الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيع النساء والأطفال.. مخالف للإسلام

بيع النساء والأطفال.. مخالف للإسلام
27 مايو 2017 18:13
حسام محمد (القاهرة) لا تخفي التنظيمات والجماعات الإرهابية، ممارسة استعباد الناس في المناطق التي يسيطرون عليها في العراق وسوريا وغيرها، بل على العكس، تتباهى تلك الجماعات باستعباد النساء والأطفال، بل يفتخر تنظيم «داعش» الإرهابي بـ «إحياء العبودية قبل أوان الساعة»، وقال في مقال إن «داعش» «أعادت جانباً من الشريعة الإسلامية إلى معناها الأصلي، باستعبادها الناس»، وجاء في المقال الدعائي: «بعد القبض على الناس والأطفال، تم توزيعهم وفقاً لأحكام الشريعة على المقاتلين الذين شاركوا في عمليات ضد داعش». تقول الدكتورة عفاف النجار، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: «بلا أدنى شك، فإن ما ترتكبه تلك التنظيمات مخالف تماماً لأحكام الشرع، وعلى من يرتكب تلك الجريمة أن يدرك أنها محرمة شرعاً، وهي تعود بنا إلى عصور الرقيق والعبيد، وهو أمر مجرم قانوناً، لأن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ومنهم رجل باع حرّاً فأكل ثمنه)، ولا شك في أن بيع البشر نساءً كانوا أو رجالاً هو أحد صور البيع التي أشار إليها الحديث، فالأمر فيه خروج على طبيعة الأشياء، وهو مخالف لتعاليم الإسلام؛ لأن البشر ليسوا سلعة تباع وتشترى». وتضيف: «لقد حرص الإسلام على المرأة وتعزيز مكانتها، ويتأكد من خلال وصية الرسول، صلى الله عليه وسلم، بهن في آخر لحظات حياته، حين قال: (الصلاة.. الصلاة.. النساء.. النساء)، وكانت تلك آخر وصية للمسلمين، وكان صلى الله عليه وسلم، قد أوصى بالنساء أيضاً في خطبة الوداع (واستوصوا بالنساء خيراً)، وحين قال أيضاً (ولا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم)، وإن المرأة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كانت تتمتع بالمساواة الكاملة في الحقوق والواجبات كما يقول النص القرآني، والذي لا يحتوي على أي تفرقة بين الرجل والمرأة والذي يقول فيه المولى عز وجل: (أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى....)، «سورة آل عمران: الآية 195»، ويقول أيضاً: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ...)، «سورة النساء: الآية 1»، أي أن القرآن الكريم ينص على أن الرجل والمرأة من نفس واحدة ومن عنصر واحد، لذلك وللفهم الديني الصحيح في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد كانت المرأة تتمتع بكل الحقوق، حتى كانت المناظرات بين بعض السيدات وبعض الصحابة، مثل التحاور الذي دار بين السيدة أم سلمة وعمر بن الخطاب، وكان لها صوت مسموع وعالٍ، وفي وجود الرسول صلى الله عليه وسلم، وتشارك في الحياة السياسية، وشاركت في مبايعة الرسول». وتضيف د. النجار: «الإسلام جاء ليحرر الناس من ذل العبودية، فكيف يزعم من يقومون بذلك أنهم ينفذون تعاليم الإسلام وهم يخطفون النساء ويبيعونهن في تصرف لم يعرفه الإسلام، ولكن عرفه الغرب، وتُذكرنا كتب التاريخ كيف كان الخطف إلى القرن الماضي مصدراً هائلاً للاستعباد، حيث ظل الأوروبيون يصطادون البشر بضعة قرون من غرب أفريقيا في ظروف تكتنفها الوحشية، وتم خطف الملايين وهلاك مثلهم أثناء الغارات التي كان يقوم بها قراصنتهم، ويرفض الإسلام خطف الأحرار، والتاريخ الإسلامي يخلو من تلك التصرفات، وهو ما يؤكد أن تلك التنظيمات التي تقوم بخطف النساء، تعتمد أساليب وتعاليم لا علاقة لها بالإسلام الذي جاء ليرد للبشر إنسانيتهم، وسعى إلى تجفيف منابع الرق، حيث دعا المسلمين إلى عتق الرقاب، وشددت التشريعات الإسلامية على أن بعض الذنوب يتم التكفير عنها بعتق رقبة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©