الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أبوظبي للكتاب».. الوعي في زمن مظلم

«أبوظبي للكتاب».. الوعي في زمن مظلم
24 ابريل 2018 19:39
استطلاع: ساسي جبيل إبراهيم الملا فاطمة عطفة، محمد عبد السميع غالية خوجة هويدا الحسن أكد عدد من المثقفين العرب، أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينطلق اليوم ويستمر لغاية الأول من مايو المقبل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك) هو علامة من علامات القوة الناعمة التي تتمتع بها دولة الإمارات، مؤكدين إن القوة الناعمة كفيلة بترسيخ الحضور الثقافي الإماراتي، على الصعيدين العربي والدولي. ولفتوا إلى أن المعرض الذي يمثل اليوم إحدى العلامات المضيئة في المشهد الثقافي العربي، أصبح محطة مهمة لمختلف الكتاب والناشرين العرب والأجانب لما يحظى به من اهتمام وحسن تنظيم وتنوع في المنشورات ودور النشر من دولة الإمارات وخارجها.. هنا جولة لـ«الاتحاد الثقافي» بين مثقفين عرب تتقصى آراهم عن المعرض وأهميته في استراتيجية الإمارات الثقافية. يقول الباحث التونسي الدكتور شكري مبخوت، مدير معرض تونس الدولي للكتاب، إن الإمارات أطلقت استراتيجية القوة الناعمة، التي تشكل منظومة عمل شاملة تسعى إلى تعزيز سمعة دولة الإمارات، إقليمياً ودولياً، وعلى المستويين الرسمي والشعبي، وتكريس مكانتها كقوة اقتصادية وإنسانية وحضارية، وأيضاً ثقافية، وترسيخ محبتها وسط جميع شعوب العالم، وإبراز صورتها كدولة منفتحة على كافة الثقافات والحضارات، مشيراً إلى أن الإمارات تتمتع بمكانة مرموقة، عربياً ودوليا. وتتعزز هذه المكانة أكثر يوماً بعد آخر، مع استثمار دبلوماسيتها الثقافية لما فيه خير شعبها وشعوب العالم، مشدداً على أن قوة الإمارات في بناء علاقات متينة مع كافة الشعوب، تكمن في انفتاحها وإنسانيتها وعطائها على كل الواجهات، بما في ذلك الثقافي والحضاري، خاصة أن «استراتيجية القوة الناعمة لدولة الإمارات أخذت في الاعتبار كافة مقوّمات الدولة الاقتصادية والثقافية والفنية والسياحية والإنسانية والمجتمعية، مع التركيز على الثقل الإنساني والحضاري الذي تتمتع به الدولة والبناء على سمعتها التي رسختها، كواحدة من أكثر دول المنطقة تسامحاً وانفتاحاً، ومحطة التقاء وتلاقح فكري وإنساني بين مختلف الشعوب والثقافات». جاذبية الثقافة وقال الكاتب السوري جان دوست: كنت ضيف معرض أبوظبي لعدة دورات. وشاركت في مؤتمرات الترجمة التي نظمتها هيئة الثقافة والسياحة في أبوظبي كوني من مترجمي مشروع «كلمة» الرائد ورصيدي فيه أربعة كتب مترجمة من الكردية. وقد شاهدت تفاعل المترجمين والكتاب، وحتى القراء مع نشاطات المعرض كمظهر من مظاهر القوة الناعمة الإماراتية. وهذه الدورة بلاشك هي كذلك. حضور الإمارات أصبح قوياً جداً في السنوات الأخيرة خاصة بعد إحداث جائزة «البوكر» حيث تشد الأنظار في العالم العربي كل عام إلى أبوظبي لمعرفة نتائج المسابقة المحتدمة في حقل الرواية. كما أن لجائزة الشيخ زايد للكتاب دوراً كبيراً جداً في دعم القوة الناعمة الإماراتية في العالم كله. النشاطات الإماراتية هذه بالطبع كفيلة بترسيخ دور