السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأغنية الشعبية الآن.. كلمات خادشة للحياء تفسد الذوق العام

الأغنية الشعبية الآن.. كلمات خادشة للحياء تفسد الذوق العام
27 مايو 2010 21:24
تعيش الأغنية الشعبية حالة من الهبوط الشديد، جعل كثيرا من الأسر العربية، تقاطع هذا النوع من الأغاني لما يتضمنه من ابتذال، رغم أن المطرب الشعبي فى الماضي خصوصا فى أفلام الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، كان فاكهة الفيلم، وكنا نسمع مفردات بسيطة ولحنا عذبا جميلا وصوتا قادرا على التسلل إلى قلوبنا وعقولنا فما الذي جرى للاغنية الشعبية. يؤكد المطرب سعد الصغير ان الأغنية الشعبية الحالية تأتي تعبيرا عن الشعب في حياته اليومية، فهي تمس المشاعر، وتلعب على وتر البحث عن مشكلاتهم ومحاولة حلها، ليشعروا بأن هناك من يحس بمعاناتهم، كما تبرز خصائص الشعب من كرم وشهامة وشجاعة وثقافة، ويعتبر الصغير هذا اللون من الغناء امتدادا شرعيا لفن المطرب الشعبي أحمد عدوية، الذي بدأه في السبعينيات من القرن الماضي بأغنيته الشهيرة «حبة فوق وحبة تحت». المطرب الشعبي محمود الحسيني أبدى سعادته باتهامه بأنه مطرب الميكروباص وقال: أنا من منطقة شعبية وأعاني مشكلات تلك المنطقة، وعندما أغني للسباكين والنجارين والميكانيكية فهذا لا يغضبني فهؤلاء مني وأنا منهم وأشعر بهم وأفهم آلامهم، وطبقة الاثرياء لها مطربوها وكثير من أفراد هذه الطبقة يطلبونني لإحياء أفراحهم ويسعدون جدا بغنائي ولست محصوراً في لون معين من الغناء وقريبا سأقدم أغنية درامية بعنوان «ماتفهمنيش غلط». أين الهبوط؟ وعن اتهام أغنياته بالهبوط غنى على الفور أغنيته الشهيرة « العبد والشيطان»: استغفر الله العظيم على ماجرى مني شيطان وقال للعبد وريتك الدنيا بألوانها في الاول جرجرتك ومن خيبتك خدرتك وبقيت تعرف تكدب وبتلعب على جارتك وبقيت تلعب بوكر وبتشرب جون ووكر وبعت الآخرة ونسيت كمان الصلاة والصوم . وبعد انتهائه من الغناء قال: أين الهبوط في هذا الكلام؟! هذا كلام فيه نصائح ومواعظ للناس، وهذا الأتهام أطلق عليَّ بعد غنائي «سيجارة بني» التى أنصح فيها الشباب بعدم الاقتراب من المخدرات ولا يجب اتهام المطربين الشعبيين بالهبوط قبل الاستماع اليهم. وعن تعامل الناس مع المطرب الشعبي على أنه درجة ثانية يقول المطرب دياب صاحب أغنيتي «غمازات» و«العو»: الناس معذورون لأن أغلب الغناء الشعبي الذي يقدم لهم خصوصا في الشوارع ووسائل المواصلات العامة يتسم بالهبوط والتدني الشديد من حيث الكلمات والألحان، لكن الحقيقة أن الغناء الشعبي يعبر عن هوية البلد لذلك كانوا يطلقون على سيد درويش «فنان الشعب»، وهناك فنانون كبار كانوا ومازالوا رمزا للأغنية الشعبية مثل محمد عبدالمطلب وعبدالعزيز محمود وكارم محمود ومحمد رشدي ومحمد العزبي وأحمد عدوية وأتمنى أن أكون امتداداً لهم. شهرة سريعة وأكد أن الغرض من غنائه «غمازات» و«العو» لفت نظر الناس له وتحقيق شهرة سريعة بعد أن مكث