الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر.. الأزمة العربية الراهنة

غدا في وجهات نظر.. الأزمة العربية الراهنة
29 مارس 2013 20:06
لبنان: ماذا بعد استقالة الحكومة؟ يقول غازي العريضي وزير الأشغال العامة إن الحكومة اللبنانية استقالت في ظروف سياسية وأمنية داخلية وإقليمية بالغة الدقة والتعقيد. ودخل لبنان مرحلة جديدة من التأزم مفتوحة على احتمالات كثيرة قد لا تكون كلها واضحة ومدروسة أمام الذين دفعوا في اتجاه أخذ القرار، وأمام الذين تعاملوا معه بتسّرع ورد فعل يحتكم لمنطق القوة والتحدي. الوضع الداخلي مأزوم، لا ثقة بين قيادات المكّونات الأساسية في البلاد. الحوار مقطوع، والخطاب السياسي متشنّج، والاتهامات المتبادلة خطيرة. الحسابات السياسية ضيقة وصغيرة تحكمها روح السيطرة والربح الآني السريع على حساب الاستقرار العام ومصالح الناس. الإعلام «فوبيا» في مصر استنتج د. علي الطراح أن العنف سيد الموقف في مصر. والخطاب التهديدي الذي وجهه نظام «الإخوان» ينم عن رُهاب «فوبيا» غير طبيعية من الماكينة الإعلامية، فقد نحا منحى التهديد لمن يختلف معه، وكان واضحاً في نهجه الإقصائي عندما قال: على وشك أن أفعلها... واللي يحط صباعه هأقطعه...»... إلى نهاية التهديد لكل من يختلف مع حكم «الإخوان المسلمين». وبعدها مباشرة خرجت جماعات دينية متطرفة وحاصرت المدنية الإعلامية، وحاولت منع خروج الإعلاميين، بل وفق ما نشر أن بعض الإعلاميين تعرض للاعتداء. فالمشهد الحالي يؤكد أن هناك «فوبيا» من الإعلام المقروء والمرئي، وأن «الإخوان» لم يعودوا يطيقون الحرية الإعلامية، ولا نعرف ما إذا كانت هناك توجهات جديدة تحد من الحريات العامة، وتضيق على كل من يعمل في مجال الإعلام. ويبدو أن المشكلة التي تغيب عن أذهان «الإخوان» هي أنهم دائماً ما يعتقدون أنهم ضحايا، وكونهم ضحايا يندفعون نحو مخاصمة الآخر دون تفكير بأن من يزعم بأنه دائماً ضحية للآخر ليس بالضرورة أن يكون على صواب. الأزمــة العربيـة الراهنـة يقول د. حسن حنفي إن الزمن العربي يعاني من حصار بين ماض ما زال حاضراً ومستقبل مأمول، وحاضر لا يعرف العرب كيف يشخصونه لكي يعرفوا في أي مرحلة يعيشون؟ ونظراً لتوقف الزمن العربي هناك حنين إلى الماضي في كل التيارات الثقافية والقوى السياسية. فالماضويون يحنون إلى الماضي، ماضي الحضارة الإسلامية، وعصر الخلافة الراشدة، عندما كان المسلمون صناع حضارة ورواد فكر وعلم. والليبراليون يحنون إلى مصر الليبرالية في النصف الأول من القرن العشرين. والقوميون يحنون إلى الخمسينيات والستينيات عصر الازدهار القومي. والاشتراكيون والماركسيون يحنون إلى الثورة البلشفية عام 1917 قبل انهيار المنظومة الاشتراكية في أوائل التسعينيات. وفي مقابل حنين السلفيين إلى الماضي يرنو العلمانيون إلى مستقبل ومجتمع عقلاني علمي رشيد قفزاً على المراحل، وتعميماً للنموذج الغربي الذي تجاوز حدود نشأته وأصبح مثالاً تحتذيه الشعوب النامية. أما الحاضر فلا أحد يعرف طبيعته، وهو حلقة الوصل بين الماضي والمستقبل. ينغمس البعض فيه في الدولة ونظامها حرصاً على المنفعة الخاصة. ويهاجر فريق ثانٍ خارج البلاد وليصنع مستقبله في بلاد المهجر العربية والغربية. وينعزل فريق ثالث، ويدخل إلى قرارة نفسه ينعي الزمن الرديء ويغادر هذا العالم هماً وكمداً وغماً. والحل هو فك حصار الزمن، والانتقال من الماضي والمستقبل إلى الحاضر وتشخيصه ومعرفة طبيعة المرحلة وضرورة الانتقال من التراث