الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبر «رفع المقاومة» الذي عرضه نادي أبوظبي للأفلام الوثائقية

عبر «رفع المقاومة» الذي عرضه نادي أبوظبي للأفلام الوثائقية
29 مارس 2013 20:02
مشاهد من حقول الصويا في باراجواي وأحاديث متبادلة بين عدد من المزارعين تظهر على وجوههم ملامح الحزن، وفي أثناء حديثهم مع بعضهم بعضاً يشير أحدهم إلى تلك الحقول التي هي مصدر رزقهم الوحيد، ليبدأ فيلم «رفع المقاومة»، الذي عرضه أمس الأول نادي أبوظبي للأفلام الوثائقية وبتنظيم من مؤسسة أناسي للإنتاج الإعلامي بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وجامعة زايد، ليعيش رواد شاطئ البطين مع صراع صغار المزارعين على محصول فول الصويا في أميركا اللاتينية. (أبوظبي) - أظهر الفيلم حجم الصراع الذي عاشه المزارعون في أميركا اللاتينية ضد التوسع في إنتاج فول الصويا المعدل جينياً في أميركا الجنوبية، حيث اضطر هؤلاء المزارعين إلى النزوح عن أرضهم بعدما أجبرتهم بعض الشركات التي احتكرت محصول فول الصويا وأرغمتهم على بيع أراضيهم، لكنهم لم يستسلموا إلى هذا الأمر، وحاولوا بكل السبل أن تصل أصواتهم إلى كل مكان في العالم، بهذه اللقطات الحية المؤثرة تجمع عدد من رواد شاطئ البطين، الذين جاءوا مع أسرهم للاستجمام والاستمتاع بأجواء البحر، حيث تم عرض الفيلم في مكان مفتوح أمام الشاطئ مباشرة وبشاشة عرض ضخمة حدث حقيقي ومن بين الذين اتخذوا أماكنهم على المقاعد التي اصطفت أمام شاطئ العرض فهد صالح النقيب، مدرس، الذي استمتع بمشاهد العرض لمدة 85 دقيقة وأورد أنه انجذب إلى المساحات الخضراء التي ملأت شاشة العرض وظهور عدد من المزارعي، فشعر كأنه أمام حدث حقيقي وليس أمام ممثلين يؤدون أدوارهم على الرغم من أنه اكتشف في نهاية الفيلم أن هناك مشاهد حقيقية كثيرة ضمن أحداث القصة ولفت إلى أنه مهتم بالزراعة لأنها أساس حضارة الإنسان على الأرض. مشاهد الطبيعة أما خالد الخالدي، موظف، فقد أعجبته فكرة العرض في مكان مفتوح، وجلس هو الآخر يستمع إلى أحداث الفيلم ويعبر عن ذلك بقوله: استمتعتُ كثيراً بمشاهد الطبيعية الساحرة، وتعجبت كثيراً من شكل الأرض المزروعة في أمريكا اللاتينية فقد اشتملت على جمال قلما نراه في الأماكن الساحرة من العالم لكنني تفاعلت مع القصة، ولم أتوقع أن يكون هناك صراعاً دائراً بهذه الشكل في هذه المنطقة من العالم. شاشة كبيرة أما عبد العزيز الرجمي، مهندس، فإن الأفلام الواقعية تستهويه وهو من هواة مشاهد القصص الإنسانية، ويبين أنه كان يتجول على الشاطئ وعندما وجد بعض الأشخاص ينصبون شاشة عرض كبيرة ويثبتون بعض المقاعد الثقيلة لترتكز على الرمال اقترب منهم وسأل عن الحدث وعرف أن ما يحدث هو مقدمة لعرض فيلم وثائقي فقرر المشاركة. مشكلة كبيرة وبالقرب من شاشة العرض جلست فاطمة الحمادي ومعها ثلاثة أطفال على مقعد طويل في إنصات تام ومتابعة دقيقة لأحداث الفيلم وعلى الرغم من صغر سن أبنائها إلا أنهم استقروا في أماكنهم وتابعوا أحداث العرض بهدوء إلى نهايته وأوضحت أنها جاءت مع أبنائها في نزهة إلى شاطئ البطين ولم تكن تعلم عن العرض شيئاً، ورغم ذلك أخذت أطفالها وجلست لمشاهدته وتلفت إلى أنها فوجئت بالقصة وأعجبت بها للغاية على الرغم من أنها ليست من هواة مشاهدة الأفلام لكنها أحست في أثناء الاستعداد من قبل