الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسعود بدري: بناء القوى البشرية أساس المستقبل المنشود

مسعود بدري: بناء القوى البشرية أساس المستقبل المنشود
27 مايو 2010 20:59
بعد مسيرة علمية حافلة بالعطاء نبعت من أرض الإمارات وامتدت فروعها إلى أقاصي العالم، وتحديداً نحو الولايات المتحدة الأميركية، حين قام الأستاذ الدكتور مسعود بدري بالتدريس في جامعة مسيسبي، قبل عودته مرة أخرى إلى الوطن وقيامه بالتدريس في جامعة الإمارات، وإسهامه غير العادي في المشروعات العلمية والتعليمية في أبوظبي، وهو ما جعله أهلاً للتكريم من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، بعد حصوله على جائزة الإمارات التقـديــريــة في مجال الدراسات والأبحاث، فرع الدراسات الإدارية. يقول الأستاذ الدكتور مسعود بدري عن قيمة هذه الجائزة بالنسبة له: منذ الشروع في تقديمها وأنا أفكر فيها بكل شغف، خاصة وأن رئيس الدولة حفظه الله، هو الذي يقوم بالتكرم بتقديمها، وهذا بالطبع شرف كبير لكل من ينالها. وأعتقد أني أستطيع القول، بكل وضوح وصراحة، أن هذا التكريم يعد تتويجا لجهود كثيرة في مجال الدراسات والبحوث، وبالطبع فإن الحصول على الجائزة يمثل البداية والإصرار، ولعل منصبي الحالي كوني مديرا لوحدة البحوث والدراسات في مجلس أبوظبي للتعليم، جعلني من المحظوظين الذين أتيحت لهم فرصة نشر البحوث التي تعنى بالواقع التعليمي في إمارة أبوظبي والدولة، حيث كانت لي فرصة تقديم الاستشارات لصناع القرار، من خلال نشر هذه البحوث والدراسات ووضعها رهن إشارة المهتمين من العاملين في الميدان التربوي وأولياء الأمور والمجتمع ككل. استراتيجية التعليم وفيما يتعلق بالاهتمام بالعلم في أبوظبي، وهل يوازي الاهتمام الذي توليه الدولة لكافة المجالات، يقول بدري: من خلال النظرة الثاقبة لقيادتنا في أبوظبي، وبالنظر إلى الأجندة العامة 2030 الموضوعة لهذه الإمارة، يتضح أنها سوف تكون، إن شاء الله، مركز الثقافة في العالم. وإنني ممتن بلا حدود لوجودي ضمن هذا الحدث النبيل والجبار. إن الاهتمام بالعلم في أبوظبي يتضح من خلال إستراتيجية التعليم التي تتمركز رؤيتها حول شعار «التعليم أولا». والجميع يعلم أن بناء القوى البشرية في أبوظبي هو أساس المستقبل المنشود، فهذه القوى ستكون بمثابة المحرك لجميع الجوانب الأخرى. وإذا نظرنا إلى الأجندة العامة لأبوظبي 2030، سنجد أن الاهتمام ينصب على كافة المجالات الحيوية الأخرى في الإمارة، من ضمنها الصحة والصناعة والبيئة والتنمية والطاقة والتجارة والزراعة والطرق والمواصلات وقطاعات أخرى، مما يؤدي إلى حصول تقدم بشكل متكامل ومتواز بين جميع هذه القطاعات. والواضح أيضا أن قطاع التربية ممثلا في مجلس أبوظبي للتعليم قد وضع استراتيجيات وسياسات لتوفير الموارد البشرية المؤهلة، التي سيمكنها بالفعل مواصلة هذه الرحلة التي سوف تجعل إمارة أبوظبي ترقى إلى مصاف الدول العالمية. رحلة العلم ثم يعرج بدري إلى الحديث عن رحلته العلمية والتي انتهت بالحصول على درجة الدكتوراه من الولايات المتحدة، فيعبر عن ذلك: كانت دراستي الابتدائية في المدرسة الأحمدية في دبي، ومن ثم المدرسة الثانوية. ولقد سعدت لكوني كنت مرافقا في التحصيل العلمي لأبرز الشخصيات في الدولة، وكان منهم وزراء ومسؤولون في الدولة. بعد ذلك تابعت دراستي في جامعة كالفورنيا، في سان دييجو، في تخصص الهندسة الميكانيكية، ثم الماجستير في إدارة الإنتاج والعمليات في جامعة سان دييجو، بعد ذلك عدت إلى الإمارات وعملت في وزارة الماء والكهرباء، وقد عرفتني الصدفة بالأخ الفاضل الدكتور سعيد حارب الذي شجعني على الالتحاق بجامعة الإمارات بدرجة معيد، وبعد ذلك ثم ابتعاثي إلى جامعة مسيسيبي بالولايات المتحدة الأمريكية لنيل درجة الدكتوراه. وهناك تعرفت على أشخاص أعتبرهم قمة في العلم والاحترام، وقد تعلمت منهم الكثير، خاصة في مجال الأبحاث والدراسات، واستمرت