الإمارات كمنتج للثقافة والكتاب والفكر قبل أن تكون دولة نفطية حسب التنميط الذي جرت عليه السرديات الصحفية. وأكد الإعلامي والكاتب السعودي الدكتور علي القحيص أن العاصمة الإماراتية أبوظبي أصبحت من المدن الجاذبة للنشاط الثقافي والأدبي والفني، من خلال إطلاقها عدة مبادرات ثقافية وأدبية، ومنها معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي أصبح أهم المنصات والتظاهرات الثقافية المهمة بالمنطقة، لما يتميز به من مشاركات مهمة من الدول الخليجية والعربية والأجنبية، فضلاً عن الندوات الفكرية وورش العمل التي ترافق المعرض، والتي تصب كلها في ارتقاء الوعي الفردي والمجتمعي، وتسهم في التزود المعرفي والتنافس الأدبي بين الكتاب والمثقفين من خلال الجوائز التي تصاحب هذا المعرض الدولي الذي أصبح محط أنظار وإعجاب المهتمين بصناعة الكتاب وقراءته. إن المعرض، غذاء علمي يتزود منه طالبو العلم والفكر والمعرفة والباحثون عن الإبداع، وعن مستقبل أفضل لهذه الأمة التي تعاني بعض المعوقات والتراجع والتردي والتشتت، بسبب الحروب والأفكار الضارة الهدامة التي لا يهزمها إلا الوعي والفكر النير. سوق للحوار الأديب الجزائري عبد الرزاق بوكبة قال: بات معرض أبوظبي للكتاب موعداً سنوياً لمنظومة النشر في العالم بعناصرها الثلاثة: الكاتب والناشر والقارئ، حيث يلتقي هذا الثالوث لتبادل الجديد وخلقه في الوقت نفسه. إنه لا يكتفي بتوفير الكتاب بلغات العالم المختلفة فقط، بل يتعدّى ذلك إلى طرح الأسئلة المتعلّقة بفعلي القراءة والكتابة أيضاً، وفق رؤى إيجابية جديدة تتجنّب نبرة الشكوى وتنخرط في روح الرصد والمبادرة والاقتراح والمبادرة، من خلال استقطاب الفاعلين الحقيقيين عالمياً. لقد تحول معرض أبوظبي بهذه الروح والرؤية والاستراتيجية إلى سوق ثقافية وحضارية توفّر شروط حوار الثقافات والحضارات واللغات، في زمن عربي وغربي محتاج إلى هذا المسعى. وقد تحول معرض أبوظبي بهذه الروح والرؤية والاستراتيجية إلى سوق ثقافية وحضارية توفّر شروط حوار الثقافات والحضارات واللغات، في زمن عربي وغربي محتاج إلى هذا المسعى. الروائي والناقد السوري نبيل سليمان قال: من دورة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب إلى دورة أخرى، يتجدد بي الحنين إلى الدورة الأولى، حين أقيم المعرض في المجمع الثقافي، وكنت فيه ممثلاً لدار الحوار زمن الشباب الثاني، أي الكهولة. ومع هذا الحنين، تتجدد ذكريات بعض الدورات التالية، ضيفاً أو زائراً، فيبرق التطور المذهل لهذا المعرض، من معرض محلي أو عربي إلى معرض عالمي على أي مستوى شئت، فهل هذه هي القوة الناعمة الثقافية؟ لست ضليعاً بالحديث السياسي، أي بحديث القوة الناعمة أو الخشنة. لكنني أدرك جيداً جداً كم هو الحضور الثقافي الإماراتي مهم، ومميز، وثري، على الصعيد العربي خاصة، وعلى الصعيد العالمي أيضاً. الشاعر الجزائري عادل صياد قال: ما علمته وقرأته منذ فترة بعيدة هو أن استراتيجية دولة الإمارات تتركز أساساً على الدبلوماسية الإنسانية، الثقافية والحضارية والإعلامية، فضلاً عن الدبلوماسيات الأخرى الشعبية، والعلمية والأكاديمية، والاقتصادية، والهوية