أحمد مرسي (الشارقة)
تلقت غرفة العمليات في القيادة العامة لشرطة الشارقة، بلاغاً بالعثور على طفلة لقيطة حديثة الولادة، وضعها مجهولون في لفافة قماش، وتركوها ملقاه على الأرض، في واجهة المجاز على كورنيش البحيرة، وذلك قرابة الساعة السابعة من مساء أمس الأول.
وفور تلقي البلاغ، انتقلت سيارة إسعاف للموقع وفريق من إدارة التحريات والمباحث الجنائية، حيث تم العثور على الرضيعة ونقلها إلى مستشفى القاسمي بالشارقة، حيث قام فريق طبي بفحصها، وتبين أن حالتها الصحية جيدة، وأنها لا تعاني أي أمراض، بحسب تصريحات صادرة من المستشفى.
وتعتبر حالة الطفلة اللقيطة، الثامنة التي تشهدها الإمارة منذ بداية العام الجاري، والتي يقوم فيها مجهولون بترك أطفال لقطاء من دون رحمة أو شفقة، في أماكن متفرقة بالإمارة، منها اليرموك، وأم خنور، والغوير، ومويلح، وغيرها.
وقد وجدت حالات منهم على سطح إحدى البنايات، وأخرى بجوار حديقة عامة، وفي شارع حيوي في منطقة سوق الغوير بالإمارة، والذي يعتبر سوقا شعبيا مزدحما بالمتسوقين، بل ووصل الأمر إلى تركهم في ساعة يكتظ المكان فيها بالمتسوقين.
من جهتها أكدت إدارة مستشفى القاسمي بالشارقة أن الحالات السبع الماضية تم إحالتها جميعاً لدار الرعاية الاجتماعية بالإمارة، بعد أن قدم لهم الفريق الطبي المعني بالفحوص الطبية والتطمينية كافة، وعمل ملف طبي لكل حالة على حدة منذ لحظة دخولها، بحيث يتم فيها تدوين كل ما يخصها طبياً، وعليه يتم تحديد مواعيد التطعيمات والمتابعات اللاحقة معهم.
وأضافت أنه كان من اللافت للنظر وصول أربع حالات متتالية من الأطفال اللقطاء مجهولي النسب، خلال الأيام القليلة الماضية، وأنهم وجدوا كلاً على حدة، وفي أماكن متفرقة بالإمارة، حيث تم وضعهم في أسرة مجاورة داخل قسم الأطفال بالمستشفى، وعليه انتهي الفريق المعني بفحصهم، حيث تم تحويلهم جميعاً إلى الدار. ونوهت إلى أن من الممكن أن يقوم بعض الأشخاص من مرتكبي تلك الفعلة «غير الآدمية» بترك هؤلاء الأبرياء في الشوارع العامة بالشارقة قادمين من بعض المناطق الأخرى، لإدراكهم بوجود دار للرعاية الاجتماعية تحتضنهم، وتقدم لهم الرعاية المطلوبة بل وتكون أكثر رحمة عليهم من مرتكب الجريمة ممن كانوا سبباً في إيجادهم للحياة. عفاف المري مدير دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة بدورها أكدت، في تصريح سابق، أن دار الرعاية الاجتماعية، التابعة لدائرة الخدمات الاجتماعية، تسلمت 20 طفلاً مجهول النسب منذ العام المنصرم حتى مطلع مارس الجاري، بمن فيهم الحالات المكتشفة مؤخرا، والدار نجحت في تسليم 13 طفلاً إلى أسر بديلة خلال العام الماضي، وطفلين خلال العام الجاري، فيما لا يزال 45 طلباً قيد الدراسة للتأكد استيفاء مقدميها الشروط التي تخولهم باحتضان الأطفال.
طلبات احتضان
تقوم لجنة رعاية الأطفال مجهولي النسب، وبعد سلسلة من الإجراءات، بالتأكد من عدم وجود الأبوين، وليتم منح أسماء ثلاثية، تستخرج من خلالها أوراقهم الرسمية، وتتلقى دار الرعاية الاجتماعية بالشارقة العديد من الطلبات المقدمة من الأسر الراغبة في احتضان هؤلاء الأطفال، وعليه يتم، من خلال قسم الاحتضان، دراسة الحالات والأسرة المتقدمة بالطلب، ومطالبتها بتقديم الأوراق الثبوتية، والتقارير الطبية بخلوها من الأمراض، وكذلك ورقة راتب إن أمكن. وتقوم اللجنة المعنية بدراسة الطلبات بصورة دقيقة للتأكد من جدية رغبة الأسرة المتقدمة بالطلب في حضانة الطفل، وأنهم سيوفرون له حياة كريمة، كما يتم تدريبهم بمراكز الأمومة والطفولة لفترة على الرعاية والاهتمام والتغذية والعلاج، وغيرها من الأمور الأخرى الخاصة بالطفل، ليكونوا مهيئين لاستقباله.
كما تقوم اللجنة بزيارة منزل الأسرة للتأكد من توفير مكان مناسب للطفل، بل ومتابعته في سنوات حياته المستقبلية، وتتابع الدار حالات مجهولي النسب في جميع مراحل حياتهم المستقبلية، إلى أن يتزوجوا ويصبحوا مسؤولين عن أسرة، ويعيشون حياة آمنة ومستقرة نفسياً واجتماعياً.
عدد اليوم