الاستفادة من خبراتهم حتى بعد نيلي شهادة الدكتوراه في الإنتاج والعمليات، وما زلت أتعاون معهم في كتابة الأبحاث العلمية، وأحاول قدر الإمكان التقدم بأبحاث في مؤتمرات يكونون هم أيضا من المشاركين فيها. أفضل مدرس حول العمل كمدرس في جامعة المسيسبي، وماذا مثَّل له كمواطن إماراتي يعمل في قلعة من قلاع التعليم في الغرب، يذكر: في السنة الأخيرة من دراسة الدكتوراه، طلب مني المشرف المباشر على تقدمي العلمي تدريس شعبتين في مساق إدارة العمليات والإنتاج في جامعة مسيسبي، وكأي مبتدئ في التدريس أصابني قليل من الارتباك، خاصة انني عربي وقد طلب مني التدريس في جامعة غربية، إلا أن تعامل الطلبة معي يسر مهمتي وجعلتها سهلة إلى جانب كونها ممتعة إلى أبعد الحدود، وقد اندهش عميد الكلية لنيلي جائزة أفضل مدرس في ذلك الفصل متفوقا على أساتذة أفاضل في طريقة التدريس، فأنا أستمتع بالتدريس وأحاول توصيل المعلومة إلى الطالب بأي وسيلة ممكنة، ولعل توقعاتي من الطلبة جعلتني حادا معهم أحيانا، إلا أني أؤكد أن هذه الحدة ترجع إلى رغبتي في أن يفهم الطلبة الدرس، وقد حصلت لي مواجهة مع طالب أمريكي في بداية التدريس، حيث إنه جاء إلى مكتبي وقال لي إنني أطلب منهم واجبات أكثر مما يطلبه منهم غيري من المدرسين، وعلى الرغم من طمأنتي لهذا الطالب، بوعدي إياه بتخفيف العبء قليلا، إلا أني استمريت على الوتيرة نفسها، وبعد تخرج هذا الطالب زارني في مكتبي فأخبرني أني كنت بالنسبة إليه أفضل مدرس تلقى العلم على يديه، مما أشعرني بالراحة، خاصة أن هذا الاعتراف جاءني من شخص قد لا أقابله مرة ثانية في حياتي. بيئة ممتعة وفي سياق مواز يوضح محدثنا، أنه لا يوجد فارق كبير بين بيئة العمل في جامعة المسيسبي وجامعة الإمارات، وعلى الرغم من أن عدد الطلبة في جامعة الإمارات أقل منه في جامعة المسيسبي، إلا أن المحتوى التدريسي وكمية المادة التعليمية متشابهان، حيث إن كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة الإمارات تتمتع بالاعتراف الأكاديمي من AACSB وهي الجهة نفسها التي تمنح الاعتراف لكلية الإدارة في جامعة مسيسبي، إلا أنه لاحظ وجود اهتمام أكبر بالبحث العلمي في جامعة مسيسبي. بيد أن الفارق الأساس قد يكون في بيئة العمل بشكل عام، حيث إن سكن الطلبة كان قريبا من مقر الكلية والدراسة، كما أن البيئة كانت مثل الحديقة الكبيرة، فهي تحتوي على كافة المرافق الضرورية كلها مجتمعة في مكان واحد، مثل سكن الطلبة والصفوف الدراسية وبعض الأسواق والمطاعم الخارجية والمكتبات ومكان المدرسين، كل ذلك بشكل متصل، حيث يحس الطالب أنه في بيئة تعليمية ممتعة تشجعه على التعلم، فالطالب والمدرس على السواء يلجان الجامعة صباحا ولا يغادرانها إلا مساء. وبالعودة إلى الحديث عن جائزة الإمارات التقديرية في مجال الدراسات والأبحاث ودورها في حفز أهل العلم على بذل المزيد من الجهد في أعمالهم، ودفعهم لمزيد من العطاء، يلفت إلى أن الجائزة تعد الأعلى مرتبة في التقدير، و«يمكن لأي مواطن أن يبلغها، عرفانا من المسؤولين في الدولة، وشوقا لمصافحة رئيس الدولة حفظه الله، وكما أشرت سابقا، فإن نيل هذه الجائزة يعد بداية الطريق فقط، ولن يكون التقدير والعرفان مني نحوها إلا بعد أن تعكس الأعمال البحثية، التي نلتها بها، أهمية في تناول الموضوعات المهمة في المجتمع، ومحاولة دراستها وتقديم الاقتراحات والحلول - أو مجرد طرح الموضوعات التي تفتح باب النقاش. ففي الآونة الأخيرة نشرت معظم أعمالي البحثية في مجلات عالمية في الخارج، ولعل الوقت مناسب اليوم، وبعد أن نلت الجائزة، أن أولي اهتمامي للنشر في داخل الوطن، خاصة أني منتدب حاليا إلى مجلس أبوظبي للتعليم، مما يسمح لي أن أعمل بالتوازي بين النشر عالميا ومحليا وإقليمياً». صحبة علمية بالنسبة إلى وجوده كأول دكتور مواطن يترقى إلى مرتبة أستاذ دكتور، والإضافات التي قام بها أثناء عمله في كلية الإدارة، يقول: لي