الموحدة، وغيرها، قبل الإعلان عن تشكيل مجلس القوة الناعمة الذي يرسخ لعمل جديد يهدف إلى بناء علاقات مميزة مع شعوب العالم، من خلال استراتيجيات وخطط تسهم فيها مؤسسات القطاع المدني والخاص والأهلي. الإمارات كسبت الرهان الكاتب التونسي الدكتور معز الوهايبي: معرض أبوظبي الدولي للكتاب، في دورته الثامنة والعشرين، يترجم حقيقة العلامة المضيئة على القوة الناعمة التي تتمتع بها دولة الإمارات، لمزيد من ترسيخ الحضور الثقافي الإماراتي، على الصعيدين العربي والدولي، مبرزاً أن فكرة القوة الناعمة كمفهوم تعود في الأصل إلى أحد أساتذة العلوم السياسية في جامعة هارفرد عام 1990، حين قال، «إن القوة الناعمة هي قدرة دولة ما على إقناع وممارسة النفوذ على الدول الأخرى عن طريق جاذبية مجتمعها وقيمها وثقافتها ومؤسساتها، وليس عن طريق العنف والتهديد»، مشيراً إلى أن الإمارات كسبت القدرة على ذلك وأوصلت اسمها وسمعتها ومكانتها إلى الأمم والشعوب الأخرى، كمثال يحتذى به ويُسمَع صوتُه في شؤون المجتمع الدولي، وذلك عبر وسائل عدة، كالثقافة بما في ذلك المعرض الدولي للكتاب بأبوظبي المنفتح على الثقافات الأخرى، والذي أصبح علامة مميزة يمكن للعرب الافتخار به. الباحث الجزائري محمد سعيد عدوكة السوفي: القوة الناعمة هي إقناع الدول والشعوب بمحبة بلاد ما والتعاطف معها عن طريق عمل أو حركة تدخل القلب دون فرضها، والإمارات سارت خطوات عملاقة في هذا الجانب ودفعت الشعوب من مختلف أنحاء العالم لمحبتها بفضل ما تقوم به من أعمال إنسانية وثقافية وحضارية وحتى سياسية واجتماعية يسرت مهمة ربطها لعلاقات متينة على كل الواجهات. ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب هو جزء من هذا الفعل، نظراً لسمعته الطيبة الناجمة عن الثقافة النوعية التي يوفرها، والتي تعتبر جسراً لترسيخ العلوم الإنسانية ومعبراً بارزاً لترسيخ التعلق أكثر بالإمارات، مضيفاً أن «مثل هذه النشاطات البارزة هي عين القوة الناعمة التي لا تفرض المتابعة لما يجري في الإمارات بالترهيب بقدر ما تمهد له بالترغيب الناعم الذي يبقى أفضل طريقة حضارية لمحبة هذا البلد الذي شيد أوتاده العريقة والمتينة ليكون دولة شامخة ومتطورة ومحبوبة، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه». الكاتب د. ياسين الزبيدي قال: يكرس معرض أبوظبي الدولي للكتاب أدواته من أجل السعي لنشر ثقافة القوة الناعمة، سواء عن طريق عرض الكتب الداعمة لتوجه القيادة والمؤسسات الثقافية، أو عقد الندوات الأدبية واللقاءات الصحفية التي تجرى على هامش المعرض، والتي توظف كل الوسائل الممكنة من أجل إغناء المشهد الثقافي والنهوض بوعي الإنسان والمجتمع، بما يسهم في تعزيز التبادل الحضاري والحوار البناء بين الشعوب. د. ثناء عباس، أستاذة بجامعة السوربون في أبوظبي، قالت: معرض أبوظبي للكتاب ظاهرة ثقافية ينتظرها محبو القراءة، والمعرض يحمل بعداً إنسانياً مهماً في تعزيز الحوار والفهم بين الحضارات، إلى جانب أنه يحقق هذا البعد الفكري والثقافي إلى حد كبير. فهو يعمل على تنظيم مناظرات ولقاءات وحوارات حول مواضيع تتناول الشأن الثقافي المحلي