أطلق جلالة الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أمس المرحلة الأولى لمشروع مرسى زايد في مدينة العقبة الأردنية الذي تنفذه وتطوره شركة “المعبر - الأردن للاستثمارات” بتكلفة استثمارية تصل إلى عشرة مليارات دولار (37 مليار درهم).
ووضع الملك عبدالله الثاني والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان حجر الأساس للمشروع الذي يهدف الى تطوير أكثر من ثلاثة ملايين متر مربع من الأراضي لإنشاء مجمعات سكنية من أحياء متكاملة وشقق وأبراج.
وثمن الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين التي أرسى دعائمها القوية قائدان عظيمان سطراها بفطرتهما المعهودة وإخلاصهما لشعبيهما وأمتهما عبر التاريخ، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله والمغفور له الحسين بن طلال رحمه الله، وسار على نهجهما وحمل اللواء من بعدهما بكل أمانة ومسؤولية واقتدار خير خلف لخير سلف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وجلالة الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الاردنية الهاشمية الشقيقة - حفظهما الله.
وأضاف سموه أن المشروع يجسد العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين في أبهى صورها، متمنيا سموه أن يعود بالخير على أهل الأردن.
ولفت سموه إلى حرص قيادتنا العليا على تحقيق الهدف الأسمى والمبتغى في تعزيز أواصر المحبة والقربى لشعبي دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة. واعتبر سموه المشروع رسالة سلام ومحبة للعالم أجمع.
ويهدف المشروع إلى تطوير أكثر من ثلاثة ملايين متر مربع من الأراضي لإنشاء مجمعات سكنية من أحياء متكاملة وشقق وأبراج.
ويوفر المشروع أكثر من 15 الف فرصة عمل عند اكتماله، ويشتمل على أسواق تجارية ومرافق ترفيهية وفنادق ومنتجعات سياحية ومجمعات للأعمال بواجهة بحرية يبلغ طولها كيلومترين في منطقة المارينا الدائرية والمحاطة بالأبراج السكنية والمرافق السياحية والتي تحتوي على ميناء ومراس لليخوت والقوارب السياحية.
وينفذ المشروع الذي أعلنت عنه شركة المعبر- الأردن للاستثمارات، المملوكة من قبل شركة المعبر الدولية للاستثمارات في أبوظبي، في فبراير من العام الماضي، على عدة مراحل، لتطوير الواجهة البحرية وتحويلها إلى بيئة مؤهلة للاستخدام المتعدد الأغراض تنتشر عليها الأبراج السكنية المرتفعة والمناطق المخصصة للمرافق الترفيهية والسياحية وأخرى مخصصة للأعمال التجارية، إضافة لعدد من الفنادق الرائدة عالمياً.
وحضر الاحتفال سمو الأمير فيصل بن الحسين، ورئيس الوزراء الأردني سمير الرفاعي ورئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي ومستشار العاهل الأردني أيمن الصفدي وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين ورجال الأعمال من الأردن ودولة الإمارات.
كما حضر الحفل أحمد الصايغ رئيس شركة الدار العقارية.
وقال العضو المنتدب لشركة المعبر الدولية للاستثمارات يوسف النويس إن وضع حجر الأساس لهذا الصرح الكبير والحيوي، الذي يتزامن مع احتفالات المملكة بعيد الاستقلال، “يأتي امتداداً للرؤية الملكية لأردن يبني مستقبلاً مزدهراً وحياة أفضل، ولنظرة دولة الإمارات الشمولية في طبيعة الدور الذي تقوم به في دعم نمو أشقائنا وفي حث مكونات تطورهم الاقتصادي والاجتماعي”.
وأكد النويس في كلمته بالحفل أن أهمية مرسى زايد لا تكمن في قيمته العقارية كواحد من أكبر المشروعات العقارية المتكاملة في المنطقة، لكن بما يمثله من نهضة عمرانية وفرص اقتصادية وتطور اجتماعي.
وأكد النويس أهمية دور مرسى زايد في الاسهام بنهضة مدينة العقبة والارتقاء بمكانتها الاستراتيجية الإقليمية والعالمية بما يسهم في دعم عملية التنمية التي يشهدها الأردن حالياً على الصعد كافة، خاصة الاقتصادية والسياحية والثقافية.
