الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدعاء.. أساس العبادة وسر قوتها

الدعاء.. أساس العبادة وسر قوتها
27 مايو 2017 02:41
أحمد محمد (القاهرة) للدعاء مكانة سامية، يتجلى فيه إظهار العبودية والتذلل والافتقار إلى الله، وهو أساس العبادة وسر قوتها وروح قوامها؛ لأن الداعي إنما يدعو الله وهو عالم يقيناً أنه لا أحد يستطيع أن يجلب له خيراً أو يدفع عنه ضراً إلا الله عز وجل. ويتعرّض كل شخص في حياته إلى الكثير من الهموم ، لذلك يلجأ بالدعاء إلى الله، يطلب رحمته وفرجه، ويقول العلماء، لقد أمرنا الله بالدعاء، حيث قال سبحانه: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)، «سورة غَافِرٍ: الآية 60»، وقَال تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)، «سور الْأَعْرَافِ: الآيات 55، 56»، وَقَالَ عز وجل: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)، «سورة الْبَقَرَةِ: الآية 186». وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلى اللَّهِ مِنَ الدُّعَاءِ»، وقَال: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ»، ثُمَّ قَرَأَ، (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِين)، وذلك لما فيه من إظهار الخضوع والانقياد لله عز وجل، وحلاوة المناجاة، وهذا من أعظم مقاصد الشريعة في مشروعية العبادات، وقَالَ: «الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ»، ومعنى مخ العبادة، أَي خالصها. قال المباركفوري في «تحفة الأحوذي»، الدعاء مخ العبادة أي لبها وخالصها لأن الداعي إنما يدعو الله عند انقطاع أمله مما سواه وذلك حقيقة التوحيد والإخلاص ولا عبادة فوقهما، وقال ابن العربي، وبالمخ تكون القوة للأعضاء فكذا الدعاء مخ العبادة به تتقوى عبادة العابدين فإنه روح العبادة. وعن أبي سعيد الخدري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث، إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدّخرها في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا إذا نكثر، قال: الله أكثر». فالدعاء يصل الخلق بالخالق، ويعبر عن إيمان عميق بأن هناك إلهاً قديراً على كل شيء، بيده الأمر كله، يقدم المساعدة لمن يطلبها وفى أي وقت، بابه مفتوح لا يغلق في وجه أحد مهما عظم أو صغر، نلجأ إليه في كل وقت خصوصاً في الشدة. والدعاء له آداب وشروط حتى يتحقق، وخير الأدعية ما دعا بها الأنبياء، والتي وردت في القرآن الكريم، وفي سنّة النبي صلى الله عليه وسلم، ولقد مر الأنبياء بمواقف صعبة لم ينقذهم منها إلا صدق دعائهم، حيث كانت لهم في هذه المواقف أنبل الكلمات وأجمل الألفاظ التي تجسد حسن التوسل ومناجاة الله وحده. والدعاء من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب، ولكن قد يتخلف عنه أثره، إما لضعفه في نفسه، وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله وقت الدعاء، وإما لحصول المانع من الإجابة من أكل الحرام، والغفلة والسهو، وتراكم الذنوب على القلب، وإما استعجال الإجابة وترك الدعاء. والإنسان متى ما استجاب لله في أوامره ونهيه، تحققت له الشروط اللازمة لاستجابة الدعاء، والله سبحانه لن يخلف وعده، وعندما يدعو الإنسان عليه أن يستفتح بالثناء على الله، وأن يصلي على النبي، ويختم دعاءه بذلك أيضاً، وأن يعزم على الله ويلح عليه، ويتحرى أوقات الإجابة، مثل الثّلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وعند الإفطار من الصيام، وأن يأكل من الطيبات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©