الشرف أن أكون أول مواطن يترقى إلى درجة الأستاذية في كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة الإمارات، ولكني يجب أن أذكر أن لي الشرف أيضا أن ذلك حصل في اليوم نفسه الذي حصل فيه الدكتور درويش المنصوري على الدكتوراه من الكلية نفسها. ولعله من العدل أن أقول إني أول دكتور مواطن ولكن مناصفة مع زميلي، وهذا شرف كبير لي، كون الدكتور درويش رفيق الدرب في جامعة الإمارات وأخ فاضل لم يبخل علي يوما بالنصيحة والإرشاد طوال هذه الصحبة العلمية. إن الحصول على درجة الأستاذية يعني الاستمرار في تقديم الدعم لكافة أعضاء هيئة التدريس ومساعداتهم على انتقاء البحوث المفيدة لمجتمع الإمارات، ومساعدتهم على النشر في المجلات العالمية، ولا يفوتني أن أشير بهذه المناسبة إلى أن إدارة الجامعة تولي تقديرها لجميع الذين حصلوا على درجة الأستاذية بدون استثناء. مشاركات علمية في ذات الإطار يستعرض الدكتور بدري أهم الأبحاث والمؤتمرات العلمية والمسابقات التي شارك بها، موضحاً أنه يشارك سنويا في مؤتمرين علميين على الأقل، خاصة في الولايات المتحدة، حيث تعقد أهم المؤتمرات العالمية التي تتجمع فيها شبكة من العلماء والباحثين في مجال التخصص. ويزيد: مكنتني هذه المشاركات من التعرف على العديد من العلماء، كما أني شاركت في عدة مسابقات بحثية سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو العالمي، فعلى الصعيد المحلي والإقليمي أحتفظ لجائزة العويس للدراسات والابتكار العلمي بتقدير خاص في قلبي، فهي التي دفعتني إلى بذل أقصى طاقة لكتابة أبحاث ذات قيمة لمجتمع دولة الإمارات، ولي الشرف أن أقول إني حصلت على هذه الجائز اثنتي عشرة مرة، وهذا يمثل لي شرفا كبيرا، وإني أدعو الله تعالى أن يكرم المرحوم سلطان العويس على هذه المبادرة، ويجعله في مصاف الشهداء والصديقين الصالحين، كما أشكر كافة القائمين على هذه الجائزة الرائدة في الدولة، وأتمنى لهم كل التوفيق، ولعلي أخص بالذكر الأخ الفاضل بلال البدور، والدكتور سعيد حارب على التشجيع المستمر لي للتقدم إلى هذه الجائزة، وهؤلاء ضمن نخبة من الأساتذة الذين لهم منزلة عالية في قلبي وستظل كذلك إن شاء الله. ولقد شاركت في مسابقة DERA التي تعدها دائرة التنمية الاقتصادية في دبي بالتعاون مع جامعة زايد ونلت شرف الحصول على إحدى جوائزها. جوائز بحثية يضيف: اشتركت في مسابقات بحثية في مؤتمر يقام سنويا في دالاس في ولاية تكساس الأمريكية، ونلت خمسة جوائز بحثية آخرها في مجال التعليم والقيادة، وبالطبع شاركت أيضا في مسابقة جامعة الإمارات، حيث نلت جوائز بحثية على مستوى الجامعة وعلى مستوى الكلية والحمد لله، أما طبيعة الأبحاث التي كانت محط اهتمامي فتتغير من فترة إلى أخرى، فهناك أبحاث في مجال نظم المعلومات الإدارية، ودراسات المواقع، والمحاكاة بالحاسوب في مجال العمليات الإدارية، واستخدام الشبكات العصبية في مجال العمليات الإدارية، وإدارة المخزون وتخطيطه، والطرق المثلى لتصريف الموارد المحدودة، وجدولة العمليات والتخطيط والإدارة في المجال الصحي، وإدارة الجودة في مجالات الصحة والتعليم، والتنبؤ بالعمليات الإنتاجية، وتحليل التمايز في المجال المصرفي، وإدارة الجودة وتأثيرها على مخرجات القطاع التجاري في الإمارات، وإدارة الجودة في المجال السياحي والمجال الصناعي، والاستراتجيات الإدارية في المجال التعليمي والتجاري والصحي، وإدارة المشروعات، وجودة العمليات في قطاع تقنية المعلومات، وتقييم ممارسات الجودة في القطاعات الممثلة في الإمارات، وتصميم نظم متكاملة لقياس رضا الجمهور بشكل عام وفي القطاع التعليمي بشكل خاص، ومخرجات العملية التعليمية، والعوامل الإنسانية والقيادة في القطاع التعليمي. تحديات كثيرة وعن دوره حالياً في مجلس أبوظبي للتعليم والأهداف التي يسعى لتحقيقها يؤكد، أنا فخور بالعمل في المجلس، حيث التحديات كثيرة والتوقعات عالية، فأنا أشرف حاليا على