فى الظل سنوات طويلة لدرجة أن كثير اًمن زملائه المطربين وغير المطربين أعتقدوا أنه ترك الغناء واتجه لمهنة أخرى . وعن ظروف غنائه لأغنيتي «غمازات» و«العو» قال : عندما تعاقد معي المنتج نصر محروس كانت لديه أغنية «غمازات» فقال لي «ما تيجي نجرب الأغنية دي» وكان وقتها يجهز لألبوم كوكتيل ونزلت الأغنية في الألبوم وحققت نجاحا كبيرا، وعندما فكرنا فى طرح ألبوم خاص بي فضل نصر رسم لون خاص بي فقدم لي أغنية « العو» التى حققت نجاحا كبيرا. أما المطرب الشعبي عبدالباسط حمودة الذي يشارك سميرة أحمد بطولة مسلسلها الجديد «ماما في القسم» فقد رفض أن يطلق عليه مطرب الأغاني الهابطة. وقال: تعبت كثيرا حتى احقق النجاح الذى لم يأت فجأة فوالدي كان مداحا فى حب الرسول صلى الله عليه وسلم، وكنت أصاحبه حتى قررت الاتجاه للغناء الشعبي بعد ان أثنى على موهبتي الراحل محمد رشدي، وعلى مدى مشواري الفني تعاونت مع كبار الملحنين المصريين وأبرزهم الراحل بليغ حمدي فى أغنيتي « يا عيني على رقتك يا محلى جمال خطوتك» وأغنية « ياغزال ع الشط بتتمخطر حلاوتك أحلى من السكر»، وأبكي حاليا عندما أتابع الغناء خصوصا الشعبي، ففي الماضي لم يكن أي شخص يستطيع أن يقترب من مبنى الإذاعة والتليفزيون إلا إذا كان موهوبا، وحاليا اي شخص يغني، والأغنية الشعبية خصوصا امتهنت، وعلى من يتهمني بالغناء الهابط أن يستمع إلى اشرطتي الكثيرة وسيجد أنها مليئة بالبكاء والغناء الهادف مثل: دمعتي يا دمعتي يا مونساني في وحدتي أعز الناس فاتوني وكل الناس باعوني وكمان بيحسدوني يا عيني يا ضحكتي وأكد عبدالباسط حمودة أنه أحق من نانسي عجرم بجائزة «الميوزيك أوورد» لأن ألبومه « أنا مش عارفني» الذى غنى فيه «بصيت لنفسي فجأة» وزع 3 ملايين نسخة. وقال إن معظم المطربين الذين يغنون الشعبي الآن لا يراعون الضمير فى كلمات أغانيهم ويغنون أي كلام «هلس»، والأغنية الشعبية كانت فاكهة وكل جيل العمالقة غنوا اللون الشعبي امثال محمد عبدالوهاب وشادية وفايزة أحمد ومحرم فؤاد وعبدالحليم حافظ، والمفروض أن الغناء الشعبي هو التراث، وليس مشكلته أنه دخل عليه من «يتنطط» ويقول أي كلام، فهم ليسوا مطربين شعبيين بل منولوجستات أو أصحاب أفيهات. مطرب الميكروباص أما المطرب طارق الشيخ فهو لا يخجل من لقب «مطرب الميكروباص»، لأنه يرى أن سائق الميكروباص الآن مهندس وطبيب ومحاسب ومهندس زراعي بعد انتشار البطالة وقلة الوظائف. وقال إن الغناء الشعبي الآن في المقدمة والدليل نجاح أبوالليف وعبدالباسط حموده ودياب وأنا وتحقيقنا مبيعات عالية جدا لدرجة أن مدير أعمال عمرو دياب اتصل بي وقال «إنت ازاي قادر تنجح وتحقق مبيعات وسوق الكاسيت واقع». ويرى الشاعر أيمن بهجت قمر والذى كتب كل أغنيات ألبوم المطرب أبوالليف، أنه كتب مفردات أغنيات أبوالليف من واقع الشارع المصري، وأن كلمة مثل «خرونج» عادية وليست مبتذلة أو قليلة الأدب، فهو لا يكتب كلمات تخدش الحياء أو تخجل منها زوجته أو ابنته، ولا يمس في أغانيه الوطن