أو العربي أو العالمي إثراء للمثقفين وللجمهور. وباعتبار المثقف عنصراً من العناصر التي يعتمد عليها المجتمع لإحداث التغييرات المرتجاة في الذهنية والسلوك، كالانفتاح والتسامح، فمن المهم إتاحة الفرص أمام هذا المثقف لاكتشاف الثقافات الأخرى والتحاور معها لفهمها وتقديمها لأفراد مجتمعه. ومن هذا المنظار فإن معرض الكتاب يجسد جهود دولة الإمارات الحثيثة لتعزيز قيم التلاقي والفهم والتسامح بين الحضارات، كسبيل أمثل إلى مجتمع يتمتع بالسلام والإنسانية والرقي. تنوع وانفتاح قاسم محمد شاعر هندي يكتب بالعربية: معرض أبوظبي للكتاب له آثار إيجابية في المجتمع المحلي والدولي، لأنه يعمل على إبراز توجهات الدولة واهتماماتها وطريقة تفكيرها المتقدمة، كونه يتناول الانفتاح على الآخر من خلال دُور النشر المشاركة من مختلف بلدان العالم، إضافة إلى نوعية الأجندات والفعاليات الثقافية الفنية والاجتماعية المتنوعة التي تساهم في مد جسور التعاون بين جميع الناس، كما أنه يجمع بين الثقافة والشفافية، ومن هذا العمق، تنبع قوته كنافذة متفاعلة مع قنوات الآخر. الكاتبة د. بهيجة مصري إدلبي: يعتبر المعرض واحداً من مكونات الثقافة العامة في الإمارات، التي تعتبر الأولى بفعالياتها الثقافية وتشجيعها للمثقفين والجيل الشاب، وحرصها على تطوير الكلمة، والمعرض أحد هذه المعالم الأساسية التي ينتمي إليها المثقف العربي، إضافة إلى أنه ساحة حوارية فعالة، ولاشك أن هذه القوة الثقافية التي تمثلها الإمارات بكل ما فيها من طاقات فكرية تعمل على ترسيخها وبنائها وانتشارها، والتي تمثل بكل ما فيها من معنى الإنسان ووجوده على هذه الأرض، ونتمنى للإمارات ديمومة دعمها لجميع المثقفين على هذه الأرض وهذا هو نهجها. الأديب نواف يونس مدير تحرير مجلة الشارقة الثقافية: معرض داعم للثقافة ويعكس الشخصية والهوية الثقافية للإمارات المتسامحة، والمبنية على إقامة الحوار مع الآخر، وتبادل التأثير والتفاعل مع الثقافات الأخرى، وتنوع المعرض، سواء بعدد دور النشر العربية والأجنبية، والبرامج المصاحبة، والتي تحتضن الأدباء والكتاب والشعراء والمفكرين من كافة دول العالم، فرصة لالتقاء الكتّاب والأدباء العرب والعالميين، والإمارات لا تقتصر على النشاطات الداخلية، لأن لها أنشطتها الثقافية الخارجية مثل هيئة الكتاب، أنشطة الشارقة الدولية، اللوفر الحاضر في أبوظبي. كان العرب وما يزالون يساهمون في الحضارة الإنسانية والثقافية. رغبة معطلة الشاعرة المترجمة الإيرانية سيلفانا سالمانبور مقيمة في الإمارات منذ (1987) قالت: معرض أبوظبي للكتاب يطور المجتمع، ويساهم في التوعية في زمن مظلم، ويساعد الإنسان على الابتعاد عن التطرف، ولكني ألاحظ أن هناك تقصيراً عربياً في الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى، مثل الفارسية والإنجليزية والفرنسية، وكم حاولت البحث عن كتب إماراتية مترجمة إلى الإنجليزية لأترجمها إلى الفارسية، لكني لم أجد إلا قصائد لكل من شهاب غانم، الهنوف محمد، أسماء الزرعوني، فترجمتها ونشرتها في بعض الجرائد الصادرة في شيراز. لقد ذهبت إلى عدة مؤسسات ثقافية وسألتهم عن كتب مترجمة إلى