الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تصدع في «العراقية» وقادتها يتبادلون التهديدات

تصدع في «العراقية» وقادتها يتبادلون التهديدات
29 مارس 2013 00:44
هدى جاسم (بغداد)- ظهرت بوادر تصدع في جدار القائمة العراقية بزعامة أياد علاوي، وهاجم معظم قادتها بعنف زعيم كتلة الحوار فيها ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك لحضوره جلسات مجلس الوزراء مخالفا قرار القائمة بمقاطعة الجلسات، وقابل ذلك رد أعنف من المطلك الذي اتهم “بعض أطراف العراقية بمحاولة تشكيل إقليم سني في محافظتي الأنبار ونينوى، ملوحا بكشف “ملفات خطيرة جدا” عن وزير المالية المستقيل رافع العيساوي وأحد قيادات القائمة. وأعلن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني استعداده للذهاب إلى بغداد لحل الخلافات وضمان مكاسب الأكراد. بينما يستعد العراقيون المعتصمون في ست محافظات منذ 96 يوما لجمعة “لن نساوم”، وسط أنباء عن تشكيل وفد يضم 15 شخصا لإجراء مفاوضات مع الحكومة العراقية وإنهاء أزمة مطالب المتظاهرين. وقال بيان للقائمة العراقية أمس إن “حضور المطلك ووزيرين لجلسة مجلس الوزراء الأخيرة يهدف إلى إضعاف الجبهة الوطنية”، داعيا المطلك إلى “مراجعة حساباته وموقفه، والاصطفاف مع أهله في الشارع العراقي ومع المشروع الوطني الذي انطلقت منه العراقية”. وانتقدت العراقية “إعلان المطلك عقب جلسة مجلس الوزراء تحقيق إنجازات”، مشيرة إلى أن قرارت مجلس الوزراء التي أعلنت لا ترقى إلى مستوى المطالب، وهي مناورة لسحب البساط من تحت أقدام الثورة العراقية. وذكرت القائمة أن القرارات لم تمس “المتهمين ظلما وزورا بالمادة 4 إرهاب سيئة الصيت، ولا الموقوفات ضمنه وأكثرهن لا ذنب لهن، بل شملت العفو عن المجرمات العاديات فحسب”. وتابعت العراقية ان “القوى الوطنية قدمت جملة من المطالب المشروعة لرئيس الحكومة قوبلت بالإهمال، بل زادت الممارسات القمعية من ناحية، وإقحام الجيش في الصراعات الداخلية واستهداف الشركاء في الملفات المفبركة من ناحية أخرى، ما دفع القوى الوطنية إلى تعليق حضورها في جلسات مجلس الوزراء”. من ناحيته، رد المطلك بعنف على اتهامات القائمة، كاشفا امتلاكه معلومات خطيرة ومهمة عن القيادي في العراقية رافع العيساوي، وقال إن “الكشف عنها في الوقت الحاضر ليس مناسبا، ولكن عندما أريد أن أرد، سأرد بقسوة”، معربا عن صدمته الشديدة لانتقادات العيساوي له. واتهم المطلك “قائمة متحدون بتلقيهم دعما خارجيا لإقامة الإقليم السني الذي سيحدث اقتتالا طائفيا قبل وبعد إعلانه بين السنة والشيعة، وسنقف ضده لأنه مشروع سيقسم العراق”، معربا عن “تأييده لقرار مجلس الوزراء تأجيل انتخابات محافظتي الأنبار ونينوى لإحباط هذا المشروع”. واتهم المطلك كتلة متحدون التي ينضوي فيها عدد من قادة العراقية أبرزهم أسامة النجيفي ورافع العيساوي “بشن حملة إعلامية ضده وتشويه صورته أمام الجماهير والذين بالفعل نجحوا في ذلك”، مضيفا “هناك اليوم الكثير من أصدقائنا يوجهون لنا العتب واللوم، وهذا كله بسبب تلك الحملة الإعلامية الظالمة التي لاتمت للحقيقة بأي صلة وغرضها فقط هو للتنافس الانتخابي والمزايدات السياسية”. من جهته، أعرب بارزاني عن استعداده للذهاب إلى بغداد من أجل إيجاد حلول للأزمات المتصاعدة بين إقليم كردستان وبغداد. وقال في رسالة ردا على أحد القياديين في الاتحاد الوطني الكردستاني، إنه “لا مانع لدي من الذهاب إلى أي مكان في العالم، إذا كان يتعلق بمكاسب الأكراد، ولن أتردد بالذهاب