السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الحاقة».. يوم يتحقق البعث والحساب والجزاء

27 مايو 2017 18:14
محمد أحمد (القاهرة) «الحاقة»، اسم من أسماء يوم القيامة، سميت بذلك لأن الأمور تحق فيها، وتكون من غير شك، خلافاً لما كان يزعمه الكافرون من أنه لا بعث، ولا حساب، ولا جزاء، أو أنها أحقت لأقوام الجنة ولآخرين النار. ورد اللفظ في القرآن الكريم في سورة الحاقة، قال تعالى: (الْحَاقَّةُ * مَا الْحَاقَّةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ * كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ * فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ * وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ)، «الآيات: 1-6»، وفي الوسيط للطنطاوي، إن هذا الأسلوب للتهويل من شأن الساعة وتعظيم لأمرها، فكأنه تعالى يقول إن يوم «الحاقة» يوم القيامة الذي يخوض في شأنه الكافرون، والذي تحق فيه الأمور وتثبت، أتدري أي شيء عظيم هو؟ وكيف تدري ونحن لم نحط أحداً بكنه هذا اليوم ولا بزمان وقوعه، ومهما تصورت هذا اليوم، فإن أهواله فوق ما تتصور وشدائده فوق ما قدرت، وقصد باللفظ وتكراره، التهويل وترويع المشركين، وقال ابن كثير سميت بالحاقة، لأنه يتحقق فيها الوعد والوعيد، والعذاب والنعيم الذي وعد الله به الناس. وقال الإمام السعدي، الحاقة، تحق وتنزل بالخلق، وتظهر فيها حقائق الأمور ومخبآت الصدور، فعظم تعالى شأنها وفخّمه، بتكرار اللفظ، ليدل أن لها شأناً عظيماً، ومن عظمتها أن الله أهلك الأمم المكذبة بها بالعذاب العاجل، وقال تعالى (... كَذَّبَتْ ثَمُودُ...)، وهم القبيلة المشهورة الذين أرسل الله إليهم صالح عليه السلام، ينهاهم عن الشرك، ويأمرهم بالتوحيد، فكذبوه، وكذلك عاد الأولى حين بعث الله إليهم هوداً عليه السلام يدعوهم إلى عبادة الله وحده فكذبوه، فأهلك الله الطائفتين بالهلاك المعجل، أهلك ثمود بالطاغية، وهي الصيحة العظيمة، وأرسل على عاد ريحاً قوية شديدة الهبوب لها صوت أبلغ من صوت الرعد. وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما فتح اللّه على عاد من الريح التي هلكوا بها إلا مثل موضع الخاتم، فمرت بأهل البادية فحملتهم ومواشيهم وأموالهم فجعلتهم بين السماء والأرض، فلما رأى ذلك أهل الحاضرة من عادٍ، الريحَ وما فيها قالوا: هذا عارض ممطرنا، فألقت أهل البادية ومواشيهم على أهل الحاضرة». قال أبو هريرة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ إحدى عشرة آية من سورة الحاقة أجير من فتنة الدجال، ومن قرأها كانت له نورا يوم القيامة من فوق رأسه إلى قدمه»، وقال يحيى بن سلام بلغني أن كل شيء في القرآن «وما أدراك»، فقد أدراه إياه وعلمه، وكل شيء قال «وما يدريك»، فهو مما لم يعلمه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©