الإنجليزية، وإجابتهم كانت واحدة: نأسف! واختتمت: أتمنى أن يكون للترجمة نصيبها ليعرف القارئ الإيراني، والقارئ الأجنبي، عن المشهد الثقافي الإماراتي أكثر. أسعد فضة المستشار بهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام قال: معرض أبوظبي للكتاب حدث مهم جداً على صعيد الثقافة العربية والعالمية. زرته ذات دورة، فأذهلني حجم الكتب وتنوعها، وهو علامة مميزة، وله خصوصية تمنح الشخص السعادة الثقافية الناتجة عن التنظيم والترتيب والحراك والتفاعل، وهو بذلك، يرسخ حضوره، وأرى ضرورة العمل على تطويره من خلال التحضيرات السابقة لافتتاحه، مثلاً: الإعلان عنه وعن كتبه ودور النشر المشاركة عبر الشاشات العامة في الشوارع والمطبوعات والإعلام، في مختلف إمارات الدولة، لأنها من وسائل إثارة الاهتمام ثم المتابعة ثم الحضور، أمّا خارج الدولة، فمن الممكن إنجاز هذه التحضيرات من خلال دور النشر المشاركة العربية والعالمية بعد الاتفاق مع القائمين على المعرض من أجل المزيد من الدعاية ثم الوصول إلى فئات المجتمع المختلفة، مما يساهم في جذب القراء، ثم حضورهم الفعلي من دولهم خصيصاً من أجل المعرض. الدكتورة أمل صقر قالت: تمكن معرض أبوظبي الدولي للكتاب من أن يصبح علامة مهمة ومميزة، ليس فقط على الساحة الثقافية الإماراتية، بل وعلى الساحات الخليجية والعربية والدولية، وتمكن من حفر اسمه بوضوح بين معارض الكتاب شديدة التميز حول العالم. ووجود المعرض في دولة الإمارات العربية المتحدة جزء من قوته وتأثيره، بحكم المكانة التي تحتلها، وبحكم التركيز على الثقافة كركيزة من ركائز التوجه إلى المستقبل، والاهتمام بالمتاحف والفعاليات الموسيقية والفن والمهرجانات الثقافية والتراثية والملتقيات الفكرية والنشاط الإعلامي المتطور، ضمن منظومة استراتيجية القوة الناعمة لدولة الإمارات، وكل ذلك يجعل المعرض أكثر حضوراً وتأثيراً، وأكثر نجاحاً. وليس أدل من لغة الأرقام، فقد تمكن المعرض في دورته الـ27 العام الماضي من استقطاب أكثر من 300 ألف زائر، و1320 عارضاً من 65 دولة، بزيادة ملحوظة عن دورته الـ26، التي استضافت 270 ألف زائر و1260 عارضاً. كما أن المعرض تمكن من أن يكون منصة لقاء للناشرين، وبائعي الكتب، والوكلاء، والمنظمات الثقافية، لتبادل الأفكار والتعرف على الفرص التجارية المتاحة، وهو بذلك يصب بوضوح في استراتيجية الدولة الهادفة إلى تحويل أبوظبي إلى مركز رئيس في عالم النشر. الدكتورة رشا الخطيب قالت: حقق المعرض عبر 28 عاماً من التقدم والتألق، مكانة فريدة بين معارض الكتب في الوطن العربي وعلى المستوى العالمي: من خلال فعالياته المتميزة، واستضافة كوكبة من الكُتّاب والكاتبات وذوي الشأن والصلة بالكتب والمكتبات والنشر، واحتضان عدد من الجوائز المهمة عربياً وعالمياً. هذا إلى جانب الأنشطة المتنوعة التي تستهوي فئات أخرى من القراء والمهتمين من مختلف الأعمار والاهتمامات، بهدف تعزيز قيم التعايش المشترك والتواصل والانفتاح على كل حضارات وثقافات العالم، وخلق بيئة محفزة على الابتكار والإبداع والبحث العلمي، عبر الآداب والفنون، كإحدى وسائل وأدوات القوة الناعمة في الإمارات. ولهذا