الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدنيا للابتلاء.. والآخرة للجزاء

27 مايو 2017 01:48
محمد أحمد (القاهرة) اليوم الآخِر، المراد به، فناء العوالم وانتهاء الحياة، ثم إقبال الحياة الآخرة وابتداؤها، فدل اللفظ على آخر يوم من أيام هذه الحياة وعلى اليوم الأول والأخير من الحياة الثانية، إذا هو يوم واحد لا ثاني له، وهو يوم القيامة، وورد اللفظ في القرآن الكريم في آيات كثيرة، قال تعالى: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ...)، «سورة البقرة: الآية 177». وجاء في تفسير الوسيط أن الخطاب في الآية موجه لأهل الكتاب لأنهم أكثروا في الخوض في أمر القِبلة حين حُولت إلى الكعبة فقال الله، ليس البر أن تولوا وجوهكم في أية ناحية من نواحي الأرض، ولكن البر الذي يجب الاهتمام به هو في إيمان من آمن بالله وحده وتصديق من صدق بالله واليوم الآخر- أي يوم القيامة - وما فيه من جزاء كل امرئ حسب عمله، إن خيراً فخير، وإن شرا فشر، وقال ابن حجر في سبب تسميته باليوم الآخر، لأنه آخر أيام الدنيا أو آخر الأزمنة المحدودة. الابتلاء واللافت للنظر أن القرآن حينما يذكر أركان الإيمان كثيراً ما يقرن الإيمان بالله مع الإيمان باليوم الآخر، لأنهما متلازمان، فالإيمان باليوم الآخر يقتضي معرفة بعض الحقائق منها أن المخلوقات متنوعة، وللإنسان خصائص يتميز بها عن بقية المخلوقات مِن أبرزها تمتعه بحرية الاختيار، بينما المخلوقات الأخرى لا تملك هذه الحرية، وكذلك معرفة الإنسان أنه موجود في الدنيا للابتلاء، وفي الآخرة الجزاء، قال علي بن أبي طالب: ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحد بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عملٌ ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل. ومن لوازم الإيمان بالله، الإيمان باليوم الآخر، لهذا كان في الحياة حق وباطل، وخير وشر، وغنى وفقر، ولذة وألم، وصحة ومرض، وسرور وحزن، وعلو وانخفاض، وإقبال وإدبار، وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «إنّ أسعد الناس في الدنيا أرغبهم عنها وأشقاهم فيها أرغبهم فيها»، فلا يستطيع الإنسان أن يغيِّر سلوكَه تغييراً جذريًّا إلا إذا آمن باليوم الآخر، ونقل اهتمامه كله من الدنيا إلى الآخرة. الإيمان والإيمان باليوم الآخر، هو المحرك على فعل العبادة، قال تعالى: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ)، «سورة التوبة: الآية 18». ويعد الإيمان باليوم الآخر، الركن الخامس من أركان الإيمان، وهو الحافز على أداء الأمانة، والإحسان في المعاملة وترك الإساءة، والرادع للوقوف عند حدود الله، ومعناه هو العلم بكل ما بعد الموت والتصديق بذلك من عذاب القبر ونعيمه والبعث والحشر والحساب والجزاء والكتب والميزان والحوض والصراط والجنة والنار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©