المنظمين للفيلم أنه سيكون هناك عرض مختلف ولم تخطئها حاستها على حد قولها في ما ظنت ، وتشير إلى أنها أحست من خلال المشاهد التي ظهرت فيها بعض العنف أنها مبالغ فيها على الرغم من إشادتها بالقصة والحبكة الدرامية وما أثار دهشتها أكثر أنها عرفت أن أحداث القصة حقيقية وأن هؤلاء المزارعين تعرضوا لمشكلة كبيرة حيث فقدوا موردهم الأصلي وحياتهم التي اعتادوا عليها دون أن يتفاعل أحد مع قضيتهم سوى وسائل الإعلام على مستوى العالم. قضايا مهمة وفور الانتهاء من العرض التف عدد من الحضور حول أستاذ مساعد السينما والأدب في جامعة زايد رئيس اللجنة الاستشارية لنادي أبوظبي للأفلام الوثائقية الدكتور نزار أنداري ، ومدير العمليات في مركز أبوظبي للمزارعين مارتن أجير ، في حلقة نقاشية قصيرة حيث ذكر الدكتور نزار أن شركة أناسي للإنتاج الإعلامي ركزت في الفترة الماضية على الأفلام الخاصة بالبيئة مثل «رفع المقاومة، مطاردة الجليد، غارقون في القمامة» وأفلام أخرى ستعرض في الفترة المقبلة ذات مضمون ورسالة ولها وتناقش قضايا مهمة. وحول فيلم «رفع المقاومة» أوضح أنه على الرغم من أن قصته لا ترتبط إطلاقاً بالمزارعين الإماراتيين إلا أن أحداثه تدور حول أهمية زراعة فول الصويا والأرباح العائدة من تصديره إلى مختلف دول العالم فضلاً عن أن المشاهد التي حدثت في الفيلم تجسد قصة إنسانية واقعية وأن المشكلة التي ستواجه العالم في الفترة المقبلة تتمثل في زيادة محاصيل زراعية على حساب أخرى بالإضافة إلى موضوع المياه الذي تناولته أبحاث عالمية ألمحت إلى أن الصراع في العالم في الفترة المقبلة سيكون على الماء. صورة أمينة ويقول مارتن أجيرا إنني منذ عشرين عاماً وأنا موجود في الشرق الأوسط حيث تنقلت بين مصر ولبنان إلى أن استقررت في الإمارات، ويرى أن فيلم رفع المقاومة» الذي اختير رسمياً في مهرجاني أمستردام وبرلين الدوليين للأفلام الوثائقية 2011 نقل صورة أمينة لمجموعة من صغار المزارعين الذين هبوا للدفاع عن حقول فول الصويا لمنع رش المبيدات الحشرية السامة حتى لا تهلك المحاصيل، وقد وفق مخرجا العمل بيتينا بورجفيلد وديفيد بيرنيت إلى حد بعيد حيث استطاعا إيصال أصوات هؤلاء المزارعين إلى كل مكان في العالم وذكر أجيرا أن الزراعة في الدولة قطعت خطوات واسعة وتطورت بشكل كبير في ظل الأساليب المتطورة لتحلية مياه البحر ويلفت إلى أن الفترة المقبلة ستصب في مصلحة المزارع الإماراتي وذلك لأن هناك خطوات سوف تتخذ من أجل أن تزداد أرباحه من الإنتاج الزراعي وأن الفيلم يعطي مثالاً صريحاً على حال بعض المحاصيل التي تشكل مركزاً للصراع في بعض الدول وبالتالي تناقش قضايا مهمة بالنسبة للمزارعين. إضاءة يكشف فيلم «رفع المقاومة» ومدته 85 دقيقة عن صراع المزارعين في أميركا اللاتينية ضد التوسع في إنتاج فول الصويا المعدل جينيًا في أميركا الجنوبية وتعد الأرض في باراجواي صالحة لزراعة فول الصويا. ويجسد الفيلم لقطات معبرة وأحاديث متداخلة مع مشاهد من حقول فول الصويا في باراجواي إذ غيرت الوسائل التقنية الحيوية والميكنة الزراعية ومبيدات الحشائش حياة صغار المزارعين في أمريكا اللاتينية الأمر الذي يعني للمزارعين في باراجواي النزوح من أراضيهم وفقْد موارد الأطعمة الرئيسة وخوض صراع حقيقي من أجل البقاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©