«الأبيض الشاب» يتحدى ضوضاء «المول» بالمزيد من التركيز

بالرغم من أن إدارة بعثة منتخب الشباب لكرة القدم استجابت دون تردد لتعليمات الاتحاد الدولي لكرة القدم واللجنة المنظمة، بشأن مقر إقامة الفريق في فندق هيلتون جرين بلازا، إلا أن هناك حالة من عدم الرضا بسبب موقع الفندق الذي لا يوفر للفريق التركيز الكامل، حيث إن الفندق يقع داخل منطقة جرين بلازا التجارية الترفيهية، والتي هي أشبه ما تكون بمجمع تجاري «مول»، إضافة إلى الفندق، وهي منطقة يرتادها أبناء الإسكندرية بكثرة، خاصة في أيام الإجازات، كما أنها مقصد مفضل لدى الكثيرين من زوار الإسكندرية، سواء من المحافظات المجاورة أو القاهرة، ويرى الكثيرون من المهتمين بالبعثة أن اختيار هذا الفندق لم يراع تلك الظروف المحيطة. وفي الوقت الذي يسود هذا الانطباع عن مقر إقامة الأبيض الشاب لدى كافة المرافقين، إلا أن أحداً من مسؤولي البعثة لم يصرح بشيء انصياعاً لاختيار «الفيفا»، غير أن الرغبة في التركيز الكامل كانت السبب وراء هذا الانطباع الذي لم يخفه أكثر من مسؤول بالبعثة، ولكن بطريقة ودية وغير رسمية، حتى وصل الأمر بالبعض إلى التأكيد على أن مقر إقامة الإعلاميين وأسر اللاعبين الذين سيفدون إلى الإسكندرية، كان أنسب لإقامة الفريق، حيث يقع على حدود الإسكندرية، ويمتاز بالعزلة والبعد عن الضوضاء، كما أنه فندق جيد للغاية ومنشأ حديثا، ويوفر الكثير من الخصوصية للمنتخب الشاب. وأمام هذا الوضع الذي فرضته الظروف والفيفا، كان التوجه إلى البرنامج الذي وضعه الجهاز الفني والإداري ليكون أكثر صرامة، ويساهم في البعد التام عن الأجواء المحيطة بالفندق، ويدعم تركيز اللاعبين في المهمة الملقاة على عاتقهم، والتي يبدأ أول فصولها غداً بلقاء جنوب أفريقيا في أولى مباراتنا ضمن المجموعة السادسة لبطولة كأس العالم والتي تقام مبارياتها بمدينة الإسكندرية. أما بالنسبة لباقي البعثات التي تلعب معنا في نفس المجموعة، فيعاني المنتخب المجري بالطبع من ذات المشكلة التي يعاني منها منتخبنا، حيث يقيم معه في ذات الفندق، أما منتخبا جنوب أفريقيا وهندوراس قد كانا أوفر حظاً من فريقنا والمنتخب المجري على صعيد الإقامة والبعد قدر الإمكان عن الضوضاء والصخب، حيث يقيمان بفندق ازور بمنطقة ستانلي، وهي بعيدة بعض الشيء، كما أن الفندق لا يضم مجمعاً تجارياً مثلما هو حال هيلتون جرين بلازا، بالرغم من تميز الأخير كثيراً على صعيد الخدمات الفندقية عالية الجودة. ولعل السر في حالة عدم الرضا عن مكان الإقامة، يرجع إلى أن الفريق عائد من معسكر طويل بتركيا، أعقب المعسكر السويسري، وفي كلا المعسكرين، كان حرص إدارة البعثة على البعد عن الأضواء والمؤثرات الخارجية، وهو ما توافر في المعسكرين، وكانت هناك رغبة في أن يستمر الحال كما كان. وتراهن إدارة البعثة على وعي اللاعبين الذين أبدوا تفهما كاملا للموقف، وأظهروا روحا عالية في الاستمرار على النهج الذي بدأوا به، ورغبة جارفة في تمثيل بلادهم أفضل تمثيل، دون الالتفات لأي مؤثرات خارجية، والتركيز في المهمة التي جاءوا من أجلها لإنجازها على أكمل وجه. الطريف في الأمر أن فندق الإعلاميين «راديسون بلو» والمقرر أن تقيم فيه أسر اللاعبين وبعض ضيوف الاتحاد، لم يحظ برضا الإعلاميين في بداية الأمر بسبب بعده عن المدينة، حيث يقع في أطراف مدينة الإسكندرية ويحتاج الإعلاميون إلى قرابة الساعة ليكونوا في المدينة لتغطية أي فعاليات، وعللت إدارة البعثة اختيارها للفندق بأنها بحثت للوفد الإعلامي عن الأفضل في ظل عدم توافر فنادق خالية مميزة داخل المدينة، ولكن بمجرد أن حط الإعلاميون رحالهم في الفندق، أكدوا أنه كان أفضل اختيار، ورفضوا الانتقال منه لأي مكان آخر، حيث يوفر فرصة مثالية للتركيز في العمل بعد العودة من جولتهم الإعلامية مع الفريق. من ناحية أخرى، واصل المنتخب استعداداته لتحدي المنتخب الجنوب أفريقي الملقب بالأولاد، وكثف من درجة إعداده للمواجهة الأولى التي تعتبر مفتاح العبور في المجموعة، حيث أدى الفريق تدريبه الثاني في السابعة والنصف مساء أمس على ملعب المباراة، والذي جاء أكثر حدة من المران الأول الذي جرى أمس الأول بعد وصول البعثة. وبدأت ملامح الخطة التي سيخوض بها مهدي علي المباراة تتكشف شيئا فشيئا، وكذا القائمة من خلال تركيزه على عدد من اللاعبين الذين ضمتهم تقسيمة في التدريبين، غير أن مهدي سيستقر على كافة الأوراق بعد مران اليوم، الذي من المنتظر أن يؤديه على ملعب حرس الحدود، وسيكون المران مغلقا ولن يسمح للإعلاميين بحضوره ضمانا للتركيز التام.