فرص كسب الخبرة

كأس الأمم الأوروبية التي اختتمت نهاية الشهر الماضي كانت فرصة ثمينة أمام اتحاداتنا الكروية العربية لتمارس دورها الايجابي في تطوير التحكيم والتدريب لديها من خلال دعوة نخبة مدربيها وحكامها لمتابعة أداء كل من المنتخبات الأوروبية، ونخبة حكام هذه القارة في جميع المباريات بدءاً من دور المجموعات الأول وحتى الأدوار النهائية لهذه البطولة القارية الهامة التي تعتبر الأفضل والأعلى مستوى مقارنة مع بطولات كؤوس الاتحادات القارية الأخرى· ولم يكن يتطلب ذلك من اتحاداتنا الوطنية العربية أكثر من دعوة حكامها ومدربيها لدورة مسائية تمتد لأسابيع ثلاثة فقط تشرف عليها لجنتا التدريب والتحكيم في اتحاداتنا الكروية العربية يتم فيها تحليل الأداء الفردي والجماعي لهذه الفرق والمنتخبات والأساليب التي اعتمدها مدربوهم في كل اللقاءات اضافة لجميع النقاط السلبية والايجابية التي تسببت في خسارة منتخب وفوز آخر· كما كان من الضروري تحليل أداء الحكام الأوروبيين في جميع المباريات دون استثناء من كل النواحي البدنية والفنية والنفسية، والأسس التي اعتمدها هؤلاء الحكام في تطبيق قوانين اللعبة نصاً وروحاً وخاصة ما يتعلق بوحدة القرار التحكيمي وصحته في حالات الانذار والطرد، اضافة لتقييم أساليب التعاون الايجابي بين افراد الطاقم التحكيمي في ضبط حالات التسلل الصعبة· وفي كثير من المخالفات التي تستوجب تعاونا فعالا بين كل من الحكم ومساعديه والحكم الرابع الاحتياطي·· كما كانت فرصة نادرة لتقييم قدرات النخبة التحكيمية الأوروبية في قراءة اساليب اللعب في كل مباراة من المباريات، وفي مهاراتهم بالضبط والسيطرة على مجرياتها من خلال قرارات تحكيمية مقبولة من اللاعبين ومقنعة لهم· هذا ما كنت اطالب به وأتوقع حدوثه في اتحاداتنا الوطنية العربية طموحا نحو تطوير وتحديث الفكر التدريبي والتحكيمي لمدربينا وحكامنا العرب على حد سواء·· لكن هذا لم يحدث في جميع اتحاداتنا العربية دون استثناء·· لكن -وفي تقديري - فإن فرصة كسب الخبرة من هذه الكأس الأوروبية المتطورة لن تضيع إذا بادرت لجنتا الحكام والمدربين في اتحاداتنا فورا ودون تأخير الى تحليل ما حصل وتوثيقه والدعوة المباشرة لعقد دورات صقل لحكامنا ومدربينا يتم فيها كسب الخبرة التي لازلنا بحاجة للمزيد منها من أجل مستقبل افضل لكرتنا العربية أداء ومستوى·