الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متاحف بيزا الإيطالية تحتضن روائع التحف الإسلامية

متاحف بيزا الإيطالية تحتضن روائع التحف الإسلامية
29 مارس 2013 19:57
تحتوى متاحف مدينة بيزا الإيطالية قطعا وتحفا إسلامية عديدة تترجم ما توصلت إليه الحضارة الإسلامية من فنون وإبداعات في أوجها. ومن بين تلك التحف النادرة تماثيل وأوان خزفية ونقود إسلامية تتوزع على متاحف المدينة الأشهر في إقليم توسكانا، حتى أن متحف سان ماتيو يمتلك أكبر مجموعة من الخزف الإسلامي الموجودة بالمتاحف الأوروبية، وأغلبها يعود للقرنين السابع والثامن للهجرة، وهي فترة الازدهار التجاري والبحري لمدينة بيزا، والتي تعاصر عهد سلاطين المماليك في مصر والشام، وعهد ملوك الطوائف الثاني في الأندلس. (القاهرة) - تضم متاحف مدينة بيزا، الإيطالية الواقعة في إقليم توسكانا، والتي كانت واحدة من المدن التجارية ذات الصلة بالشرق الإسلامي عددا من التحف الإسلامية المميزة ومنها تمثال من البرونز يبدو أنه نحت في العصر الفاطمي، ومجموعة نادرة من مصنوعات الخزف الإسلامي، وتاج عامود من الرخام المحفور بالزخارف تبرز عظمة الحضارة الإسلامية التي ارتبطت بالمدينة الإيطالية من خلال العلاقات التجارية. «عقاب بيزا» أشهر تلك التحف تمثال من البرونز يعرف باسم “عقاب بيزا”، وهو قائم فوق أحد أروقة الكاميو سانتو أي المقبرة الخاصة بمدينة بيزا. والتمثال لا يتجاوز طوله 85 سم، بينما يصل ارتفاعه إلى 105سم، وهو من البرونز المنقوش، ويعود لعصر الدولة الفاطمية في مصر. وحسب الروايات الإيطالية فإن هذا التمثال جلب من مصر إلى إيطاليا على يد عموري ملك بيت المقدس بين عامي 559 - 569هـ، ويعتقد علماء الآثار أنه كان جزءا من فوارة ماء فاطمية. ولهذا التمثال هيئة لا تمت للطبيعة بصلة فله جسد أسد ورأس نسر أو عقاب، كما إن له جناحي طائر، ورغم ذلك فقد نجح الفنان الفاطمي في التعبير عما يتمتع به هذا الكائن من عوامل القوة والحيوية. ولجأ الفنان إلى زخرفة سطح التمثال بنقوش رائعة تعبر عن الطابع الزخرفي للفنون الإسلامية فعنق هذا العقاب وجناحاه مغطاة بريش على شكل قشر السمك، وجسمه مغطى بزخارف محفورة فيه تشمل حشدا من الرسوم النباتية والزخارف الهندسية، فضلا عن رسوم لحيوانات وطيور وبعض النصوص الكتابية. في ساقي العقاب مساحات محجوزة على هيئة كمثرية محفور عليها رسوم صقور وأسود محصورة داخل خطوط حلزونية، أما المناطق التي تزين ظهر هذا التمثال فإن زخارفها النباتية محصورة داخل أشرطة كتابية سجلت فيها بالخط الكوفي عبارات دعائية لصاحب تلك الطرفة الفنية البالغة الرشاقة والغرابة، ومع الأسف أنها لا تشير لمكان أو تاريخ صناعة هذا العقاب، ونستطيع أن نقرأ ضمن هذه العبارات عدة أدعية منها “بركة كاملة ونعمة شاملة”. وتجدر الإشارة إلى أن بعض علماء الآثار رأى في العقاب عملا فنيا ينتمي للأندلس، وخاصة في عهد ملوك الطوائف، ولكن الروايات حول مصدر التمثال وكذلك طراز الكتابة الكوفية يرجحان معا نسبته لمصر في العصر الفاطمي. متحف سان ماثيو من المتاحف الإيطالية التي تضم بعض روائع الفنون الإسلامية في منطقة حوض البحر المتوسط متحف سان ماثيو الوطني، وهو يشغل في حقيقة الأمر مبنى الدير الذي يعرف بهذا الاسم. وقد بدأت جهود تكوين المجموعات الفنية لهذا المتحف في القرن 18م عندما جمعت بعض اللوحات القديمة في كنيسة سان سباستيان في عام 1796م، ثم جمعت أعمال أخرى في أعقاب الغزو الفرنسي في عهد نابليون بونابرت، وبدأ توحيد إيطاليا ووضعت المجموعة بعناية أكاديمية الفنون الجميلة في عام 1893م في دير سان فرانسيسكو قبل أن تنتقل لمقر المتحف الحالي في أعقاب الحرب العالمية الثانية وبالتحديد في عام 1949م. ويعود بناء