النفط يرتفع مدعوماً بتحسن الطلب الأميركي

تجاوزت أسعار النفط مستوى 73 دولاراً للبرميل أمس مدعومة بمكاسب الأسهم الآسيوية والأوروبية وزيادة الطلب على الوقود في أميركا، وتعد الولايات المتحدة أكبر بلد مستهلك للطاقة في العالم. وبحلول الساعة 11.02 بتوقيت جرينتش ارتفعت عقود الخام الأميركي تسليم يوليو المقبل 1.83 دولار إلى 73.34 دولار للبرميل، وارتفع مزيج برنت في لندن 1.37 دولار ليصل إلى 73.11 دولار. وقفز الخام الأميركي أربعة بالمئة أمس الأول مسجلاً أكبر زيادة بالنسبة المئوية في يوم واحد في أكثر من ثلاثة أشهر بعدما أظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة بالولايات المتحدة ارتفاع الطلب الأميركي على منتجات النفط المكررة مثل البنزين ووقود الديزل. توقعات الطلب إلى ذلك قال رئيس وكالة الطاقة الدولية لقمة رويترز العالمية للطاقة امس إن نمو الطلب العالمي على النفط قد لا يكون بنفس القوة المتوقعة له هذا العام، وقال نوبو تاناكا المدير التنفيذي للوكالة التي تقدم المشورة بشأن سياسة الطاقة إلى 28 بلداً صناعياً “مما نراه من زاوية الطلب على النفط قد توجد مخاطر نزولية في أفق النمو الاقتصادي.. لذا نأخذ في الحسبان حالياً التصور المحتمل لأدنى نمو اقتصادي كخطر نزولي قائم؛ بدأ الأمر في تقريرنا الشهري لسوق النفط في فبراير وما زلنا نعتمد هذا الخطر النزولي المحتمل”. وخفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب على النفط هذا العام في أحدث تقاريرها الشهرية لسوق النفط والذي صدر في مايو الجاري، ويصدر التقرير التالي في العاشر من يونيو المقبل. وخالف وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل رأي تاناكا وقال إن هناك بوادر على انتعاش أسعار النفط العالمية نتيجة تحسن الاقتصاد العالمي، وأبلغ خليل الصحفيين في البرلمان أن الأسعار سترتد بمجرد أن يبدأ الوضع الاقتصادي في التحسن وإن هناك بوادر تشير لذلك في الوقت الراهن. «أوبك» تراقب وكان شكري غانم رئيس المؤسسة الوطنية للنفط الليبية قد قال أمس الأول خلال قمة رويترز العالمية للطاقة إن أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» يجرون محادثات غير رسمية بشأن انخفاض أسعار النفط هذا الشهر ويحثون بعضهم بعضاً على الالتزام بدرجة أكبر بمستويات الإنتاج المستهدفة. وقال غانم وهو أكبر مسؤول نفطي في ليبيا “يساورنا القلق ونتابع الأوضاع ويطلب كل منا من الآخر الالتزام بسقف الإنتاج. هذا ما نفعله في الوقت الحالي”، وأضاف أن أوبك لا تعتزم عقد اجتماع طارئ لكنها ستواصل متابعة السوق لترى إن كانت الأسعار تتخذ اتجاهاً نزولياً محدداً. وقد هبطت أسعار النفط من ذروتها في 19 شهراً عند 87.15 دولار للبرميل التي بلغتها أوائل مايو الجاري، وذلك بفعل المخاوف ان تفسد أزمة ديون أوروبا الانتعاش الاقتصادي العالمي. ومن المقرر عقد الاجتماع العادي القادم لاوبك في اكتوبر المقبل، وقال غانم انه لا يوجد سعر معين يجعل أوبك تعقد اجتماعاً طارئاً، لكنه عبر عن شكه في ان ينتعش النفط سريعاً مشيراً الى العوامل المتصلة بالعملات وارتفاع مستويات مخزونات النفط، وقال “هناك عوامل كثيرة تؤثر على السعر.. وبسبب قوة الدولار وبسبب المخزونات فإني لا أتوقع أن ينتعش سريعاً الى 87 دولاراً أو 89 دولاراً أو 90 دولاراً”. وعادة ما تشكك أسواق النفط في قدرة أعضاء أوبك على الالتزام بحصص الإنتاج خاصة وأن مستوى الالتزام بالتخفيضات المتفق عليها يبلغ حالياً 51 بالمئة فقط. وخفض محللون توقعاتهم لأسعار النفط استجابة للقلق الشديد في الأسواق المالية العالمية لكن لاعبين في القطاع - وهم ينظرون عادة للمدى البعيد - توقعوا ارتفاع الأسعار لا انخفاضها. وفي المدى القريب قد تتخذ منظمة أوبك إجراءً من شأنه أن يعزز السوق إذا لم يواصل سعر النفط صعوده من مستوى متدن سجله هذا الشهر دون 65 دولاراً للبرميل. وقال جان جاك موسكوني رئيس الاستراتيجية في شركة النفط العملاقة توتال “إذا تراجع دون 70 دولاراً فستطلب أوبك من أعضائها الالتزام بحصص الإنتاج.. عندما كان السعر منخفضاً بحق أصابهم الانزعاج وأبدوا التزماً كبيراً بالحصص. هذه طبيعة البشر.. عندما يرون الأسعار ترتفع يقولون لأنفسهم “ليس علينا الالتزام بحصص الانتاج”. وتوقعت شركة تكنيب الفرنسية للمقاولات ارتفاع سعر النفط، وقال تيري بيلنكو الرئيس التنفيذي للشركة - التي تملك اطلاعاً كبيراً على توجهات الاستثمار في القطاع النفطي - “لست خبيراً اقتصادياً لكن يمكنني أن أقول إن الأمر المؤكد تماماً هو أننا يوماً ما سندفع ثمن جميع التعطيلات التي حدثت وجميع التعطيلات التي يمكن أن تحدث في خليج المكسيك.. لا أدري إن كان ذلك سيحدث خلال 18 شهراً أو عامين لكن في مرحلة ما سيصرخ الجميع طلباً للموارد”. ومن المتوقع أن يتسبب التسرب النفطي في خليج المكسيك في المياه الأميركيـة بتشديد قـواعد التنقيب عن النفط في البحر.