عواصم (وكالات) - ساد الارتباك الموقف في تركيا امس حيال ما تردد من انباء عن اعتقالها وترحيلها ما بين 600 و700 لاجئ سوري بعد وقوع اضطرابات في مخيم حدودي، وهو الامر الذي دفع المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة الى ابداء القلق العميق والتحقيق إزاء ما وصفته بـ”الحادث الخطير”.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول تركي في المخيم قوله “انه تم ترحيل ما بين 600 و700 شخص مع أسرهم بينهم اشخاص أظهرت لقطات لكاميرات قوات الأمن أنهم شاركوا في أعمال عنف في مخيم سليمان شاه قرب بلدة أقجة قلعة التركية امس الأول، والقوا الحجارة على الشرطة العسكرية التي استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريقهم”. واضاف “لا تزال قوات الأمن تفحص اللقطات المصورة وإذا رصدت المزيد فستقوم بترحيلهم”.
وقال شهود عيان ان مئات اللاجئين السوريين نقلوا في حافلات الى الحدود بعد اشتباكات الاربعاء. وقالت لاجئة تحدثت هاتفيا مع رويترز من مخيم سليمان شاه اكتفت بذكر اسمها الأول سحر “جرت عملية ترحيل كبيرة هنا وتخلصوا من كثير من الناس، وطردوا اثنين من أبنائي وثلاثة من أبناء شقيقي.. جاؤوا من أجل ولدي في الليلة قبل الماضية وأبلغوهما بحزم حقائبهما”، وأضافت “اليوم (امس) جاء عدد كبير من الحراس بدروع وتجولوا في أنحاء المخيم وأجبروا الناس على الخروج، وأعتقد ان نحو 300 أسرة غادرت”.
وقالت لاجئة أخرى تدعى سوزان تبلغ 15 عاما ان ستة أقارب ذكور من خيمتها اعتقلوا واقتيدوا بعيدا امس. وأضافت بالتليفون “كان كثير من الناس يبكون ويقولون انه لا شأن لهم بما حدث لكن الحراس كانوا صارمين. كان بعضهم يضرب الشبان وهم يأخذونهم بعيدا”، وأضافت “ليس لدينا مياه أو كهرباء منذ يومين تقريبا وبسبب هذا الوضع أخشى ان تسوء الاحوال أكثر.. انني لا اعرف أين أقاربي وكل ما سمعته هو أنهم أرسلوا عبر الحدود الى سوريا”.
وقدر مسؤول تركي ثان في المنطقة العدد بأنه أقل قائلا “ان نحو 400 شخص أعيدوا الى بلدهم”. بينما نفت وزارة الخارجية التركية ترحيل لاجئين سوريين قسرا من المخيم، وقال لفنت جومروكجو المتحدث باسم الوزارة ان الترحيل القسري يتعارض مع القواعد التي وضعتها تركيا للايواء المؤقت للسوريين الفارين من الحرب الاهلية. واضاف “عاد بعض الناس منذ الليلة قبل الماضية.. الأعداد تقترب من 50 أو 60 وربما شارك بعضهم في استفزازات لكنهم عادوا طواعية بإرادتهم الحرة”.
وأصدرت وزارة الخارجية بيانا يوضح مغادرة عدد من السوريين طوعا. وافاد البيان “في 27 مارس هاجمت مجموعة من حوالي 200 شخص قوى الامن في المخيم بالاحجار من دون التعبير عن أي مطلب أو شكوى”، مشيرا الى ان اللاجئين الآخرين رفضوا اعمال العنف. وتابع “ان قواتنا الامنية تعرفت عبر كاميرات على المشاركين في الاستفزازات خشية ملاحقات قضائية أو ردود فعل من السوريين الآخرين قررت مجموعة من 130 سوريا استخدام حقها في العودة الطوعية وغادرت إلى سوريا”.
وأعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ان بلاده أنفقت أكثر من 400 مليون دولار على اللاجئين السوريين والذين بلغ عددهم 188387 لاجئا على الأراضي التركية. واضاف في معرض إجابته على أسئلة نائب حزب الحركة القومية أوزجان ينيشيري إن اللاجئين السوريين توافدوا للتجمع على الحدود في 29 أبريل 2011، وأن الخيام وأماكن إيواء اللاجئين تم تأمينها بواسطة الهلال الأحمر التركي وإدارة الطوارئ والكوارث ورئاسة الوزراء وإدارة الإسكان الجماعي والولايات المعنية. وأوضح أن الحكومة التركية تلقت مساعدات بقيمة حوالي 56 مليون دولار من بينها 50 مليون دولار قدمتها السعودية، إضافة إلى مساعدات عينية بقيمة حوالي 35 مليون دولار، شملت خياما وأغطية ومولدات ولوازم طبية واحتياجات أساسية.
إلى ذلك، قالت ميليسا فليمنج كبيرة المتحدثين باسم مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين لرويترز “تشعر المفوضية بقلق بالغ إزاء تقارير عن حادث خطير ومزاعم بعمليات ترحيل محتملة من مخيم بلدة أقجة قلعة في الساعات الأربع والعشرين الماضية”، وأضافت أن مكتب المفوضية في تركيا يسعى للحصول على مزيد من المعلومات بشأن حادث الأربعاء وعمليات الترحيل المزعومة. وذكرت أن المفوضية على اتصال مباشر مع السلطات التركية.
وقالت متحدثة أخرى باسم المفوضية العليا للاجئين لوكالة “فرانس برس” إن المفوضية قلقة جدا من معلومات عن حادث خطير واحتمال إعادة لاجئين من مخيم حدودي في الساعات الـ24 الاخيرة”. وأضافت أن إجبار لاجئين الى العودة الى سوريا في حال حدوثه مخالف للقانون التركي والقوانين الدولية”. وتابعت “نؤيد تطبيق القانون في المخيمات واللجوء الى القوانين المحلية لسوق مرتكبي الجرائم الى القضاء، لكن اجبار لاجئين على العودة الى بلادهم لا يمكن استخدامه كعقاب او عمل رادع”.
من جهة ثانية، اندلعت مساء امس الاول أعمال شغب في مخيم الزعتري شمال شرق الأردن شارك فيها نحو 3 آلاف لاجئ سوري. وقال أنمار الحمود المنسق العام لشؤون اللاجئين في الأردن في تصريح لـ”وكالة الأناضول للأنباء” إن أعمال الشغب اندلعت في مخيم الزعتري نتيجة تدافع اللاجئين للدخول في سيارات نقل الركاب الراغبين في العودة الطوعية لسوريا. وأوضح أن سيارات نقل الركاب التي تواجدت بالمخيم مساء لنقل اللاجئين تستوعب حوالي 200 شخص، إلا أن الأشخاص الذين تدافعوا للركوب فيها تجاوز عددهم الـ800 مما أدى لحدوث أعمال شغب بينهم انضم إليها آخرون بالمخيم. وأشار إلى أن قوات الأمن سيطرت على الموقف”.
مجلس الأمن قلق من الانتهاكات بالجولان
الأمم المتحدة (رويترز) - عبر مجلس الأمن الدولي عن القلق بشأن انتهاكات متكررة لخط وقف اطلاق النار بين سوريا ومرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل والخطر الذي يتعرض له جنود الأمم المتحدة لحفظ السلام هناك بسبب تصاعد الحرب السورية. وقال بيان للمجلس مساء امس الأول انه عبر عن القلق البالغ لوجود القوات المسلحة السورية وكذلك وجود اعضاء مسلحين من المعارضة في المنطقة الفاصلة. وناشد جميع الأطراف احترام حرية الحركة لـ”يوندوف” (قوة الأمم المتحدة لمراقبة الفصل بين القوات) وسلامة وأمن افرادها مع التذكير بأن المسؤولية الأساسية عن السلامة والأمن تقع عل عاتق الحكومة السورية”.
وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة جوزفين غيريرور ان عربات وسيارات إسعاف مصفحة اضافية هي في طريقها الى قوة الأمم المتحدة في الجولان المحتل، كما ان الأمم المتحدة على اتصال مع العديد من الدول لتعويض مئة جندي كرواتي غادروا المهمة بحسب قائد عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة هيرفي لادسوس. في وقت قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي انتهى من إقامة مستشفى ميداني في منطقة الجولان المحتلة لعلاج الجرحى السوريين بدلا من نقلهم إلى مستشفيات داخل إسرائيل.
عدد اليوم
