه، وروح العطاء خصال تأصلت فينا من نعومة أظفارنا، وتماشياً مع أحكام الشريعة السمحة، وتمسكاً بالصفات العربية الأصيلة، ووفاءً لوالدنا بعد رحيله، تم إنشاء وقف عبدالجليل وعائلته بتاريخ 17يوليو 2004 لإيجاد مؤسسة تستمر في أداء الرسالة التي بدأها والدنا، وبعد وفاته اتفق أبناء المرحوم بالتنازل عن جزء من حصصهم بمبلغ «ثلاثمائة وستون مليون درهم»، وتم تخصيصه لمصلحة إنشاء وقف خيري ابتغاء الأجر والثواب، ليعم ريع الوقف ونفعه الفئات المستحقة. مبادرات خيرية وبالحديث عن المبادرات الخيرية والإنسانية التي تم إنجازها أورد، أن الوالد، كان صاحب مبادرات فردية، وأرسل الكثير من المواد الغذائية والإغاثية عن طريق هيئة الهلال الأحمر الإماراتي إلى العديد من المناطق المحتاجة في العالم، مثل أفغانستان وباكستان وغيرها وشيّد العديد من المساجد في تركيا، والمغرب، وسلطنة عُمان، والأردن، وفي غيرها من البلدان وفي أبوظبي أيضاً، كما أنشأ المدارس ودعم دور العلم في الداخل والخارج. وفي عام 1996 أنشأ مكتباً خاصاً لتستمر هذه المسيرة بشكل منظم وموثق لمساعدة المراجعين من المحتاجين سواءً في مجال التعليم أو العلاج أو سد الحاجة للأسر الفقيرة وكان يقوم شخصياً بتوزيع صدقات وزكاة ماله. واستكمالاً للمبادرات الخيرية وبشكل مؤسسي منظم شارك الوقف بالعديد من الحملات الإغاثية الإنسانية والخيرية التي أطلقتها الدولة لبرنامج إغاثة فلسطين، واللاجئين السوريين، والصومال، واليمن، وللمتضررين من إعصار جونو، عبر هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وكان الوقف دائماً من المبادرين للمشاركة في هذه البرامج، كما ساهم الوقف بمشاريع خيرية خارج الدولة مثل صيانة وترميم المساجد والمنازل وحفر الآبار ودعم بعض المؤسسات التعليمية بالتنسيق مع الهلال الأحمر وحملات إفطار الصائم في الدول الفقيرة مثل لبنان، وفلسطين، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، واليمن، وسيريلانكا، وبلغت قيمة هذه البرامج نحو 9 ملايين درهم. الأجر والثواب وأكد الفهيم أن الأسرة من وراء هذه الأنشطة الخيرية لا تبتغي تحقيق أي أهداف دنيوية، فالآخرة خير وأبقى، فالأجر والثواب هو المبتغى، وما اللقاءات الصحفية إلا وسيلة لتسليط الضوء على حاجة الشعوب الفقيرة وتحفيزاً للمحسنين بضرورة المشاركة في تخفيف وطأة معاناة هذه الشعوب ورفع حمل الفقر الثقيل عن كواهلهم ومساعدة المتضررين منهم. وحول نوعية الجهود الخيرية التي يمكن للجميع القيام بها في محيطة الشخصي والمجتمعي، بين الأمين العام لوقف الفهيم، أن العمل الخيري مجاله كبير وأفقه واسع، وكل حسب إمكانياته يستطيع المساهمة، فعلى المستوى الشخصي يمكن تخصيص مبلغ ولو بسيط شهرياً لمساعدة أسرة محتاجة أو التكفل بمصاريف طالب علم أو المساهمة في علاج مريض أو كفالة يتيم، وعلى المستوى المجتمعي، فإن تضافر الجهود بين المؤسسات يمكن أن يؤدي إلى تنفيذ مشاريع وبرامج خيرية أكبر يستفيد منها شرائح عديدة في المجتمع، مثل السلة الغذائية لتوزيعها على الأسر المتعففة أو علاج مرضى الأمراض المزمنة أو برامج تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها الكثير الكثير، وكلما كانت الشراكات بين مؤسسات المجتمع المدني أوسع كانت القدرة على تنفيذ البرامج أكبر. وفيما يتعلق بمدى الإقبال على الأنشطة الخيرية بين أبناء الإمارات، شدد على أن دولة الإمارات هي دار للخير وأبناؤها نهلوا حب العطاء من معين زايد الخير، «طيب الله ثراه»، وأصبح هذا فطرة لديهم، لذلك ترى الإيجابية والمبادرة هي الروح التي تتحلى بها الدولة قيادةً وشعباً، والعطاء لديهم غير مقترن بمصالح، عطاؤهم ينطلق من الشهامة والنخوة ومد يد العون ومؤازرة الضعفاء ومساعدة المحتاج، لذلك تجد أن لديهم مبادرات شخصية أو مشاركات في البرامج الخيرية المختلفة من خلال المؤسسات