السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حرق الأسرى والرهائن ضد الدين

حرق الأسرى والرهائن ضد الدين
27 مايو 2017 02:40
حسام محمد (القاهرة) كثرت أساليب تعذيب الجماعات الإرهابية للرهائن الذين يقعون في أيديهم، حيث أصبحت تتفنن في تعذيب الرهينة، أو قتله بطرق مختلفة، ومن تلك الطرق الحرق، وهي الطريقة التي اتبعوها لأول مرة في حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، ثم توسعوا فيها وأدخلوا عليها ابتكارات في كل مرة يستخدمون فيها تلك الطريقة البشعة لتعذيب كل من يخالف أفكارهم. وزعموا أن تلك الطريقة من السلف الصالح ونسبوا الأمر بالتحديد إلى خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق رضي الله عنه. ويقول الدكتور حامد أبو طالب العميد الأسبق لكلية الشريعة بجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: «إن ما نراه اليوم من صور الإساءة للرهائن كالتعذيب والتنكيل بهم من بعض الجماعات التي نسبت نفسها للإسلام، معتمدين على بعض النصوص الشرعية لإباحة أفعالهم مخالف لهدي الإسلام، كما يتناقض مع جميع المبادئ الأخلاقية والقيم الدينية والمواثيق الدولية مشيراً إلى أن ما يستدل به هؤلاء على أفعالهم إما أن تكون روايات باطلة مكذوبة لا أصل لها، أو روايات صحيحة تم تفسيرها على غير وجهها». وأوضح أن العلماء أثبتوا كذب الروايتين اللتين زعمت التنظيمات الإرهابية أنهما تستندان إليهما في حرق الرهائن والخاصة بقيام خالد بن الوليد بحرق مالك بن نويرة أو قيام خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم بحرق الفجاءة السلمي حياً، خاصة أن أهل العلم أجمعوا على أن «الأسير» لا يجوز تحريقه بأي حال من الأحوال حتى لو كان في الحرب، وإذا كان التمثيل بأبدان القتلى الكفار غير جائز فمن باب أولى لا يجوز حرقهم، خاصة أن الإسلام أكد ضرورة الإحسان إلى الأسرى وجعله من الأخلاق الإسلامية والآداب القرآنية، كما أمر النبي بالإحسان إلى أسرى بدر، ونهى عن تعذيب الأسير ببتر أعضائه أو حرق أطرافه أو غير ذلك، كما نهى عن التعذيب بالنار، فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار. أما عن زعمهم أن الصحابي الجليل أبا بكر الصديق أحرق «الفجاءه السلمي» حيّاً، فهذا غير صحيح وساقط وباطل لا سند له، لأن رواية إحراق سيدنا أبي بكر الصديق لـ «الفجاءه»، رواية باطلة مدار سندها على «علوان بن دَاوُدَ البجلي»، وهو رجل مطعون في روايته، قال الحافظ بن حجر عنه إنه منكر الحديث، كما علق الحافظ نور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد علي هذه الرواية بقوله «هو ضعيف وهذا الأثر مما اُنكر عليه ومثلها أيضا اتهام خالد بن الوليد بحرق رأس مالك بن نويرة، فهي رواية باطلة في سندها «محمد بْنُ حميد الرازي»، وهو كذاب قال عنه الإمام ابنُ حِبَّان: «كان ممن ينفرد عن الثقات بالأشياء المقلوبات، قال أبوزرعة ومحمد بن مسلم بن وَارَة: صَحَّ عندنا أَنَّهُ يكذب»، وهي روايات يُروّج لها البعض في معرض التشنيع على الصحابة الكرام رضي الله عنهم. ويضيف د. أبو طالب: التمثيل بالأسرى أمر منهي عنه في الإسلام، وقد ورد النهي عن الإعدام حرقاً، وورد النهي في أكثر من موضع، منها حديث ابن مسعود قال: «كنا مع النبي، صلى الله عليه وسلم، فمررنا بقرية نمل قد أحرقت، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: «إنه لا ينبغي لبشر أن يعذب بعذاب الله عز وجل»، والنبي صلى الله عليه وسلم أحسن إلى أسرى بدر، ونهى النبي عن تعذيب الأسير ببتر أعضائه أو حرق أطرافه وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لعمر بن الخطاب، رضي الله عنه، حين عرض عليه نزع ثنيتي سهيل بن عمرو، حتى يندلع لسانه: «لا يا عمرو، لا أمثّل به، فيمثّل الله بي وإن كنت نبياً»، وحديث النهي عن القتل بالحرق صحيح في البخاري، ويسوق العلماء أحاديث نبوية في هذا الصدد، في صحيح البخاري، وهو أصح كتب السنة على الإطلاق، أن رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا تعذبوا بالنار، فإنه لا يعذب بالنار إلا ربها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©