وحدة البحوث والدراسات والتخطيط وإدارة الأداء، وتشمل الخطة الإستراتيجية للمجلس بناء نظام متكامل من المعلومات البحثية لاستخدامها كمدخلات في اتخاذ القرارات التربوية، وهذا بالطبع يعطي معنى خاصا لعملي، لأنه يتحتم علي بناء نظام شامل يقوم برصد كافة التحديات والصعوبات، وإجراء البحوث والدراسات لمواجهتها بشكل مسبق، وإيجاد الحلول وتقديم التوصيات، فإلى جانب التقارير الدورية والبحوث التي تجريها الأطر العاملة في المجلس، فإن الوحدة تقوم أيضا على بناء شبكة عالمية من الخبراء والجامعات، ومن ثم تعهيد بعض الأبحاث لهذه الجهات لإنجازها، كل في مجال تخصصه، كما أن الوحدة معنية أيضا بإعداد الكوادر الجيدة في مجال البحوث والدراسات لتأخذ على عاتقها مسؤولية البحث العلمي في المجلس في المستقبل. شرف كبير وحول ما تمثله الجائزة على الصعيدين الشخصي والمجتمعي يوضح، من الناحية المجتمعية، تلقيت التهاني من أشخاص أعرفهم وآخرين لا أعرفهم، وهذا بالنسبة لي يعد فخرا واعتزازا، فالجائزة أعطتني بدون شك ثقة بالنفس من الناحية الشخصية، ومن حيث إنها قدمتني للمجتمع الإماراتي وقربتني منه، وهذا وحده يعد مفخرة. أما من الناحية الشخصية، فإني أفكر فيها دائما، لأنها تمثل لي إحساسا ممتعا، وقد أصبح أبنائي يتباهون بهذا الإنجاز أمام أصدقائهم، ولهم الحق في ذلك، لأن التقدير جاء من رئيس الدولة، كما أني تلقيت مكالمات هاتفية يهنئني فيها أصحابها، منهم طلبة درستهم في الجامعة، وهذا شرف كبير لي. وفي ما يتعلق بطموحاته ومخططاته لما بعد الجائزة، يقول، أعتقد أني حققت معظم طموحاتي، التي توجتها حمدا لله بهذه الجائزة، وأعمل حاليا مع أخ فاضل وعزيز له كبير الأثر في حياتي، وهو الدكتور مغير الخييلي، المدير العام لمجلس أبوظبي للتعليم، فهو بمثابة الأخ والصديق قبل أن يكون مديرا لي، وقد أسند إلي منصبا من أكثر المناصب حساسية وأتاح لي الفرصة وأعطاني كافة الإمكانات لإجراء البحوث والدراسات التي تمس كل أطفالنا، فأمنيتي أن أقدم ولو شيئا قليلا لتحقيق شعار «التعليم أولا» وأكون عنصرا يذكر بالخير والدعاء لي ضمن هذه المسيرة النبيلة، وأرجو من الله أن يعينني على إتمام هذه المسيرة، في خدمة هذا الوطن المعطاء لأجل عيون كافة الأطفال في مدارسنا. بيت القصيد عن النجاح في حياته يقول الدكتور مسعود إنه مفهوم نسبي كما يعلم الجميع، فكل فرد يستطيع أن يصمم نموذجا لحياته بمجرد أن يبلغ سنا معينة، ومنذ أن بلغت مرحلة الشباب من عمري، عزمت على تحقيق ما أنا فيه، طبعا مع عدم إهمال الظروف التي هيئت لي، وأنا والحمد لله راض عن نجاحي في هذه الحياة. أما الذي أنصح به الشباب لتحقيق النجاح في الحياة، فإن كلمة السر تتمثل في العمل المتواصل، والإخلاص له، وعدم التسرع في تحقيق المكاسب، فالوطن ينتظرهم لتحمل مسؤولية كبيرة، وعليهم أن يصبروا ويناضلوا من أجل تحقيق أهدافهم، التي يقاس النجاح فيها بما يقدمونه لوطنهم، والنجاح هو بيت القصيد من هذه الدنيا، فأنا أعمل من أجل تحقيق النجاح، لأن النجاح يضمن راحة البال، ويبعث الاطمئنان في النفس، ويعطي الثقة للمرء في نفسه ليواصل العمل بدون كلل أو ملل، وهذا هو ديدني في هذه الدنيا، كما هو ديدن كل من يسعى إلى تحقيق ما يصبو إليه، وهم كثر في وطننا العزيز والحمد لله. أحمد السعداوي (أبوظبي) - يقول الأستاذ الدكتور مسعود بدري عن قيمة هذه الجائزة بالنسبة له: منذ الشروع في تقديمها وأنا أفكر فيها بكل شغف، خاصة وأن رئيس الدولة حفظه الله، هو الذي يقوم بالتكرم بتقديمها، وهذا بالطبع شرف كبير لكل من ينالها. وأعتقد أني أستطيع القول، بكل وضوح وصراحة، أن هذا التكريم يعد تتويجا لجهود كثيرة في مجال الدراسات والبحوث، وبالطبع فإن الحصول على الجائزة يمثل البداية والإصرار، ولعل منصبي الحالي كوني مديرا لوحدة البحوث والدراسات في مجلس أبوظبي للتعليم، جعلني من المحظوظين الذين أتيحت لهم فرصة نشر البحوث التي تعنى بالواقع