اعتصام في الأردن للمطالبة بالإصلاح

نفذ أمس قرابة ألفي شاب أردني اعتصاماً حاشداً في العاصمة عمان وسط تواجد أمني كثيف، وطالب “شباب حركة 24 آذار” ، منظمة الاعتصام، بالإصلاح السياسي والاقتصادي، وبإجراءات عاجلة في مكافحة الفساد. ودعا المعتصمون في كلمات ألقوها إلى”تحويل رموز الفساد إلى القضاء حتى يسترجع الشعب أمواله التي نهبها حفنة من الرؤوس الكبيرة والتي أوصلت البلاد إلى نفق مغلق وسط مديونية تجاوزت الـ15 مليار وعجز أكثر مليار و200 مليون”.وشددوا على حل البرلمان واختيار حكومة منتخبة. وفرضت قوات كبيرة من الأمن العام طوقاً حول المعتصمين منعاً للاحتكاك مع شباب آخرين مؤيدين للحكومة في الساحة الأخرى والذين كانوا يهتفون دفاعاً عن الحكومة. ورفع المعتصمون لافتات تطالب بوضع قانون انتخاب جديد وتعيين رئيس الوزراء وفقاً للغالبية النيابية ورحيل حكومة معروف البخيت ورفع القبضة الأمنية عن الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني الأخرى .وتواجدت قوى الأمن بكثافة وحلقت طائرة عامودية في منطقة الاعتصام لمنع أي احتكاك بين مجموعة 24 آذار الذين تجمعوا في ساحة أمانة عمان ومجموعة أخرى ترفع شعارات الولاء والانتماء وترفض تعطيل الحياة العامة وكانت تتواجد على بعد نحو 500 متر من المتظاهرين المعارضين. ويذكر أن الحكومة تعهدت بتوجيهات من الملك عبد الله الثاني بحماية المسيرات والاعتصامات السلمية في أعقاب وفاة شخص وإصابة العشرات في اعتصام الأسبوع الماضي. وتعتبر جماعة 24 آذار أول جماعة شبابية تداعت عبر “الفيسبوك”. من جهة أخرى، طالبت حركة “الإخوان المسلمين” في الأردن أمس الملك عبد الله الثاني “ بضرورة التدخل المباشر بطرح مبادرة إصلاحية كبيرة لاستدراك الوضع المتأزم في البلاد”.وتعتبر هذا المطالبة المناشدة الأولى للحركة التي تطلب فيها تدخل الملك لوضع حد للتوتر الشديد بين الحركة والحكومة على خلفية اتهام كل طرف للآخر “ بمحاولة إثارة الفتنة والاقتتال الداخلي” ، وذلك بعد مقتل أردني وإصابة العشرات في اعتصام لمطالبين بالإصلاح السياسي الأسبوع الماضي على دوار الداخلية. واعتبر رئيس مجلس الشورى لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن الدكتور عبد اللطيف عربيات أن مبادرة الملك عبد الله الثاني من شأنها “جمع الشمل وتفوِّيت الفرصة على دعاة الفتنة والتأزيم”. وافترض عربيات أن “تضع مبادرة الملك المعالم الرئيسة لخطة إصلاح سياسي حقيقي يرتقي لمستوى اللحظة السياسية، وتجنب الوطن الأردني ما عانته شعوب عربية أخرى، من تمزق واختلاف وتنازع وشقاق”. و أدان مجلس الشورى في بيان اصدره أمس ما وصفه “بقمع الحكومة للاعتصام الشبابي السلمي (شباب 24 آذار) على دوار الداخلية، وبصورة عكست العقلية العرفية العميقة “. وطالب المجلس بضرورة محاسبة من يقف وراء هذه الجريمة ومعاقبتهم. وأكد المجلس على رؤيته للإصلاح السياسي بالانتقال إلى نظام ديموقراطي برلماني، يرتكز على إصلاحات دستورية، وقانون انتخاب ديموقراطي وعصري، وحكومة برلمانية منتخبة تحقق تداولاً للسلطة.وحذَّر المجلس “من سياسات التجييش الأعمى التي تمارسها جهات رسمية، باستثارة الغرائز والعصبيات الضيقة وقسمة الوطن والمواطنين”.