الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الآير براش» إعجاز النقش على «الكريستال»

«الآير براش» إعجاز النقش على «الكريستال»
27 سبتمبر 2009 01:13
الإحساس بالجمال يتعاظم كلما أدركنا معاني مفرداته، وعندما يسود الذوق الرفيع ليصبح لغة التعبير عن الأشياء. عبقرية الإبداع غالباً ما تحتاج منا إلى المزيد من الفهم والإدراك، ففي أحيان كثيرة لا يقصد الفنان أو المبدع سوى النجاح في التعبير عن ذاته ورؤيته ونقلها إلى العالم من حوله، ومخاطبة المتلقي الذي يحظى بمتعة وجمال مايرى. ... توقفت كثيراًٍ خلال قراءتي العميقة لما يمكن تسميته «الإعجازات الإبداعية» لتقنية «الآير براش» بكل ألوانها، وجمالها. وروعتها، وأناقتها، وغزارتها الفنية في المعرض العالمي - الذي يقام للمرة الأولى بهذه التقنية-: «الرسم والنحت اليدوي على الكريستال والزجاج»، الذي نظمته «كريستال آرك»، وافتتحه في فرع جامعة زايد في أبوظبي معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي، وبحضور معالي الدكتور حنيف حسن وزير الصحة، والشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان، والدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد، وفيصل صديق المطوع، الرئيس التنفيذي لشركة «كريستال آرك» في الإمارات. وحظيَ المعرض بإقبال منقطع النظير سواء على مستوى الجماهير أو النخبة المهتمة بالحركة الفنية والتشكيلية، وبهذه الصناعة الفنية والسياحية الرائدة. ... لم يكن بالإمكان تصور أو تخيل ما رأيت. من المؤكد أن المشاهد سيتوقف معي طويلاً أمام التنوع والتعدد، ودقة وحرفية النقش والنحت على لوحات «الكريستال» السميكة التي تتيح متعة المشاهدة من خلال «ثلاثية الأبعاد»، والاهتمام الفني المتناهي في رصد وتصوير واستنساخ التفاصيل الدقيقة للغاية للأشخاص، والموضوعات، والأشكال الجمالية المعروضة، من خلال تقنية إضاءة عالية الجودة، تتيح للمشاهد الرؤية المزدوجة والخلفية بالقدر نفسه، ومضاهاة كل عمل بصورته «الفوتوغرافية» الأصلية، وكأن كل عمل من «الآير براش» يتحدى نظيره الأصلي جمالاً وإبداعاً، وفي أطر وقواعد صنعت من «الكريستال» أيضاً، وبمواصفات واختيارات تنسجم والذوق نفسه... ... نشاهد أعمالاً لصور مختلفة للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، ولصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ولصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وللفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولعدد من كبار الشخصيات. ... صور، ومشاهد بديعة آسرة، ومجسمات «كريستالية» متباينة الأحجام والألوان تحاكي عالَم الطبيعة الأخّاذ، وما به من أزهار وطّيور وسفوح جبال ورمال صحراء وجداول، أنهار وشلّالات مياه، وفي شكل وتقاسيم وملامح الإنسان، وصهوات الجياد، وعيون الظباء، وابتسامات الأطفال، وألوان الأسماك وأمواج البحار، وعذوق النّخيل وجمال الصقور. ... إنها الطّبيعة التي تفيض بأسرارها فتثير الإعجاب، وتتفاعل مع الروح، فتتحوّل نحتاً، ونقشاً، وأنشودة بكل الألوان. ... مبادرة إماراتية خلاقة تقفز بهذا الفن الرفيع إلى مصاف العالمية، ودعوة لتتبوأ الإمارات من خلالها ريادة هذه الصناعة الفنية والسياحية والاستثمارية، ويتطلع رئيسها التنفيذي فيصل صديق المطوع إلى ذلك، ويقول: «هناك كثير من الحرف أو الصناعات أو الإبداعات البشرية ارتبطت باسم شعوب أو بلدان أو مدن معينة على مستوى العالم، كصناعة العطور الفرنسية، أو السجاد الإيراني، أو الأثاث الدمياطي المصري، أو حتى الزهور الهولندية. لماذا لا نتطلع إلى ربط هذا الفن بالنحت والنقش على «الكريستال» باسم