الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«طوي عتيج» وجبة فنية متكاملة بمذاق الكوميديا الإماراتية

«طوي عتيج» وجبة فنية متكاملة بمذاق الكوميديا الإماراتية
29 مارس 2013 19:56
موجات من الضحك المتواصل شهدها مسرح أبوظبي بمنطقة كاسر الأمواج مساء أمس الأول خلال العرض المسرحي «طوي عتيج»، الذي شارك في تقديمه نخبة من نجوم الصف الأول في المسرح الإماراتي يتقدمهم فيصل عتيج بطل المسرحية الذي صال وجال على خشبة المسرح ليثبت مكانته كواحد من فناني المسرح، الذين أسهموا كثيراً في دفع الحركة المسرحية الإماراتية إلى الأمام، لتأخذ مكانة متقدمة بين الدول المهتمة بأبي الفنون في المنطقة العربية. (أبوظبي) - تشكيلات مسرحية منوعة شهدها العرض المدهش، في معية تداخلات حركية محسوبة بدقة وإتقان، ما عكس قدرة الجهد المبذول في التدريب على تقنيات الأداء المسرحي من قبل نجوم العرض. وتخلل المسرحية تفاعل جماهيري كبير بدا واضحاً من موجات الضحك والتصفيق الحار اهتزت له جدران المسرح مرات عديدة يوم أمس الأول إعجاباً من الجمهور بهذا الأداء المسرحي الراقي المليء بالحركة والإدهاش. المسرحية أقيمت ضمن الموسم الثقافي الجديد لمركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، في سياق تلبية توجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس المركز، بضرورة رعاية المواهب الإماراتية الشابة، والأخذ بيدها بما يعزز الهوية الوطنية ويخدم الثقافة بمفهومها الشامل، وذلك عبر تقديم الدعم لمجموعة النجوم الذين تقاسموا العمل في هذا العرض المسرحي الهادف، وهم الممثلون فيصل عتيج، وعبدالله بوهاجوس، وشهاب بن ضاعن، ومحمد سرور، وسلطان العوضي، وأمل حمدان، وعويش السويدي، وراشد الفزاري، إلى جانب المؤلف والفنان شهاب بن ضاعن، والمخرج جاسم إسماعيل، وينتمون جميعاً إلى مجموعة «كلنا خليفة»، التي تأسست بهدف الأخذ بيد أبناء الإمارات الموهوبين لتصبح ملاذاً للمواهب الشبابية الطموحة الباحثة عن الضوء، في مجالات التمثيل أو الغناء أو الشعر أو التصوير أو الإخراج وغيرها من أشكال المواهب المرتبط بعالم الفن. إطار فكاهي ودارت أحداث المسرحية التي استمرت نحو ساعة ونصف الساعة، في إطار فكاهي حول بعض القضايا والظواهر المجتمعية التي يعيشها المجتمع الإماراتي في العصر الحديث، وبدء تفشي بعض السلوكيات المادية وطغيانها على البعض ما قد يلقي ظلالاً سلبية على العلاقة بين أفراد الأسرة الواحدة ويزرع فيها بذور الشقاق والتفكك، وهو ما يحذرنا منه الكاتب عبر تتبع أحداث المسرحية التي تنتهي بالندم والحسرة اللتين أصابا عتيج، الذي أدى شخصيته الفنان الإماراتي فيصل عتيج، نتيجة تكالبه على جمع المال دونما اعتبار لأي عوارض أخرى، فيضيع المال في النهاية ولا تبقى له سوى الخيبة والندم. وسبق العرض المسرحي فقرة استغرقت نحو 20 دقيقة من الضحك المتواصل مع فنان من نوع خاص، وهو الفنان الإماراتي محمد الكندي المعروف بـ «كابو»، الذي قدم لحضور مسرح أبوظبي ألوانا من كوميديا «الستاند أب»، وهي نوع من الكوميديا الارتجالية تعتمد على الأداء الفردي وموهبة الممثل وقدرتها على إحداث التفاعل مع الجمهور حول القضايا التي يطرحها ويقدمها لهم خلال وجوده على خشبة المسرح. كابو، يعتبر الفنان الإماراتي الأول الذي يحمل راية العمل في هذا اللون من فن الكوميديا، وأثبت نجاحاً لافتاً أكده الحضور الكبير في قاعة العرض والتجاوب الجميل مع ما قدمه