التخصصية. طيب خاطرهم وانتقالاً إلى الكيفية التي يمكن أن يستفيد من خلالها الفرد من نشاطه الإنساني في حياته الخاصة، بيّن أن التفاعل الاجتماعي يولد التراحم بين الناس، ومن يستطيع اليوم تقديم المساعدة قد لا يكون قادراً فيما بعد، لذلك، فإن التكافل فيما بين الناس والتراحم يضمن الود بينهم ويمنع المشاحنة والبغضاء ويؤلف بين القلوب، وفعل الخيرات، إنما هو وازع ديني وخلق سام وهمة عالية، الهدف منها كسب الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى وهو قبول له في الدنيا وأجر عظيم في الآخرة. ورداً على سؤال يدور فحواه عن المبادرات والأعمال الخيرية المزمع عملها من قبل الوقف خلال الفترة المقبلة، أجاب بأن للوقف برامج عديدة يقوم بتنفيذها بشكل منفرد، كما أنه جهة مانحة يبادر دائماً في دعم المؤسسات التخصصية المعنية بالشأن الإنساني، والاجتماعي، والصحي، والتعليمي، ولديه النية للمساهمة بالعديد من المبادرات المطروحة على الساحة المحلية بمناسبة عام الخير، وسيوزع مساهماته على المجالات التعليمية والصحية والأيتام ورعاية كبار السن والأطفال. وكانت لنا مساهمة هذا العام مع مبادرة «طيب خاطرهم» التي أطلقها الدكتور أحمد المسقطي سفير الأمم المتحدة في دول الخليج والشرق الأوسط وشمال أفريقيا لرعاية كبار السن والأطفال الأيتام، وهي باكورة مساهماتنا بمناسبة «عام الخير 2017». نصيحة للشباب ومن واقع خبرته الطويلة في مجال العمل الخيري، ينصح الفهيم الشباب الإماراتي بضرورة استمرار تمسكهم بنهج الآباء والأجداد على طريق الخير، والتأسي بأفعالهم التي تسطر بحروف من ذهب، فعمل الخير فيه مرضاة لله والرسول، وفيه فائدة للناس فخير الناس أنفعهم للناس، وليس هناك شعور أروع من إدخال السرور على قلب أحد، وليس هناك أسمى من تفريج الكرب عن الناس، فأنصحهم بالمبادرة إلى المشاركة في الأعمال الإنسانية والخيرية ليكونا قدوة لأبنائهم في المستقبل. قاعدة بيانات اقترح عيسى الفهيم إقامة مؤسسة أو هيئة تقوم بعمل قاعدة بيانات للفئات المحتاجة في المجتمع، أياً كانت متطلباتهم، بحيث يسهل على من يقوم بعمل خيري في الدولة، سواء كانوا أفراداً أو هيئات، بتوجيه أنشطتها ومبادراتها وكافة إمكاناتها بشكل صحيح لهذه الفئات خاصة حين تقوم مبادرات مهمة على مستوى الدولة، بحيث يتم توجيه حصيلة ما يتم جمعة من هذه الجهود إلى تلك الفئات بشكل أكثر تنظيماً. ولفت إلى ضرورة إيجاد آلية للتنسيق بين هذه الجهات التي تقوم بأعمال خيرية منعاً بهدف الوصول إلى مستوى أعلى من خدمة الفئات المحتاجة وضمان عدم استفادة بعض الحالات من أكثر من جهة خيرية في ذات الوقت، ما قد يتسبب في أخذ حصة أو نصيب شخص آخر محتاج ولم يتوفر له ما يريده من دعم أو مساندة، مؤكداً أن وقف الفهيم الخيري يقوم بهذا التنسيق مع العديد من الهيئات الأخرى حين يتم التعامل مع الحالات المختلفة. برامج إنسانية عن الفئات التي استفادت من تلك الأعمال الخيرية، أوضح عيسى الفهيم، الأمين العام لـ «وقف الفهيم» أنه على مدى عشرين سنة استفاد ما يقارب من مليون شخص من المساعدات التي قدمها الوقف، سواء بشكل فردي أو على شكل برامج خيرية وإنسانية نفذها داخل الدولة وخارجها، وبشكل موجز فقد تم تقديم مساعدات نقدية للأسر المحتاجة والمرضى والغارمين والطلاب بلغت 135 مليون درهم تقريباً. كما أن الوقف قدم نحو 30 مليون درهم وبشكل منتظم على مدى السنوات العشر الأخيرة دعماً للمؤسسات الصحية والتعليمية والإنسانية والاجتماعية ورعاية الأيتام داخل الدولة. إضافة إلى 3 ملايين درهم تم صرفها على تنفيذ مشاريع ترميم وصيانة المساجد داخل الدولة ولدى الوقف برامج موسمية، مثل إيفاد حجاج ومشاريع إفطار الصائم داخل الدولة وكسوة العيد والأضاحي والمير الرمضاني كانت حصيلتها نحو 7 ملايين درهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©