التعليمي في إمارة أبوظبي والدولة، حيث كانت لي فرصة تقديم الاستشارات لصناع القرار، من خلال نشر هذه البحوث والدراسات ووضعها رهن إشارة المهتمين من العاملين في الميدان التربوي وأولياء الأمور والمجتمع ككل. استراتيجية التعليم وفيما يتعلق بالاهتمام بالعلم في أبوظبي، وهل يوازي الاهتمام الذي توليه الدولة لكافة المجالات، يقول بدري: من خلال النظرة الثاقبة لقيادتنا في أبوظبي، وبالنظر إلى الأجندة العامة 2030 الموضوعة لهذه الإمارة، يتضح أنها سوف تكون، إن شاء الله، مركز الثقافة في العالم. وإنني ممتن بلا حدود لوجودي ضمن هذا الحدث النبيل والجبار. إن الاهتمام بالعلم في أبوظبي يتضح من خلال إستراتيجية التعليم التي تتمركز رؤيتها حول شعار «التعليم أولا». والجميع يعلم أن بناء القوى البشرية في أبوظبي هو أساس المستقبل المنشود، فهذه القوى ستكون بمثابة المحرك لجميع الجوانب الأخرى. وإذا نظرنا إلى الأجندة العامة لأبوظبي 2030، سنجد أن الاهتمام ينصب على كافة المجالات الحيوية الأخرى في الإمارة، من ضمنها الصحة والصناعة والبيئة والتنمية والطاقة والتجارة والزراعة والطرق والمواصلات وقطاعات أخرى، مما يؤدي إلى حصول تقدم بشكل متكامل ومتواز بين جميع هذه القطاعات. والواضح أيضا أن قطاع التربية ممثلا في مجلس أبوظبي للتعليم قد وضع استراتيجيات وسياسات لتوفير الموارد البشرية المؤهلة، التي سيمكنها بالفعل مواصلة هذه الرحلة التي سوف تجعل إمارة أبوظبي ترقى إلى مصاف الدول العالمية. رحلة العلم ثم يعرج بدري إلى الحديث عن رحلته العلمية والتي انتهت بالحصول على درجة الدكتوراه من الولايات المتحدة، فيعبر عن ذلك: كانت دراستي الابتدائية في المدرسة الأحمدية في دبي، ومن ثم المدرسة الثانوية. ولقد سعدت لكوني كنت مرافقا في التحصيل العلمي لأبرز الشخصيات في الدولة، وكان منهم وزراء ومسؤولون في الدولة. بعد ذلك تابعت دراستي في جامعة كالفورنيا، في سان دييجو، في تخصص الهندسة الميكانيكية، ثم الماجستير في إدارة الإنتاج والعمليات في جامعة سان دييجو، بعد ذلك عدت إلى الإمارات وعملت في وزارة الماء والكهرباء، وقد عرفتني الصدفة بالأخ الفاضل الدكتور سعيد حارب الذي شجعني على الالتحاق بجامعة الإمارات بدرجة معيد، وبعد ذلك ثم ابتعاثي إلى جامعة مسيسيبي بالولايات المتحدة الأمريكية لنيل درجة الدكتوراه. وهناك تعرفت على أشخاص أعتبرهم قمة في العلم والاحترام، وقد تعلمت منهم الكثير، خاصة في مجال الأبحاث والدراسات، واستمرت الاستفادة من خبراتهم حتى بعد نيلي شهادة الدكتوراه في الإنتاج والعمليات، وما زلت أتعاون معهم في كتابة الأبحاث العلمية، وأحاول قدر الإمكان التقدم بأبحاث في مؤتمرات يكونون هم أيضا من المشاركين فيها. أفضل مدرس حول العمل كمدرس في جامعة المسيسبي، وماذا مثَّل له كمواطن إماراتي يعمل في قلعة من قلاع التعليم في الغرب، يذكر: في السنة الأخيرة من دراسة الدكتوراه، طلب مني المشرف المباشر على تقدمي العلمي تدريس شعبتين في مساق إدارة العمليات والإنتاج في جامعة مسيسبي، وكأي مبتدئ في التدريس أصابني قليل من الارتباك، خاصة انني عربي وقد طلب مني التدريس في جامعة غربية، إلا أن تعامل الطلبة معي يسر مهمتي وجعلتها سهلة إلى جانب كونها ممتعة إلى أبعد الحدود، وقد اندهش عميد الكلية لنيلي جائزة أفضل مدرس في ذلك الفصل متفوقا على أساتذة أفاضل في طريقة التدريس، فأنا أستمتع بالتدريس وأحاول توصيل المعلومة إلى الطالب بأي وسيلة ممكنة، ولعل توقعاتي من الطلبة جعلتني حادا معهم أحيانا، إلا أني أؤكد أن هذه الحدة ترجع إلى رغبتي في أن يفهم الطلبة الدرس، وقد حصلت لي مواجهة مع طالب أمريكي في بداية التدريس، حيث إنه جاء إلى مكتبي وقال لي إنني أطلب منهم واجبات أكثر مما يطلبه منهم غيري من المدرسين، وعلى الرغم من طمأنتي لهذا الطالب، بوعدي إياه بتخفيف العبء قليلا، إلا أني استمريت على الوتيرة نفسها، وبعد تخرج هذا الطالب