أو الدين أو الشرف، وقد تعود أن ينتقد الناس مفرداته، لكن هذا النقد خاصة من الصحافيين لم يعد يؤثر فيه، لأن لديه وجهة نظر يريد ايصالها، ووجهة النظر هذه تحتاج إلى جرأة، وهو لم يكتب أغاني عن البلح أوالعنب، ولكن ناقش بوعي شديد مشاكل وقضايا الشباب الذي أقبل بقوة على ألبوم أبوالليف وهذا يعني أن ما كتبه مس هؤلاء الشباب. وأكد المطرب الشعبي نادر أبوالليف انه لا يقدم غناء هابطا، وإنما هو فن هادف لا يخدش الحياء أو يتضمن كلاما مبتذلا، وكل ما قدمه من خلال ألبومه الجديد محترم، ويحمل رسالة وسوف يظل يقدم هذا الفن خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققه. الشعبي جيد ويقول اسلام خليل مؤلف معظم الاغنيات الشعبية الحالية: لا يمكن أن نقول ان كل الأغاني الشعبية الحالية هابطة أو كلماتها خادشة للحياء لان بعضها جيد، والبعض الآخر سيئ ولا يسمع، وهناك مطربون شعبيون جيدون مثل حكيم وطارق الشيخ وعبدالباسط حموده، وشعبان عبدالرحيم، وسيد الشيخ، وحسن الأسمر، وفى المقابل هناك مطربين استطاعوا النجاح من خلال قنوات غير شرعية مثل «التكاتك» والميكروباصات ووسائل المواصلات العامة، وهؤلاء أساءوا للأغنية الشعبية، رغم أنهم لا يملكون أي مؤهلات صوتية ولا شكلية، ولكنهم نتيجة البطالة اتجهوا للغناء الشعبي، وللأسف بعضهم ومن خلال هذه القنوات غير الشرعية استطاع النجاح، وفرض ذوقه الخادش للحياء أو الهابط على الناس. وعن طقوسه في الكتابة قال: رغم وجود غرفة مكتب حديثة في منزلي إلا أنني لا أرتاح إلا عند الجلوس على «الطبلية»، ولا أكتب إلا وكوب الشاي في يدي، لدرجة أنني في أحيان كثيرة أنسى وأطلب من زوجتي كوب شاي، والكوب في يدي. ويقول المطرب أحمد عدوية: الجيل الجديد من المطربين الشعبيين لم يحافظ على هيبة الفن الجميل، ولا يقدم الغناء الشعبي الهادف، والغناء الآن تكرار فلا تستطيع أن تفرق بين مطرب واخر، عكس الغناء الشعبي في الستينيات عندما ظهرت حيث كان لكل مطرب لونه فالمطرب محمد رشدي يختلف عن محمد العزبي عن شفيق جلال عن عبدالعزيز محمود، وعندما ظهرت بحثت عن لون جديد وقدمته لهذا تميزت ونجحت وسط عمالقة الفن الشعبي وكلهم كانوا أحياء وعلى الساحة. المطرب محمد العزبي قال إن كل وقت له غناؤه فالغناء الشعبي الآن لا يمكن أن يكون معبرا عن الناس لانه مليء بالكلمات التي تخدش الحياء، ففي الماضي كان الغناء يعبر عن رجل الشارع البسيط والعامل فى مصنعه، والفلاح فى أرضه، واستمعنا واستمتعنا بأغنيات مثل فدادين خمسة، وفلاح كان فايت من جنب السور وبهية، وحسن المغنواتي وغيرها، أما الغناء الشعبي الآن فيعبر عن الحمار والحنطور، ووابور الجاز. وأكد الموسيقار حلمي بكر أن كلمات الأغاني الشعبية أصيبت بهبوط حاد وتدن فى الذوق العام، لأن بعض الملحنيين والمطربين يلجأون لكلام خادش لضمان النجاح، والتبرير الذي ليس له معنى أنها جاءت فى سياق درامي مثل «بحبك يا حمار» لسعد الصغير.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©