فإن الفرصة الموجهة لي عبر الدعوة الكريمة من معرض أبوظبي للكتاب، هي إضافة لمسيرتي العلمية وشرف لي بأن أكون واحدة من المشاركين في خلق هذا الحدث الكبير الذي ينتظره المهتمون بشوق كل عام. الكاتبة نعمات حمود قالت: معرض أبوظبي للكتاب من أكبر معارض الكتب ويعتبر منصة للحوار الفكري والإنساني وبؤرة للتلاقح الثقافي، وتظاهرة ثقافية واجتماعية عالمية وإضافة لرواده ودور النشر والضيوف.. يعتبر وجبة غذائية ثقافية دسمة جدا لمدة عام كامل. منبر حضاري الكاتبة ربي الدرع قالت: معرض أبوظبي للكتاب جعل من العاصمة الإماراتية أبوظبي منارة للإشعاع الثقافي ووجهة عالمية لصناعة النشر، كما أنه يعد منبراً للحوار الحضاري والأعمال الإبداعية، ومنصة مثالية يلتقي ضمنها زوار المعرض مع المفكرين والكتاب من أنحاء العالم، وجسراً للثقافة والمعرفة وقناة للتواصل والتقارب الثقافي بين الشرق والغرب، لتحقيق التقارب الإنساني ونبذ ثقافة العنف والصراع والحروب. الناقد الدكتور أحمد عقيلي: معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعد منجزاً حضارياً إماراتياً مهماً، فهو من أهم معارض الكتاب على المستوى العالمي، وذلك لما له من أثر ثقافي ومعرفي كبير على الساحة الثقافية الإماراتية خصوصاً والعربية عموماً، فهو يوفر منصة تواصل مهمة لدور النشر في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة العربية والعالم إضافة إلى ما يقدمه من برامج متنوعة للناشرين والكتّاب وعشاق القراءة. وإننا نرى في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الثامنة والعشرين دليلاً وعلامة واضحة على الدور الكبير الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة على الصعيد الثقافي والفكري والفني والذي يتجلى في فعاليات متنوعة كعروض الرسامين والخطاطين ومصممي الغرافيك والندوات وورش العمل والجلسات النقاشية والبرامج التعليمية والترفيهية للأطفال والكبار، إضافة إلى فعاليتي: ضيف الشرف، التي تستقطب علماً من أعلام المشهد الثقافي في بلد من البلدان، وشخصية المعرض التي تحتفي بمنجزات أحد المؤلفين. كل ذلك يجعلنا نقر بالأثر الكبير لهذا المعرض على الساحة الثقافية الإماراتية والخليجية والعربية والعالمية. الشاعرة الدكتورة إيمان عبد العزيز: معرض أبوظبي للكتاب حدث ثقافي بارز تتابعه الأوساط الثقافية والأكاديمية والإعلامية، ويتميز باستقطابه كماً هائلاً من كُبريات دور النشر العربية والدولية وشموليته. بالإضافة لبرنامج ثقافي متنوع يحتوي على عدة ندوات ومحاضرات تماشياً مع أهداف المعرض. أما إذا تحدثنا عن القوة التي يفرضها هذا الحدث فتتمثل في ثلاث قِوى لا تقل الواحدة أهمية عن الأخرى، وهي: القوة الشرائية، القوة السياحية، والقوة الثقافية. الشاعر عبدالعزيز بن إبراهيم بن عبد العزيز آل باكر: معرض أبوظبي الدولي للكتاب يهدف إلى استعادة اهتمام الناس بالكتب والتشديد على أهمية الكتب باعتبارها إحدى أهم سبل المعرفة ومن الوسائل المهمة لتحقيق التقدم. ومن خلاله يلتقي المثقفون لتبادل الأفكار والتعرف على الثقافة المحلية والإقليمية ومن خلال الفعاليات التي تنظم يومياً