زارني في مكتبي فأخبرني أني كنت بالنسبة إليه أفضل مدرس تلقى العلم على يديه، مما أشعرني بالراحة، خاصة أن هذا الاعتراف جاءني من شخص قد لا أقابله مرة ثانية في حياتي. بيئة ممتعة وفي سياق مواز يوضح محدثنا، أنه لا يوجد فارق كبير بين بيئة العمل في جامعة المسيسبي وجامعة الإمارات، وعلى الرغم من أن عدد الطلبة في جامعة الإمارات أقل منه في جامعة المسيسبي، إلا أن المحتوى التدريسي وكمية المادة التعليمية متشابهان، حيث إن كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة الإمارات تتمتع بالاعتراف الأكاديمي من AACSB وهي الجهة نفسها التي تمنح الاعتراف لكلية الإدارة في جامعة مسيسبي، إلا أنه لاحظ وجود اهتمام أكبر بالبحث العلمي في جامعة مسيسبي. بيد أن الفارق الأساس قد يكون في بيئة العمل بشكل عام، حيث إن سكن الطلبة كان قريبا من مقر الكلية والدراسة، كما أن البيئة كانت مثل الحديقة الكبيرة، فهي تحتوي على كافة المرافق الضرورية كلها مجتمعة في مكان واحد، مثل سكن الطلبة والصفوف الدراسية وبعض الأسواق والمطاعم الخارجية والمكتبات ومكان المدرسين، كل ذلك بشكل متصل، حيث يحس الطالب أنه في بيئة تعليمية ممتعة تشجعه على التعلم، فالطالب والمدرس على السواء يلجان الجامعة صباحا ولا يغادرانها إلا مساء. وبالعودة إلى الحديث عن جائزة الإمارات التقديرية في مجال الدراسات والأبحاث ودورها في حفز أهل العلم على بذل المزيد من الجهد في أعمالهم، ودفعهم لمزيد من العطاء، يلفت إلى أن الجائزة تعد الأعلى مرتبة في التقدير، و«يمكن لأي مواطن أن يبلغها، عرفانا من المسؤولين في الدولة، وشوقا لمصافحة رئيس الدولة حفظه الله، وكما أشرت سابقا، فإن نيل هذه الجائزة يعد بداية الطريق فقط، ولن يكون التقدير والعرفان مني نحوها إلا بعد أن تعكس الأعمال البحثية، التي نلتها بها، أهمية في تناول الموضوعات المهمة في المجتمع، ومحاولة دراستها وتقديم الاقتراحات والحلول - أو مجرد طرح الموضوعات التي تفتح باب النقاش. ففي الآونة الأخيرة نشرت معظم أعمالي البحثية في مجلات عالمية في الخارج، ولعل الوقت مناسب اليوم، وبعد أن نلت الجائزة، أن أولي اهتمامي للنشر في داخل الوطن، خاصة أني منتدب حاليا إلى مجلس أبوظبي للتعليم، مما يسمح لي أن أعمل بالتوازي بين النشر عالميا ومحليا وإقليمياً». صحبة علمية بالنسبة إلى وجوده كأول دكتور مواطن يترقى إلى مرتبة أستاذ دكتور، والإضافات التي قام بها أثناء عمله في كلية الإدارة، يقول: لي الشرف أن أكون أول مواطن يترقى إلى درجة الأستاذية في كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة الإمارات، ولكني يجب أن أذكر أن لي الشرف أيضا أن ذلك حصل في اليوم نفسه الذي حصل فيه الدكتور درويش المنصوري على الدكتوراه من الكلية نفسها. ولعله من العدل أن أقول إني أول دكتور مواطن ولكن مناصفة مع زميلي، وهذا شرف كبير لي، كون الدكتور درويش رفيق الدرب في جامعة الإمارات وأخ فاضل لم يبخل علي يوما بالنصيحة والإرشاد طوال هذه الصحبة العلمية. إن الحصول على درجة الأستاذية يعني الاستمرار في تقديم الدعم لكافة أعضاء هيئة التدريس ومساعداتهم على انتقاء البحوث المفيدة لمجتمع الإمارات، ومساعدتهم على النشر في المجلات العالمية، ولا يفوتني أن أشير بهذه المناسبة إلى أن إدارة الجامعة تولي تقديرها لجميع الذين حصلوا على درجة الأستاذية بدون استثناء. مشاركات علمية في ذات الإطار يستعرض الدكتور بدري أهم الأبحاث والمؤتمرات العلمية والمسابقات التي شارك بها، موضحاً أنه يشارك سنويا في مؤتمرين علميين على الأقل، خاصة في الولايات المتحدة، حيث تعقد أهم المؤتمرات العالمية التي تتجمع فيها شبكة من العلماء والباحثين في مجال التخصص. ويزيد: مكنتني هذه المشاركات من التعرف على العديد من العلماء، كما أني شاركت في عدة مسابقات بحثية سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو العالمي، فعلى الصعيد