الإمارات، لاسيما أن مثل هذا المعرض الذي يضم عشرات الأعمال، وبهذه الخبرة الفنية والتقنيــــة، لا مثيل له على المستوى العالمي، وقد بادرنا إلى ذلك من خلال رؤية محلية بحتة، تجذب الاهتمامات السياحية العالمية، وبدأنا بأعمال تمتد إلى عمق الإرث والتراث الحضاري الإماراتي، وتجسد رؤى وطموحات القيادة الرشيدة الإستراتيجية التي نستلهم من توجهاتها الكثير من آفاق العمل، وطموحات الانطلاق والتقدم». ويؤكد المطوع: «آن الأوان أن تأخذ المجسمات (الكريستالية) مكانها في فرع متحف (اللوفر) في أبوظبي، وأن تحل هذه التقنية محل (متحف الشمع) الشهير، ولا مجال للمقارنة بين الإبداعين من حيث القيمة الجمالية، وعامل التأثر بفعل الزمن، ومن المؤكد أن هذه المقارنة تصب في خانة (الكريستال) الذي لا يتأثر بالعوامل الجوية أو البيئية أو الزمن، وسهولة تنظيفه وصيانته وتلميعه، فضلاً عن ملائمة المجســـــمات واللوحات الكريســتالية لأغراض التجميل والديكور في المساحات الواسعة المغطاة والمكشوفة في الساحات وبهو القصور والفلل والفنادق والمقرات العامة». وأشار المطوع إلى أهمية التعاون مع الجهات والمؤسسات الأكاديمية والتقنية والتعليمية لإعداد وتدريب قاعدة من الكوادر الوطنية للتوسع في هذه الصناعة، واستقطاب الخبرة العالمية والعربية والاستفادة منها من أجل الانطلاق بهذه الصناعة نحو العالمية». «الآير براش» وعشق التراث يعرف «الآير براش» بأنه فن وحرفة النقش اليدوي أو الحفر على الزجاج والكريستال سواء بالكتابة أو بالرسم، ويستعان أحياناً بـ «الليزر» كتقنية حديثة لهذا الفن. ويحتوي المعرض على نحو 50 قطعة ومجسم من الكريستال والزجاج، هي تحف فنية نادرة استغرق تنفيذها جهداً كبيراً لمدة تزيد عن الثمانية أشهر. تحف الكريستال والهدايا والمجسمات التذكارية الكريستالية المزخرفة والمرسومة يدويا مستوحاة من التراث الإماراتي الأصيل، وتوظيف رموز هذا التراث بما يجسد مكانته وقيمته ودلالاته، فما بين لوحات ومجسمات البحر والصحراء والبادية والخيل والقوارب والسفن، نجد الصقور والخيول والفروسية والظباء، قد استحوذت على مساحات خاصة تعكس عشق الإنسان الإماراتي لهذه الرموز التراثية، وولعه باتخاذها مفردات ونماذج تراثية أخاذة وساحرة يزين ويجمل بها مكانه، وبيوته وبهو القصور والفنادق، بل وساحات ومداخل الأماكن العامة، بمختلف الألوان والأحجام. سحر الكريستال عرف الرسم الزجاج منذ بداية التاريخ فقد وجدت أدوات كثيرة من الزجاج الطبيعي في أماكن متفرقة من العالم وقد كان لاكتشاف النار أثر كبير في قيام الصناعات التي تعتمد على الحرارة مثل الفخار والزجاج. وللتعامل مع الزجاج من الناحية الفنية مجال متسع ومتشعب وذو خصوصية، فللزجاج شكله المتميز الراقي من حيث الأداء ، فضلاً عن سهولة توظيف واستغلال عوامل الصلابة والإضاءة والألوان، وهو ما يبعث على الشعور بالراحة والهدوء لشفافية ألوانه ودرجاته المتميزة. والنحت على الكريستال أعيد إحياؤه، وبطرق وتقنية أكثر تطوراً من حيث الأداء والتنفيذ بما يتماشى مع التطور والسرعة التي يتميز بها العصر الحديث. وهذه التقنية تواكب موجة التطور السريع في العالم، حيث يتم الاستعانة بأيدي مصمّمين وحرفيين محترفين وموهوبين من أجل صنع منتجات راقية من الكريستال للعروض التّجاريّة والخاصّة، حيث يتم تقطيع كل قطعة، وصقلها وصنعها يدويًّا حسب التصميم والموضوع، وذلك بمساعدة الأدوات التّكنولوجيّة الفائقة من أجل إنتاج سلع ذات جودة متميزة، وصالحة للهدايا وجوائز الاحتفالات والنماذج والشعارات والمجسمات «اللوجو» المصنعة خصيصا لمناسبات معينة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©