لهم من أطروحات اجتماعية مستقاة من واقع المجتمع الإماراتي. وتميزت إطلالة كابو بحركة حافلة على خشبة المسرح، على خلفية الديكور الرائع الذي سبق إعداده ليكون منصة لأحداث أمسية فنية فريدة أبهرت الحضور من مختلف الشرائح العمرية والفئات الذين امتلأت بهم جنبات المسرح. «الاستاند كوميدي» وحول طبيعة فن «الاستاند كوميدي» قال كابو، إن «الاستاند كوميدي» يعتمد في الأصل على الجمهور، وتعني بالكوميديا الارتجالية المقامة بناء على تجاوب الجمهور، ومن خلاله يتم طرح قضايا هادفة في المجتمع بطريقة ساخرة، وهذا النوع من الفن جديد على المجتمع الإماراتي، على الرغم من إنه معروف في الخليج منذ عدة سنوات وتحديداً في المملكة العربية السعودية. وأوضح أنه أول فنان إماراتي ينتهج العمل في هذا اللون الكوميدي، وكان ذلك بدعم مباشر من مجموعة «كلنا خليفة» التي ترعى المواهب الإماراتية الشابة في كل المجالات الفنية، ولذلك دعا كابو كافة الشباب الإماراتيين ممن يتمتعون بمواهب مختلفة، أن يتقدموا للانضمام لهذه المجموعة الفتية، حتى يلقوا الدعم والرعاية والبيئة الملائمة لنجاح المواهب. وعن القضايا التي تناولها كابو في عرضه المتفرد على مسرح أبوظبي، ذكر أنه تحدث عن قضية اللغة الهجين التي صارت سائدة في المجتمع الإماراتي نتيجة التداخل بين العربية ولغات الشعوب الأخرى التي يعمل أبناؤها على أرض الإمارات. كما تناول تقليد قطاعات من شباب الإمارات لثقافات أخرى دونما تفكير ولا وعي، بحيث اقتصر التقليد على المظاهر والسلوكيات السيئة لدى الآخرين، ولم نتعلم منهم كثير من الإيجابيات مثل احترام الوقت وتقدير العمل، مهما كان نوعه، والإيمان بأن كل عمل مهما كان مسماه يصب في النهاية في مصلحة الوطن ويمثل لبنة في بنيانه الحضاري. أفكار بناءة من بين الجماهير الكثيرة التي حضرت العرض، قال عبدالعزيز سلطان، وهو من أبناء الإمارات المقيمين في الشهامة، إنه حضر إلى العرض خصيصاً للاستمتاع بمسرحية طوي عتيج، كونه قرأ عنها أكثر من مرة وعرف أنها تحتوي على أفكار بناءة وتضم مجموعة من الممثلين الأكفاء، ومنهم عبدالله بوهاجوس، وفيصل عتيج، لافتاً إلى أنهم يتمتعون بقدرات كوميدية كبيرة حققت لهم جماهيرية واسعة بين أبناء الإمارات. أما صديقه رائد المنصوي، الطالب بإحدى الجامعات في أبوظبي، فأشاد بفكرة مجموعة كلنا خليفة، وتوجيه الدعوة لأصحاب المواهب للانضمام لهم من خلال الفنان كابو، الذي وجه كلمة إلى الجمهور في نهاية فقرته، داعياً الموهوبين منهم أو أصدقائهم أو أقربائهم بالانضمام إلى المجموعة، علها تكون البداية الصحيحة له في دخول عالم الفن والنجاح. وأبدى سالم عبدالله، الموظف بإحدى الشركات الحكومية، إعجابه بعرض «الستاند أب» للفنان كانو، خاصة أنه اعتمد على موهبته في المقام الأول وهو ما يحسب للفنان الإماراتي الشاب، أما العرض المسرحي كان مثار إدهاش لما احتواه من نشاط حركي وحوارات ساخرة وموسيقات جميلة جعلت منه عرضاً متكاملاً يشجع الجميع على رؤيته والاستمتاع به باعتباره وجبة فنية متكاملة، وفق عبد الله. إضاءة تطرق الفنان محمد الكندي المعروف بـ «كابو»، خلال عرض «الستاند أب»، إلى عمل كثير من الفتيات الإماراتيات في مجال الأعمال الحرة، والقيام بمشروعات صغيرة يعتمدن فيها على أنفسهن، وهو ما يجعلنا نشد على أياديهن ونقدر لهن هذه المبادرات، والعمل على دعمها وتطويرها إلى الأفضل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©