«بلو» نظام تشغيل جديد يركز على تطوير تقنيات اللمس

من المؤكد أن الآلاف من مستخدمي نظام التشغيل الغني عن التعريف «ويندوز»، الذي تنتجه الشركة الأميركية «مايكروسوفت»، مازال يفضل النسخ السابقة من هذا النظام على آخر وأحدث نسخة منه، والتي أطلقتها الشركة العام الماضي «ويندوز 8». وبغض النظر عن سبب إحجام مثل هؤلاء المستخدمين عن النسخة الأخيرة، إلا أنه من المؤكد أن أغلبهم لم يسمع حتى هذه اللحظة عن استعداد شركة مايكروسوفت لطرح نسخة جديدة من نظام تشغيلها ويندوز، تحمل الاسم غير الرسمي «بلو»، والتي قد تعتبر النسخة التاسعة من نظام تشغيل الشركة الجديد والتي ووفق العديد من المصادر تركز على تطوير تقنيات اللمس. رغم عدم مضي أكثر من سنة على طرح شركة مايكروسوفت للنسخة الثامنة من نظام تشغيلها الشهير ويندوز، ورغم الميزات الكثيرة التي رافقت هذه النسخة، ورغم محاولة الشركة الأميركية تخصيص ويندوز 8 ليتوافق مع الكمبيوترات اللوحية والهواتف الذكية، بما خصته بميزة واجهة «ميترو»، ومتجرها الإلكتروني، لتجاري الطفرات المتتالية لأنظمة التشغيل المنافسة مثل أي أو أس من أبل وأندرويد من جوجل. إلا أن ويندوز 8 لم يحظ باهتمام الشريحة الأكبر من المستخدمين، ولم يقنعهم بالترقية إليه في كمبيوتراتهم الشخصية، ولم يرق في الوقت ذاته لمنافسة أنظمة تشغيل الهواتف والكمبيوترات اللوحية الذكية الأخرى، فهل سيتمكن ويندوز 9 أو «بلو» الجديد من مايكروسوفت، كما تشير الإشاعات، وبعض المصادر من تغير هذه الفكرة السلبية، ويلفت انتباه المستخدمين إليه، ويقنعهم بأنه يرقى لمنافسة أنظمة التشغيل الأخرى؟ ترقية جوهرية مؤخراً المدونة الرسمية لشركة مايكروسوفت، أكدت الشركة الأميركية، وبشكل رسمي بأنها تعمل حالياً على مشروع يطلق عليه اسم «بلو»، دون ذكر ما هو المشروع ماهيته. إلا أن مصادر أكدت أن مايكروسوفت تنوي طرح نسخة جديدة من نظام تشغيلها قد تحمل الاسم التجاري ويندوز 9، أما بعض الإشاعات والمصادر الأخرى، فقد ذكرت بأن الشركة الأميركية تستعد لطرح تحديث وترقية جوهرية لنسختها الحالية 8، ستحمل الاسم بلو. وتعتمد شركة مايكروسوفت حالياً على سياسية استمر لأكثر من 15 عاماً، حيث تطرح الشركة نسخة جديدة وكاملة مختلفة جذرياً من نظام تشغيلها، كل ثلاث سنوات تقريباً، وهي السياسية التي سارت عليها الشركة منذ إطلاقها لنسخة نظام تشغيلها ويندوز 95 في العام 1995، وحتى طرحها لإحدى أفضل نسخها في العام 2009 ويندوز 7. ويبدو أن الشركة الأميركية تنوي تغيير هذه السياسة بأخرى أكثر تطوراً وأسرع تغيراً، حيث من المتوقع أن توقع شركة مايكروسوفت بإتباع نفس الطريقة التي تسير عليها شركتي آبل وجوجل في تحديث أنظمة تشغيلها، حيث لا يمر عام على طرح إحدى هذه الشركات لنسخة جديدة لنظام تشغيلها، إلا أن تتبعها بأخرى أجدد قبل نهاية العام أو خلاله. حيث تحدثت العديد من الإشاعات عن عزم شركة مايكروسوفت عن طرح نسخة جديدة أو تحديث جذري جديد لنظام تشغيلها، خلال كل عام. ويتوقع أن تطرح مايكروسوفت نسختها الجديدة من نضام التشغيل ويندوز، أو تحديثها الجذري والشامل لنسخة نظام التشغيل الحالية ويندوز 8، خلال الصيف القادم، وذلك رغبة من الشركة الأميركية في رد قوي على منتقدي نظام تشغيلها والمتهمين له بالبطء وقلة الأداء، مقارنة بغيره من أنظمة التشغيل الأخرى، خصوصاً المصممة للهواتف والكمبيوترات اللوحية الذكية. ورغبة من الشركة في إثبات أن نظام تشغيلها ويندوز سيكون أفضل أنظمة تشغيل الكمبيوترات الشخصية والأجهزة الذكية. حيث تحدثت العديد من المصادر أن النسخة «بلو» الجديدة من ويندوز ستأتي بشكل مختلف تماماً عن كافة نسخة نظام التشغيل ويندوز الحالية والسابقة، بما فيها النسخة «RT» المخصصة للكمبيوترات اللوحية «سيرفس» لمايكروسوفت، وحتى نسخ نظام التشغيل المخصص «للخوادم». وستجمع ميزات ومواصفات هذه النسخ السابقة، وعلى اختلاف استخداماتها، سواء الشخصية أو الاحترافية، لتأتي بنسخة جديدة تماماً تماشي التطور التقني والتكنولوجي السريع. ما الجديد؟ رغم تكتم الشركة الأميركية الكبير على نسخة نظام تشغيلها الجديدة، التي قد تحمل الاسم «بلو» أو النسخة التاسعة، إلى أن بعض الصور ولقطات الفيديو قد تم تسريبها على الإنترنت، تشير إلى بعض المواصفات والميزات التي ستأتي عليها النسخة القادمة من نظام التشغيل ويندوز 9، أو التحديث الجديد لنسخة ويندوز 8. والذي يبدو أن الشركة ركزت، وكما يلاحظ من خلاله على زيادة فاعلية «اللمس» في هذا النظام، حيث سيتمكن المستخدم من خلال اللمس على جهازه ومن دون استخدام الفأرة ولوحة المفاتيح التقليديتين والأساسيتين في نظام التشغيل ويندوز، من عمل وتنفيذ الكثير من الأوامر والوظائف بضغطة زر واحدة، وسواء كان المستخدم هو مستخدم لكمبيوتر لوحي، أو هاتف ذكي، أو حتى كمبيوتر شخصي مكتبي أو محمول. وستعتمد الشركة في نسخة نظام تشغيلها الجديدة، على زيادة اللقطات السريعة والخاصة في نظام التشغيل، حيث لا تتمكن معظم أنظمة التشغيل الحالية من عرض برنامجين في الوقت نفسه، ورغم تمكن ويندوز 8 بعرض جزء بسيط من برنامج آخر خلال عمل البرنامج الرئيس، إلا أن النسخة القادمة من ويندوز ستكون قادرة على عرض لغاية 4 برامج مختلفة تظهر أمام شاشة المستخدم بشكل طولي، وسيكون قادرا على التنقل فيما بينها بلمسة على البرنامج الذي يريده. كما أظهر الفيديو المسرب العديد من التحسينات والتغيرات الجوهرية التي قامت بها الشركة في النسخة الجديدة لنظام التشغيل، حيث ظهرت مربعات البرامج الخاصة بواجهة متر في ويندوز 8 بشكل أصغر، بالإضافة إلى إعطاء المستخدم القدرة الكاملة على إعادة تخصيص كل ما يريده في هذا الواجهة من ألوان وخلفيات وأشكال. بالإضافة إلى ذلك، شرح الفيديو النسخة الجديدة من متصفح مايكروسوفت الشهير «إكسبلورر» والذي سيأتي في نسخة الويندوز الجديدة تحت الرقم 11، والذي سيأتي بتحسينات وتغيرات جذرية أيضاً، قد ترتكز على عنصر اللمس بشكل أكبر من النسخ السابقة، وهو أمر أكدته الكثير من المصادر أن الشركة الأميركية إذ قامت بإعادة تصميم تقنية اللمس في نظامها الجديد، ليبدو أكثر سلاسة وسهولة في الاستخدام. تساؤلات مشروعة أغلب المصادر أكدت أن الصيف القادم سيكون موعد طرح النسخة التاسعة أو «بلو» من نظام التشغيل ويندوز، أو التحديث الجذري الجديد للنسخة الحالية ويندوز 8. وبغض النظر عن اسم التحديث وشكله والإمكانيات والقدرات الجديدة التي سيقدمها للمستخدمين، تبقى الأسئلة المحيرة التي تصعب الإجابة عليها بشكل مباشر. فهل ستتمكن النسخة القادمة من ويندوز، من إقناع المستخدمين بأن الهواتف والكمبيوترات اللوحية الذكية التي تعمل بها، أفضل من الهواتف والكمبيوترات اللوحية الذكية التي تعمل بأنظمة التشغيل أندرويد و أي أو أس؟ وهل ستقنع النسخة الجديدة من ويندوز المستخدمين لنسخها السابقة في الكمبيوترات الشخصية المكتبية والمحمولة من الترقية والتحديث إليها؟ وهل سيأتي اليوم الذي يبدأ المستخدمون لهواتف آبل وسامسونج وبلاكبيري بالانتقال والتحول من هذه الهواتف الذكية إلى هاتف لوميا 920 وغيره من الهواتف التي ستعمل بنظام التشغيل الجديد ويندوز 9 أو بلو؟