الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تصاميم رانيا البستكي تتأرجح بين الحداثة والتراث

تصاميم رانيا البستكي تتأرجح بين الحداثة والتراث
27 سبتمبر 2009 00:18
اتخذت المصممة الإماراتية رانيا البستكي من التراث عنوانا لها في تصميم الأزياء، موظفة شغفها وعشقها اللامحدود لفن الرسم والتطريز في صقل موهبتها الفتية في عالم الموضة، بعد أن أدخلت عنصر التجديد إلى الأسلوب والذوق الشرقي في التصميم، لتخرجه من إطاره التقليدي الضيق وتطلقه في سماء الحداثة والعصرية. التراث المتجدد اتجهت للطراز الشرقي في البدايات حيث تخصصت بتصميم العباءة أو الجلابية التقليدية التي تميّز مجتمعاتنا العربية والخليجية، والذي جاء لينسجم مع محيطها العام وما ورثته من خزين جميل من التراث الإماراتي القديم و أصالة الفن الشرقي والعربي، حيث عادةً ما تدلل المرأة وتلف ككنز ثمين وقيّم، وبإطار من الحشمة والوقار نظرا لمكانتها وقيمتها في المجتمع العربي والإسلامي، ولكن هذا الأمر لم يمنع رانيا من اقتحام عالم «الهوت كوتور» وأزياء السهرة والزفاف حيث أطلقت مؤخراً تشكيلتها الجديدة، التي تميزت بالأناقة والجمال، والتي لم تخرجها تماما عن أسلوبها المعهود وذوقها المتفرد، وتعبّر رانيا عن هذا الأمر، فتقول: «أنا ابنة بيئتي ومجتمعي، ولطالما رصدت عيني الألوان الحميمية الدافئة والتطريزات والزخارف الجميلة التي تميّز ملابس الإماراتيات، وهن يرفلن بأزيائهن التقليدية الملونة بألوان الفرح والحياة، وكوني محاطة بكل هذا المخزون الثقافي والتراثي الذي طبع في ذاكرتي منذ الطفولة فكوّن لدي صورا ورؤى للزيّ الخليجي ولكن ضمن مفهومي الخاص». وتضيف:»على الرغم من تخصصي في الزي الإماراتي التقليدي وعشقي للتراث، إلا أني أردت أن أتحدى نفسي وأصمم مجموعة جديدة لأزياء المساء والسهرة مع فساتين الأعراس، فأرضي بذلك طموحي وأثبت لنفسي أولاً قبل الآخرين أني مصممة متمكنة في كل المجالات». الهواية والاحتراف تسترجع رانيا بذاكرتها بدايات من بزوغ الهواية و الموهبة خلال سنوات طفولتها، قائلة: « لطالما أحببت الرسم و التطريز والحياكة اليدوية، وقد كانت لي محاولات عدة في تصميم و صناعة الحقائب اليدوية المطرزة مع الإكسسوارات والمستلزمات النسائية الأخرى، كما أستمتع بتجميع الخامات المختلفة من الأقمشة والجلود والمطرزات لأنسقها ضمن إطار ورؤية فنية مميزة. وأضيف عليها هنا وهناك لمساتي وذوقي لأجعلها أكثر فرادة وخصوصية، ولعل هذا الأسلوب هو الذي شكّل لي هويتي الفنية وبصمتي التي تميّزني في مجال الأزياء، وأنا مقتنعة بما حققته من إنجازات مكنتني من إثبات ذاتي خلال عروض الأزياء التي أقمتها في كل من روما وباريس ومصر، كما تشرفت بتكريم من الشيخة سبيكه زوجة ملك البحرين وتكريم آخر من مهرجان مصر السينمائي الدولي، ولكني ما زلت أطمح للمزيد وسأعمل على مواصلة تطوير عملي لأستمر في النجاح». لعبة الحرير مثل كل المصمّمات الخليجيات اللاتي شغفن بسحر الشرق وغموضه، واعتمدن على التراث الشرقي وقصص الجواري والقصور والنساء الملتفات بنعومة الحرير وترف الزخارف والألوان، فقد فضلت رانيا أن تجعل من قماش الحرير والتفتا والدانتيل محورا لتصميماتها، موّلفة بين عدة أقمشة وخامات وبألوان مبهجة ومفرحة للعين والقلب، وتعبر عن هذا الأمر فتقول: «أحب اللعب بالأقمشة الغنية المترفة ذات الملمس الناعم اللدن، فهي تمنحني حرية الانطلاق بخيالي، وتوفر لي الانسيابية اللازمة التي تمكنني من التحكم بالتصميم، كما أن إضافة الحياكة اليدوية والشك والتطريز على القماش يضيف عليه قيمة خاصة وتفرد جميل». وربما يعود الفضل في تكوين رانيا الفني ورصيد أفكارها الخصبة إلى جذورها الثقافية وانتمائها لسحر الشرق وتراثه، الذي شكل لديها على مدى سنوات مصدرا للإلهام، ولكنها لم تؤطر ذاتها ضمن هذه الحدود فقط، بل نهلت من اتجاهات الموضة العالمية وعاصرت كل مستجداتها، عن ذلك تقول : «أنا شغوفة بمتابعة كل مستجدات الموضة العالمية، لأني أدرك أهمية الحركة الفنية ومتغيراتها التي تشكل الذوق العام في اتجاهات الموضة لكل موسم، ولا أنكر تأثري بمفردات جمالية معينة تطرحها الخطوط العالمية للمصممين الكبار، ولكن تأثري هذا لا يدفعني خارج هويتي الخليجية في عملي، فتراثنا العربي غني وغزير، بالزخارف الإسلامية والفنون الشرقية و الخط العربي بإنحناءاته المثيرة، وغيره الكثير من الفلكلور والمشغولات الفضية، التي تشكل لي مخزون ثقافي كبير وكنز من الخيال أنهل منه مستشرقة صورا وأفكار تطبع تصميماتي بطابع خاص». مناخ مهيأ للإبداع في معرض تعليقها على الظاهرة الجديدة في اتجاه العديد من المواطنات إلى تصميم الأزياء والعباءات، وفتح مشاريع صغيرة بهذا المجال، تقول رانيا البستكي:» إن التطور الثقافي والفني التي شهدته الإمارات خلال السنوات القليلة الماضية مع الانفتاح الاجتماعي والاقتصادي على العالم، هيأ للمرأة المناخ المناسب للدخول لسوق العمل بثقة، كما ساعدت هذه الأجواء على ظهور مجموعة كبيرة من الشباب والشابات في كل مجالات الفنون، وهي ظاهرة صحية تؤسس لظهور جيل جديد من المبدعين والموهوبين الذين سيساهمون في نهضة المجتمع ورفعته، ولكن للأسف فإن من سلبيات هذه الظاهرة إفرازها لبعض المدعّين والمقلدين الذين لا يملكون أي موهبة أو إمكانيات أو حتى أبسط الأبجديات التي تؤهلهم لدخول مجال الموضة والتصميم، وهم متواجدون كفقاعات فارغة على المهنة، ولكن أومن بذكاء المجتمع الذي يميّز في النهاية بين الموهبة والادعاء».
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©