دير سان ماثيو إلى القرن الحادي عشر الميلادي، ولكن أغلب مبانيه الحالية شيدت في القرنين 18 و19 الميلاديين ومنها المدخل الحالي للمتحف والذي يطل على نهر أرنو. وإلى جانب الأعمال الفنية من التماثيل والمنحوتات الخشبية واللوحات الفنية التي تعبر عن التطور الفني لشبه الجزيرة الإيطالية منذ العصور الوسطى وصولا لعصر النهضة وانتهاء بالعصر الحديث فإن متحف سان ماثيو يمتلك أكبر مجموعة من الخزف الإسلامي موجودة بالمتاحف الأوروبية، وأغلبها يعود للقرنين السابع والثامن للهجرة”13-14م” وهي فترة الازدهار التجاري والبحري لمدينة بيزا والتي تعاصر عهد سلاطين المماليك في مصر والشام وعهد ملوك الطوائف الثاني في الأندلس. ويرجع السبب في وجود تلك المجموعات الكبيرة بالمتحف إلى استحواذ السلطات في بيزا على ما كان في الكنائس والأديرة من أواني الخزف وأطباقه، والتي كانت تستخدم لحفظ المقتنيات الكنسية باعتبار أنها قادمة من الشرق حيث القبر المقدس في القدس. كما يقتني المتحف أعدادا كبيرة من النقود الإسلامية ولاسيما المضروبة في مصر والشام والأندلس في العصور الوسطى. مقتنيات رائعة من المقتنيات الرائعة في هذا المتحف تاج عامود من الرخام المحفور بالزخارف وهو من القطع التي نقلت لبيزا من الأندلس وغالبا من مدينة قرطبة حاضرة الخلافة الأموية الغربية. وهذا التاج يشبه إلى حد بعيد تلك التيجان التي تحتفظ بها المتاحف الأسبانية، والتي تم العثور عليه سواء في مدينة قرطبة أو ضاحية الزهراء التي شرع الخليفة الحكم المستنصر بالله في تشييدها لتكون مقرا ملكيا له وللحاشية والدواوين، ولكن الفتن التي أعقبت وفاة الحكم أدت إلى تهدم الضاحية وخرابها، ويبدو أنها تعرضت لنشاط عارم من تجار العاديات خلال سنوات العصور الوسطى شمل نقل بقاياها وبيعها لهواة الفنون الجميلة. وتتميز الزخارف المحفورة في تاج العمود بغلبة العناصر النباتية عليها، وقد وضعت تلك الزخارف داخل أشرطة بها زخارف من دوائر صغيرة متماسة تشبه زخرفة حبيبات اللؤلؤ، التي ورثها الفن الإسلامي عن الفنون الساسانية القديمة في إيران. ومن تلك الفترة نفسها من حكم الأمويين بالأندلس يقتني متحف سان ماثيو طبقا من الخزف المرسوم تحت الطلاء، وقد أنتج في القرن الرابع الهجري، وغالبا ما تم إنتاجه في واحدة من المدن الساحلية للأندلس إذ نجد به رسما يجسد البيئة البحرية بوضوح. وقوام زخرفة هذا الطبق رسم باللون الأخضر لمركب شراعي كبير له ثلاثة أشرع، وهو يوضح قدرة الفنان على توضيح التفاصيل الملاحية لهذا المركب، ويعد هذا الرسم من أهم الرسوم التوثيقية التي توضح بالصورة طبيعة السفن التي كانت مستخدمة في الأغراض التجارية والحربية أيضا، وتجدر الإشارة إلى أن البحرية الأندلسية شهدت تطورا كبيرا في بناء طرز مختلفة من السفن عقب نجاح سفن الفايكنج في دخول مدينة بلنسية. بيزا..أشهر مدن إيطاليا بيزا من أشهر المدن الإيطالية الواقعة في إقليم توسكانا، وتضم بعض المعالم التاريخية التي تطل على ساحة المعجزات فيها مثل الكاتدرائية الرخامية التي استمر العمل في بنائها من عام 1064م إلى عام 1118م، وتمتاز بطرازها الروماني وأبوابها البرونزية الرائعة. وأهم معالم المدينة برج بيزا المائل، إحدى عجائب الدنيا السبع، وقد بدأ تشييده في عام 1175م ليكون برجا لأجراس كنيسة بيزا، ولكنه بدأ في الميل عن المحور العمودي ما أدى لإطالة فترة البناء لنحو 174 عاما، ويتألف البرج من ثمانية طوابق مشيدة بالرخام الأبيض، وكان مفتوحا للزيارة حتى عام 1991م ثم أغلق من وقتها خشية انهياره. وبيزا من المدن الإيطالية التي شهدت مولد عدد من المشاهير أبرزهم الفنان ليوناردو دافنشي، والعالم الفلكي جاليليو.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©