للناشرين والوكلاء والكتاب وأمناء المكتبات والجمهور العام، منها الجلسات اليومية التي يناقش فيها فريق من الخبراء موضوعات حيوية تتعلق بإنتاج الكتب وتسويقها وتوزيعها وقضايا حقوق الطبع والنشر وغيرها. ويأتي ذلك كله وفق منهج يتيح إعادة الاحتفاء بالشخصيات العربية والعالمية المؤثرة في البناء والثقافة والتنمية. وبالنسبة للقوة الناعمة التي تتمتع بها دولة الإمارات العربية المتحدة فهي تشكل منظومة عمل وطنية شاملة تسعى إلى تعزيز سمعة دولة الإمارات، إقليمياً ودولياً، وعلى المستويين الرسمي والشعبي، وتكريس مكانتها كقوة اقتصادية وثقافية وإنسانية وحضارية، وترسيخ محبتها وسط جميع شعوب العالم، وإبراز صورتها كدولة منفتحة على كافة الثقافات والحضارات. ويعتبر المعرض محطة التقاء عالمي وبوابة رئيسية للمنطقة العربية، تتلاقح فيها الثقافات والأفكار، في بيئة يسودها الاحترام والتسامح والأخوة الإنسانية، لصناعة تجربة تنموية غير مسبوقة تنهض بالمنطقة من حولها. الشاعرة رواء العلي رئيس مؤسسة الجيل الجديد للثقافة والإعلام: كأنني أرى كوكباً من ثمار /‏‏‏ ينحني فوق جذع النجم هكذا سأبدأ كلامي على معرض الكتاب الدولي في أبوظبي. أرى كلمة عربي بكل مقاييسها ومعانيها فحيث يوجد الفكر والعلم مجتمعاً مع كافة الدول العربية من خلال مثقفيها وإعلاميها وأجيال بعمر الورد تجول وتنهل من حبر عربي لأرقى سوية ثقافية انطلاقاً من الحفاظ على الأبجدية ولغة الضاد بدءاً منتهية بشمولية علمية بكل المحاور فهذا السلاح الذي يقلده المعرض للوطن هو بصمة شموخ تسجل على جدار التاريخ دون الأنا بل لكل ذوات الفكر مسجلة إغناء الساحة الثقافية على مدارات العالمية من وجهة نظري. فهذه التنمية على أسس ثقافية تؤسس مزيداً من الإنجازات لمستقبل يحافظ من خلاله على الحداثة وأصالة التراث مجتمعة. أحيي هذه الرسالة وهذه الجهود التي تلتقي الذرى الشامخة بترسيخ التاريخ والفكر والعلم بفكرة تجمع وطن تحت جناح معرض أبوظبي الدولي للكتاب العرب. الذراع اليمنى للقوة الناعمة الأديب فهمي عباسي قال: يقولبوبيلوس سيروس: «ننجز باللطف ما لا ننجزه بالقوة». إن القوة بوصفها العام هي قدرة التأثير على الآخرين للحصول على النتائج التي يفضلها المرء، ويمكن تحقيق ذلك إما عن طريق الإكراه والدفع أو عن طريق الجاذبية والإقناع، وهذه الأخيرة تتضمن ما يصطلح على تسميته بالقوة الناعمة كقدرة على بلوغ النتائج المفضلة من خلال الجذب بدلاً من القسر والإكراه، وهي الملاحظة المبدئية التي تعكس أصل المفهوم كأداة تحليلية من أدوات السياسة الخارجية اللازمة للمضي قدماً بغية تسهيل التعاون الإيجابي بين الدول من أجل التغلب على التوتر وعدم اليقين، وصولاً إلى تشكيل الأحداث العالمية برمتها. وهذه القوة الناعمة بوصفها وسيلة حضارية لها شأنها وسط شعوب العالم المتحضر، تتجلى آثارها البناءة البحتة في التنمية بمختلف أوجهها من خلال الترويج للاقتصاديات المحلية ودعم الاستثمارات، وترقية السياحة ونشر الثقافة والعلوم والمعارف المختلفة، فتسمح بتسليط الضوء على مختلف الإنجازات والإبداعات والمكتسبات، وتفتح قنوات التواصل بين الشعوب والحضارات. وكونها