المحلي والإقليمي أحتفظ لجائزة العويس للدراسات والابتكار العلمي بتقدير خاص في قلبي، فهي التي دفعتني إلى بذل أقصى طاقة لكتابة أبحاث ذات قيمة لمجتمع دولة الإمارات، ولي الشرف أن أقول إني حصلت على هذه الجائز اثنتي عشرة مرة، وهذا يمثل لي شرفا كبيرا، وإني أدعو الله تعالى أن يكرم المرحوم سلطان العويس على هذه المبادرة، ويجعله في مصاف الشهداء والصديقين الصالحين، كما أشكر كافة القائمين على هذه الجائزة الرائدة في الدولة، وأتمنى لهم كل التوفيق، ولعلي أخص بالذكر الأخ الفاضل بلال البدور، والدكتور سعيد حارب على التشجيع المستمر لي للتقدم إلى هذه الجائزة، وهؤلاء ضمن نخبة من الأساتذة الذين لهم منزلة عالية في قلبي وستظل كذلك إن شاء الله. ولقد شاركت في مسابقة DERA التي تعدها دائرة التنمية الاقتصادية في دبي بالتعاون مع جامعة زايد ونلت شرف الحصول على إحدى جوائزها. جوائز بحثية يضيف: اشتركت في مسابقات بحثية في مؤتمر يقام سنويا في دالاس في ولاية تكساس الأمريكية، ونلت خمسة جوائز بحثية آخرها في مجال التعليم والقيادة، وبالطبع شاركت أيضا في مسابقة جامعة الإمارات، حيث نلت جوائز بحثية على مستوى الجامعة وعلى مستوى الكلية والحمد لله، أما طبيعة الأبحاث التي كانت محط اهتمامي فتتغير من فترة إلى أخرى، فهناك أبحاث في مجال نظم المعلومات الإدارية، ودراسات المواقع، والمحاكاة بالحاسوب في مجال العمليات الإدارية، واستخدام الشبكات العصبية في مجال العمليات الإدارية، وإدارة المخزون وتخطيطه، والطرق المثلى لتصريف الموارد المحدودة، وجدولة العمليات والتخطيط والإدارة في المجال الصحي، وإدارة الجودة في مجالات الصحة والتعليم، والتنبؤ بالعمليات الإنتاجية، وتحليل التمايز في المجال المصرفي، وإدارة الجودة وتأثيرها على مخرجات القطاع التجاري في الإمارات، وإدارة الجودة في المجال السياحي والمجال الصناعي، والاستراتجيات الإدارية في المجال التعليمي والتجاري والصحي، وإدارة المشروعات، وجودة العمليات في قطاع تقنية المعلومات، وتقييم ممارسات الجودة في القطاعات الممثلة في الإمارات، وتصميم نظم متكاملة لقياس رضا الجمهور بشكل عام وفي القطاع التعليمي بشكل خاص، ومخرجات العملية التعليمية، والعوامل الإنسانية والقيادة في القطاع التعليمي. تحديات كثيرة وعن دوره حالياً في مجلس أبوظبي للتعليم والأهداف التي يسعى لتحقيقها يؤكد، أنا فخور بالعمل في المجلس، حيث التحديات كثيرة والتوقعات عالية، فأنا أشرف حاليا على وحدة البحوث والدراسات والتخطيط وإدارة الأداء، وتشمل الخطة الإستراتيجية للمجلس بناء نظام متكامل من المعلومات البحثية لاستخدامها كمدخلات في اتخاذ القرارات التربوية، وهذا بالطبع يعطي معنى خاصا لعملي، لأنه يتحتم علي بناء نظام شامل يقوم برصد كافة التحديات والصعوبات، وإجراء البحوث والدراسات لمواجهتها بشكل مسبق، وإيجاد الحلول وتقديم التوصيات، فإلى جانب التقارير الدورية والبحوث التي تجريها الأطر العاملة في المجلس، فإن الوحدة تقوم أيضا على بناء شبكة عالمية من الخبراء والجامعات، ومن ثم تعهيد بعض الأبحاث لهذه الجهات لإنجازها، كل في مجال تخصصه، كما أن الوحدة معنية أيضا بإعداد الكوادر الجيدة في مجال البحوث والدراسات لتأخذ على عاتقها مسؤولية البحث العلمي في المجلس في المستقبل. شرف كبير وحول ما تمثله الجائزة على الصعيدين الشخصي والمجتمعي يوضح، من الناحية المجتمعية، تلقيت التهاني من أشخاص أعرفهم وآخرين لا أعرفهم، وهذا بالنسبة لي يعد فخرا واعتزازا، فالجائزة أعطتني بدون شك ثقة بالنفس من الناحية الشخصية، ومن حيث إنها قدمتني للمجتمع الإماراتي وقربتني منه، وهذا وحده يعد مفخرة. أما من الناحية الشخصية، فإني أفكر فيها دائما، لأنها تمثل لي إحساسا ممتعا، وقد أصبح أبنائي يتباهون بهذا الإنجاز أمام أصدقائهم، ولهم الحق في ذلك، لأن التقدير جاء من رئيس الدولة، كما أني تلقيت مكالمات هاتفية يهنئني فيها