إلى بغداد إن كانت الزيارة لها نتائج”. وتابع بارزاني “لو كنت أعرف أن زيارتي إلى بغداد ستكون لها نتيجة تذكر لكنت ذهبت من دون تردد”، مضيفا “جميعكم تعرفون أنني ذهبت عدة مرات للعاصمة، ووعدوني بالكثير واتفقنا على الكثير الذي يصب في مصلحة شعبنا والعملية السياسية، لكنهم لم يحترموا تواقيعهم وأنكروا ما وعدوا به”، متسائلا “ما هي الضمانة بأن المشاكل سوف تحل بزيارتي لبغداد”. وكان آراس شيخ جنكي القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني وابن أخي رئيس الجمهورية جلال طالباني، وجه رسالة مفتوحة إلى بارزاني نشرت في صحيفة كردية ، طالبه فيها بالتوجه إلى بغداد لحل المشاكل العالقة. وقال جنكي في رسالته “إن مشاكل الإقليم مع بغداد وصلت مرحلة الأزمة وخرجت من سيطرة الكرد، بسبب تدخلات دول الجوار”، مشيرا إلى أن “عدم حضور طالباني كان له تأثيره أيضا في المشهد السياسي”. وخاطب جنكي رئيس الإقليم بالقول “أطالبكم بإطلاق مبادرة للتاريخ بالتوجه إلى بغداد وعدم العودة إلى أربيل لحين حل المشاكل”، مشددا “لا تفوت الفرصة وإذا قررت ذلك اقترح عليكم البقاء في مضيف الرئيس وأنا شخصيا سأكون في خدمتكم”. وذكر جنكي رئيس الإقليم بجولة مفاوضات القيادات الكرد مع النظام العراقي السابق عشية انتفاضة مدن الإقليم أواسط عام 1991، قائلا “للتذكير أقول بأنكم كنتم في بغداد لمدة طويلة للتفاوض في وقت خطر ومع نظام لا نستطيع مقارنته بالنظام الحالي”. وفي شأن متصل، قال عبد الرزاق الشمري رئيس اللجنة السياسية لساحة اعتصام الأنبار أمس إن وفدا يضم 15 شخصا سيجري مفاوضات مع الحكومة العراقية، لإنهاء أزمة مطالب المتظاهرين في المحافظات الست التي انطلقت قبل أكثر من ثلاثة أشهر متواصلة. وأضاف في تصريح صحفي “تم الاتفاق على تسمية 15 ممثلا عن المتظاهرين للتفاوض مع الحكومة العراقية، سيحملون مطالب المتظاهرين في ست محافظات هي بغداد والأنبار ونينوى وصلاح الدين والتأميم وديالى، التي انتفضت ضد الحكومة للمطالبة بحقوقها المسلوبة”. وذكر أن “الوفد ضم أساتذة جامعات وأطباء وضباطا متقاعدين تم اختيارهم من قبل اللجان المنسقة والمحتجين الموجودين في ساحات الاعتصام التي مضى عليها أنحو 96 يوما، وأن أسماء الوفد اصبحت لدى الحكومة وننتظر مجيء ممثليها للأنبار للبدء بالتفاوض”. ودعا الشمري الحكومة “إلى استثمار هذه الفرصة الأخيرة لكي تنهي خلافاتها مع الشعب، وإلا فإن التداعيات ستكون ليست في صالحها لو لجأت لأسلوب الممطالة والتسويف”. وتستعد المحافظات المعتصمة إلى جمعة “لن نساوم” اليوم، والتي سيعلن فيها المتظاهرون رفضهم لقرارات مجلس الوزراء التي لم تمس جوهر مطالبهم. وأعلنت اللجان التنسيقية للمحافظات الست بعد اجتماع عقد مساء أمس الأول في الرمادي أنها قررت بإجماعها “عدم المساومة أو التفاوض على حقوق العراقيين، إلا مع ممثلي ساحات الاعتصام، حيث ستوحد صلاة الجمعة تحت عنوان لن نساوم”. وقال المتحدث باسم اللجان الشعبية لمعتصمي الحويجة عبد الملك الجبوري إن “زيارة بغداد قائمة وسوف يتم توحيد الجهود بين جميع المحافظات لغرض إقامة اعتصام في العاصمة”، مشددا بالقول “ظهر الكثيرون يدعون باسم المتظاهرين للتفاوض مع الحكومة لإنهاء التظاهرات والاعتصامات، ونحن ننفي تخويل أي شخص للتفاوض مع الحكومة”. وأضاف أنه “لا يوجد أي تفويض أو تخويل منا لأي شخص أو جهة بالتفاوض مع الحكومة، وهذا الادعاء غير صحيح ونحن مصرون على استمرار تظاهراتنا واعتصاماتنا”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©