وسيلة العصر في ترسيخ الحضور الثقافي على الصعيدين الداخلي والخارجي، فإن القوة الناعمة قد سمحت لدولة الإمارات العربية المتحدة بالتمكين لسمعتها الدولية والعالمية وترسيخ احترام الغير لكل مكتسباتها الحضارية وإقامة جسور التواصل مع شعوب العالم على مختلف الأصعدة، وهو ما يعد إنجازاً راقياً يضيف إلى مكانتها إضافة كبيرة ترقى بالخطاب النبيل الذي يستغنى به عن كل وسيلة أخرى في التأثير والتأثر. في هذا السياق، وعلى صعيد الأفراد، فإن للقوة الناعمة وسائل مختلفة تحقق أبعادها من خلالها من أبرزها الكتاب. ومما لاشك فيه أن معرض الكتاب يعد مهد الحياة بالنسبة للكتابة بما يكفله من إمكانية للعرض والاقتناء، فينشأ التعارف بين الكاتب والقارئ وتحظى الأفكار بالاطلاع عليها كما تحظى الأنفس بانتقاء ما يؤنسها في وحشة الفراغ، ولعل هذا هو اللقاء الوحيد في الحياة بأسرها الذي يستحق اقتطاع الوقت من أجله. وقد لا نشيد بشيء في هذا الصدد بقدر ما نشيد بتلك المساهمة البارزة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب في صناعة النشر في العالم العربي وتحقيقه لنتائج مهمة تضاف لمكتسبات الأمة العربية لاسيما على الصعيد الرقمي، فضلًا عن دوره الرائد في مجال الأعمال وبناء العلاقات التجارية على اختلافها، وفتح الباب على مصراعيه أمام العارضين من مختلف الدول، وإتاحته لفرص واعدة وإمكانات محفزة تأسر إليها كل مطلع عليها بما تقدمه من جزيل العرض ومستوى الخدمة. على هذا النحو، يقف معرض أبوظبي الدولي للكتاب على يمين القوة الناعمة من خلال ترويجه للكتب التي تعد لغة التأثير في المحيط والمساهمة في ترجمة التطور التقني إلى مكتسبات حقيقية، والريادة في مجال نشرالإبداع بأنماطه المختلفة ليصبح بذلك أرقى وسيلة حضارية تنقل الصورة المشرفة للإمارات إلى العالم، وترسم على جدار التاريخ تقاسيم القدوة الحسنة الجديرة بتقدير الغير وباحترامه. هكذا يصنع معرض أبوظبي الدولي للكتاب الفضاء الملائم لكل شعلة إبداع تتطلع إلى التوقد، وإلى البروز الواسع، وإلى تحقيق النجاح بأبعاده الكاملة. الروائي والفنان التشكيلي والصحفي ناصر عراق : دولة الإمارات منحازة انحيازاً أصيلاً إلى الفكر والإبداع وهو ما يبدو جلياً في معرض أبوظبي للكتاب الذي يحتضن بمحبة أشجار الثقافة العربية والعالمية، حيث يستمتع زوار المعرض بمطالعة آلاف العناوين التي تتناول جوانب المعرفة كلها بأشكالها المتباينة، هذا بالإضافة إلى إقامة عشرات الفعاليات الثقافية والفكرية التي تستضيف كوكبة من مبدعي العرب والعالم، وهو ما يسهم في رسم صورة براقة وحقيقية لدولة الإمارات بوصفها زهرة تمنح محيطها الخليجي والعربي والعالمي عطر المعارف وأريج الثقافات. الدول لا تنهض على الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا فحسب، وإنما تستقر وتزدهر أيضاً بالكتاب والشعر والرواية والسينما والمسرح والفنون التشكيلية، فهذه المجالات التي تعد قوة ناعمة تتغلغل في وجدان الناس، ومما لاشك فيه أن معرض أبوظبي للكتاب يمثل أحد أكبر أجنحة طيور القوة الناعمة في الإمارات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©