أصحابها، منهم طلبة درستهم في الجامعة، وهذا شرف كبير لي. وفي ما يتعلق بطموحاته ومخططاته لما بعد الجائزة، يقول، أعتقد أني حققت معظم طموحاتي، التي توجتها حمدا لله بهذه الجائزة، وأعمل حاليا مع أخ فاضل وعزيز له كبير الأثر في حياتي، وهو الدكتور مغير الخييلي، المدير العام لمجلس أبوظبي للتعليم، فهو بمثابة الأخ والصديق قبل أن يكون مديرا لي، وقد أسند إلي منصبا من أكثر المناصب حساسية وأتاح لي الفرصة وأعطاني كافة الإمكانات لإجراء البحوث والدراسات التي تمس كل أطفالنا، فأمنيتي أن أقدم ولو شيئا قليلا لتحقيق شعار «التعليم أولا» وأكون عنصرا يذكر بالخير والدعاء لي ضمن هذه المسيرة النبيلة، وأرجو من الله أن يعينني على إتمام هذه المسيرة، في خدمة هذا الوطن المعطاء لأجل عيون كافة الأطفال في مدارسنا. بيت القصيد عن النجاح في حياته يقول الدكتور مسعود إنه مفهوم نسبي كما يعلم الجميع، فكل فرد يستطيع أن يصمم نموذجا لحياته بمجرد أن يبلغ سنا معينة، ومنذ أن بلغت مرحلة الشباب من عمري، عزمت على تحقيق ما أنا فيه، طبعا مع عدم إهمال الظروف التي هيئت لي، وأنا والحمد لله راض عن نجاحي في هذه الحياة. أما الذي أنصح به الشباب لتحقيق النجاح في الحياة، فإن كلمة السر تتمثل في العمل المتواصل، والإخلاص له، وعدم التسرع في تحقيق المكاسب، فالوطن ينتظرهم لتحمل مسؤولية كبيرة، وعليهم أن يصبروا ويناضلوا من أجل تحقيق أهدافهم، التي يقاس النجاح فيها بما يقدمونه لوطنهم، والنجاح هو بيت القصيد من هذه الدنيا، فأنا أعمل من أجل تحقيق النجاح، لأن النجاح يضمن راحة البال، ويبعث الاطمئنان في النفس، ويعطي الثقة للمرء في نفسه ليواصل العمل بدون كلل أو ملل، وهذا هو ديدني في هذه الدنيا، كما هو ديدن كل من يسعى إلى تحقيق ما يصبو إليه، وهم كثر في وطننا العزيز والحمد لله. لمحة عن د. مسعود بدري ولد الأستاذ الدكتور مسعود بدري بدبي عام 1957م، وأنهى دراسته الثانوية فيها، وفي عام 1980م حصل على بكالوريوس الهندسة الميكانيكية التطبيقية من جامعة كاليفورنيا بسان دييجو بأميركا. وفي عام 1980م حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة سان دييجو بأميركا، وفي عام 1989م حصل على درجة الدكتوراة في إدارة العمليات والإنتاج من جامعة مسيسبي بأميركا. عَمِلَ خلال الفترة من 1987م -1989م مدرساً بجامعة مسيسبي بالولايات المتحدة الأمريكية، ومنذ يناير 1990م إلى مارس/1995م عمل أستاذاً مساعداً بقسم إدارة الأعمال بكلية الإدارة والاقتصاد بجامعة الإمارات، ومنذ مارس/1995م حتى 2000م عمل استاذاً بالقسم نفسه، وفي عام 2000م أصبح أستاذ دكتور بالقسم، ومنذ عام 2007م منتدباً للأمانة العامة للمجلس التنفيذي لحكومة أبوظبي، مستشار بمكتب الأمين العام، ثم انتدب رئيساً لوصف البحوث والتخطيط وإدارة الأداء بمجلس أبوظبي للتعليم. ويعتبر الأستاذ الدكتور مسعود بدري من الأساتذة المتميزين إذ يعتبر أول دكتور مواطن يترقّى إلى رتبة «أستاذ دكتور» في كلية الإدارة والاقتصاد، وقد عمل مستشاراً لمدير جامعة الإمارات ثمّ وكيلاً لكلية الآداب والاقتصاد، ومساعد لنائب مدير الجامعة للشؤون التعليمية، فعميداً بالإنابة للكلية. ويعدّ الدكتور مسعود بدري من الباحثين الجادين حيث شارك في عدد كبير من المؤتمرات العلمية والمسابقات والجوائز العالمية والمحلية، فقد حصل على جائزة أفضل باحث على مستوى الكلية أعوام 1991م-1997م-2001م-2006م، وحصل على جائزة أفضل باحث على مستوى الجامعة عام 2006م، كما حصل على جائزة العويس للدراسات والابتكار العلمي أعوام 1995م-1997م-1999م-2000م-2001م-2002م-2003م-2004م-2005م-2006م-2008م، وحصل فيها على الجائزة الأولى، وحصل على جائزة الأكاديمية الدولية لإدارة الأعمال والأفراد أعوام 2004م -2006م - 2008م -2009م، وحصل على جائزة دبي للبحوث الاقتصادية عامي 2006م-2007م.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©