وقال إن مشروع مرسى زايد الذي جاءت تسميته تخليداً لذكرى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، يؤكد عمق الروابط والصلات الوثيقة التي تجمع الشعبين الشقيقين.
وقال النويس لـ«الاتحاد» على هامش الحفل إنه “من المقرر بدء الأعمال الإنشائية بالمرحلة الأولى من المشروع خلال الربع الثالث من العام الجاري”، متوقعاً انتهاء أعمال الإنشاءات لهذه المرحلة في منتصف عام 2014.
وذكر أن المرحلة الأولى التي ستقام على جزء من الأراضي، تضم أعمال البنية التحتية لما يقارب 300 الف متر مربع من الأراضي، كما تضم برجاً متعدد الأغراض بارتفاع 33 طابقاً و263 شقة سكنية و146 وحدة من أشباه الفلل في موقع آخر من المشروع، ومسجد الشيخ زايد الذي يتسع عند اكتماله لنحو 2000 مصل.
وأوضح أنه من المقرر أن تزيد مراسي اليخوت المتعددة التي سيتم إنشاؤها الطاقة الاستيعابية للمراسي القائمة حالياً في مدينة العقبة، مما يسهم في تحويل المدينة إلى وجهة رئيسية لليخوت.
ويتضمن المشروع كذلك إنشاء ميناء حديث للبواخر السياحية معد وفق أفضل ما توصلت إليه التقنيات الحديثة.
وتمثل شركة المعبر الدولية للاستثمارات تحالفاً بين ست من كبريات الشركات العقارية والاستثمارية في إمارة أبوظبي هي “مبادلة للتنمية”، والدار العقارية وصروح العقارية والقدرة القابضة والريم للاستثمارات والريم الدولية.
وتضمن الاحتفال عرض فيلم قصير عن المشروع تناول مختلف مراحله وصولاً إلى تصور لما سيبدو عليه المرسى عند اكتماله، كما تضمن عرضاً جوياً نفذه سرب من طائرات الصقور الملكية.
وبحسب وكالة الأنباء الأردنية “بترا”، سينفذ المشروع على عدة مراحل، حيث تم حتى الآن تسلم 2000 دونم من إجمالي 3200 دونم من الأراضي في حين سيتم تسلم باقي أراضي المشروع والبالغة مساحتها 1200 دونم وهي موقع الميناء الرئيسي الحالي في عام 2013.
18 مليار دولار
وتجاوز حجم الاستثمار في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة 18 مليار دولار منها 3 مليارات على أرض الواقع و5 مليارات قيد الإنشاء و15 ملياراً ملتزم بها في مشروعات صناعية وخدمية وفندقية وتعليمية.
وبحسب خطة سلطة منطقة العقبة الاقتصادية المستقبلية للسنوات الخمس المقبلة سيزيد عدد الغرف الفندقية إلى 8000 غرفة وعدد السياح إلى مليون سائح، فيما سيزيد معدل إقامة السائح إلى 3 أيام مقارنة بيومين حالياً.
وتتضمن أبرز المشروعات الاستثمارية في المنطقة الخاصة مشروع مرسى زايد وقرية العقبة اللوجستية، فضلاً عن مشروع نقل الميناء الرئيسي الى المنطقة الجنوبية للاستفادة من موقعه الحالي في مشروعات تنموية وسياحية، ودراسات بناء ميناء ركاب متكامل يخدم حركة النقل البحري المتزايدة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة شادي المجالي إن وضع حجر الأساس لمشروع مرسى زايد برعاية ملكية له طابع ضخم ليس فقط على العقبة وانما على الأردن والمنطقة بشكل عام.
وأضاف أن هذا المشروع الضخم الذي ينفذ باستثمار إماراتي يشجع المستثمرين على أن لدى الأردن والعقبة ما تقدمه لهم، مشيراً الى أن إقامة المشروع سينعكس ايجاباً على مدينة العقبة من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياحية والجمالية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة المعبر – الأردن عماد الكيلاني إن المشروع يشير إلى حرص شركة المعبر والتزامها على منح شركائها من الدول قيمة مضافة لاقتصادها من خلال إيجاد فرص عمل وتحفيز الاقتصاد وتطوير المهارات والطاقات المحلية.
عدد اليوم
