الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إلهام فاروسي: أفضل التحكيم للرجال لأن النساء يناقشن كثيراً

إلهام فاروسي: أفضل التحكيم للرجال لأن النساء يناقشن كثيراً
27 سبتمبر 2009 00:13
لم تعد تلك الصورة النمطية التي اعتدنا عليها للمرأة الشرقية التي تنحصر اهتماماتها في تلبية رغبات زوجها وتربية أبنائها وإدارة شؤون منزلها هي الصورة الوحيدة الدارجة في زمننا الحالي، بعد أن صارت تبحث لنفسها عن كيان ووجود مستقل تشعر فيه بقيمة وأهمية الحياة غير نكهة الاهتمام بشؤون المطبخ المنزلي! كما اتسعت وتنوعت اهتماماتها فصارت تشاطر الرجل بل وتتفوق عليه في بعض اهتماماته كحبه لممارسة الرياضات المختلفة ومتابعتها على أرض الواقع أو عبر شاشة التلفاز، كالسيدة إلهام فاروسي، الحكم الرياضي في كرة الطائرة، التي تعتبر نموذجاً حياً من أبرز اللواتي أحدثن نقطة تحول في اهتمامات الفتاة العربية بصورة عامة والإماراتية بصورة خاصة نحو عالم الرياضة الكبير. بداية قوية تروي فاروسي حكايتها المبكرة مع كرة الطائرة وتقول: «بدأ عشقي لتعلم كرة الطائرة وممارستها منذ المرحلة الابتدائية حيث أثرت بي أختي التي كانت معلمتي لمادة التربية الرياضية في المدرسة فقد دربتني وحفزتني ودفعتني للمشاركة على الرغم من صغر سني في الأندية كنادي تشرين الرياضي في محافظة اللاذقية بسورية، وكبر معي هذا العشق لكرة الطائرة لأدرس في المعهد العالي للتربية الرياضية، ومن ثم أعلمها بعد تخرجي للطالبات في المدارس الرسمية، ليتم أثناء ذلك ترشيحي من قبل الاتحاد الرياضي العام في سورية لأكون إحدى لاعبات منتخب سورية لكرة الطائرة، وبعد أن باشرت التدريب لفترة قصيرة حظيت بفرصة العمل كمدرسة تربية رياضية في مدرسة الشارقة الأميركية التي مكثت فيها بضع سنوات انتقلت بعدها إلى للتدريس في مدرسة البحث العلمي في الشارقة منذ 8 سنوات ولغاية الآن». أول فريق للسيدات ثمة منعطف مهم في حياة فاروسي تشير إليه بقولها: «عندما باشرت التدريس في الشارقة لم أغفل حبي الأبدي للعب كرة الطائرة مما دفعني لأكون لاعبة كرة الطائرة في أول فريق يؤسس للسيدات في «نادي الشباب» بدبي، حيث شكلنا فريقا نسائيا تكون من 12 لاعبة من جنسيات مختلفة وذلك ضمن الفترة من 1998-1999، ولأننا كنا جميعا لاعبات محترفات فقد حصلنا على بطولة «أدكو» في أبوظبي علاوة على مشاركات في بطولات أخرى داخل الإمارات، ولكن لم يطل عمر الفريق أكثر من 3 سنوات فقد تفكك لانشغال لاعباته بظروف العمل وأعباء الحياة». تحولات مهمة عندما يحب الإنسان عمله يتفانى في أدائه لأقصى الحدود ويفجر طاقات هائلة لم يكن ليتوقعها وهذا ما حصل مع فاروسي المعلمة ثم المدربة فلاعبة كرة الطائرة، حيث عملت بعد الانتهاء من التدريس في المدرسة وضمن فترة ما بعد الظهر على تدريب طالبات «جامعة تقنية الشارقة» على لعب كرة الطائرة وكرة السلة وكرة الطاولة، ولأول مرة في تاريخ الجامعة شكلت فاروسي للطالبات فريق (كرة القدم) ولأن ذلك لم يكن بالأمر السهل على مجتمع محافظ كمجتمع الإمارات فقد واجهت الفاروسي بعض الصعوبات التي تشير إليها بقولها: «لم يكن الإقبال كبيرا على تعلم تلك الألعاب من قبل الطالبات في الجامعة لترددهن وتخوفهن من أهاليهن الذين يعتبرون ذلك عيبا ولا يتماشى مع العادات والتقاليد التي نشأن عليها، لكنني عملت جاهدة على إقناع الطالبات وأسرهن فتمت الاستجابة والتعاون الكبير، وبدأت تحولات رهيبة وإقبال لم يكن متوقعا حتى على صعيد مشاهدة المباريات سواء على شاشة التلفاز أو في الملعب نفسه، وصار هناك إقبال كبير من الفتيات، وهذا ما نلحظه في الملاعب التي باتت تعج بهن». خطوة جريئة إضافة إلى عمل فاروسي في المدرسة والجامعة، ونتيجة لتفوقها الرياضي وحضورها المتألق في الملاعب تولت عملية التحكيم في مباريات كرة الطائرة للرجال والنساء على حد سواء، وهي خطوة جريئة ونادرة في الدولة بل عالمنا العربي، تقول في ذلك: «كنت من أوائل النساء المحكمات في «اتحاد الإمارات لكرة الطائرة» ضمن الفترة 1999-2000 حيث خضعت بالإضافة لعشر محكمات أخريات من جنسيات مختلفة لدراسات الحكام النظرية والعملية لكرة الطائرة أهلتنا لخوض اختبارات حصلنا بعد اجتيازها على شهادة حكم في «اتحاد الإمارات» من الدرجة الثالثة، تدرجت فيها حتى وصلت للدرجة الأولى ولا أزل أمارس التحكيم في كرة الطائرة منذ عام 2000 ولغاية الآن». ومن وجهة نظر فاروسي فإن نجاح الحكم يتطلب منه أن يكون لاعبا سابقاً لنفس اللعبة حتى يستوعب أصول وقواعد اللعبة جيدا، كما لابد من أن يكون صبورا نزيها لا يتحيز لأحد على حساب الآخر، فمن المهم أن يخرج الحكم من المباراة بنجاح ودون اعتراضات، ويستوعب كل من هو موجود في الملعب». تحكيم المباريات تشير فاروسي إلى أن التحكيم في المباراة يختلف حسب الفئة العمرية التي ينتمي إليها اللاعب، تقول في ذلك: «لكل مرحلة عمرية خصوصية تحتم علي كحكم مباراة أن أراعيها، فخلال التحكيم للصغار أتجاوز عن بعض أخطائهم لتشجيعهم على اللعب ولكنني لا أتجاوز عن نفس الأخطاء عندما يرتكبها الكبار، كما يمكنني القول بأن التحكيم للنساء يحتاج لصبر وتحمل أكثر مما يحتاجه التحكيم للرجال لأن النساء يناقشن ويسألن كثيرا عن سبب الأخطاء التي يمارسنها في اللعب، بينما يتقبل الرجال الأحكام بدون اعتراض أو نقاش! على الرغم من أننا كنساء محكمات كن نواجه رفضا غير مباشر من اللاعبين الرجال لطبيعة المجتمع والعادات والتقاليد التي تحكمه، ولكن تغير الوضع الآن وصار اللاعبون الرجال يتقبلوننا بكل احترام ورحابة صدر». وتثني فاروسي على «اتحاد الإمارات لكرة الطائرة» لأنه يتواصل بشكل دائم مع الاتحادات الدولية للاطلاع على كل ماهو جديد ويطلع عليه الحكام وغيرهم ليطبقوه على اللاعبين.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©