إلى التجديد، وإعادة بناء الموروث القديم طبقاً لتحديات العصر، وتحويل نمط العلاقة بالغرب وتحويله من مصدر للعلم كي يصبح موضوعاً للعلم، والتنظير المباشر للواقع وتحويله إلى نص جديد بدلاً من الاكتفاء بتأويل النص القديم أو ترجمة النص الحديث حتى لا تتحول الحضارة العربية إلى حضارة نص وتأويل دون إبداع نص جديد فتنتقل الحضارة العربية كلها من النقل إلى الإبداع. حساسية كوريا الشمالية تجاه العالم يرى د. عبدالله جمعة الحاج، أنه في تقليد غاب طويلاً عن العمل السياسي في كوريا الشمالية، ألقى زعيمها «كيم جونج أون»، خطاباً سياسياً ركز فيه على إصلاح الاقتصاد المتردي، وتخفيف التوتر مع كوريا الجنوبية. ومنذ توليه السلطة هذه أول مرة يتحدث فيها «أون» عن أمور بهذه الأهمية تتعلق بسياسات بلاده الداخلية والخارجية. ويعتقد عدد من خبراء الشأن الكوري بأن هذه التصريحات ربما تشكل تمهيداً حقيقياً لإدخال إصلاحات محدودة على الاقتصاد، ووجود نية لإنهاء المواجهة مع كوريا الجنوبية رغم تحفظهم بأن هذه التصريحات لا تعني بالضرورة حدوث تغييرات جوهرية. قضية الإصلاح في كوريا الشمالية مثيرة للجدل، وربما خطيرة على النظام الحاكم، وبالنسبة للإصلاح الاقتصادي، ما هو الأنموذج الذي سيتبع، هل هو الصيني أم هو شيء آخر؟ فلو تقرر اتباع الصين، فإن كوريا الشمالية مختلفة عنها في كل شيء. غزو العراق... سجال حول دور الجندي يقول ويليام فاف: قبل عشر سنوات، كانت القوات الأميركية الغازية تزحف عبر الأجواء المغبرة على بغداد قادمة إليها من البصرة، ثاني أكبر مدينة عراقية، التي كانت القوات البريطانية تقاتل من أجل تأمينها. وفي الثالث من أبريل عام 2003، تم الوصول إلى أطراف بغداد، وتمت السيطرة على مطار بغداد في التاسع من أبريل. وهكذا، انطلقت مغامرة بوش الإبن لخلق ما سماه «محافظو» واشنطن الجدد «الشرق الأوسط الجديد». مغامرة تبين اليوم أنها كانت إخفاقاً، وخسارة للأرواح. فقد أُمر الجنود الأميركيون من قبل حكومة المالكي المدعومة من الولايات المتحدة بالخروج من العراق، وهذا الأخير مازال يشهد صراعاً طائفياً وإثنياً خطيراً. وعلاوة على ذلك، فقد قام وزير الخارجية الأميركية جون كيري بزيارة إلى بغداد مؤخراً بقصد مطالبة الحكومة العراقية بالكف عن السماح للطائرات الإيرانية باستعمال مجاله الجوي لإمداد الجنود السوريين الذين يحاربون الانتفاضة المدنية في بلدهم، غير أن صحيفة «نيويورك تايمز» أشارت إلى أنه بعد نقاش «لم يخل من حدة» بين رئيس الوزراء العراقي وكيري، «لم يلح في الأفق أي مؤشر ملموس على أن العراقيين مستعدون لتغيير موقفهم». وفي هذه الأثناء، كان أوباما يقوم بزيارة إلى إسرائيل، حيث أعاد التأكيد لرئيس الوزراء الإسرائيلي على دعم الولايات المتحدة الثابت لإسرائيل في أي حرب مع إيران. وهو ما يعني أن مزيداً من الأرواح ستخسر. أوباما: إلى الإسرائيليين مباشرة حسب د. عادل الصفتي اختتم أوباما الأسبوع الماضي زيارة تاريخية إلى إسرائيل، وبالنظر إلى الجهود التي بذلتها إدارته أثناء الإعداد لهذه الزيارة في التقليل من شأن أي توقعات بتحقيق اختراق، يمكن القول إن زيارته لم تخيب الآمال: ذلك أنها لم تحقق أي اختراق. وبالتالي، فإن مهمة محاولة استئناف مفاوضات السلام المعطلة، وخطر الفشل الذي يرافقها، باتت ملقاة الآن على عاتق وزير خارجيته كيري. لكن الزيارة، والتي وصفتها «نيويورك تايمز» بأنها كانت حبلى بالرمزية، لم تخل من اهتمام حقيقي، فقد أمضى أوباما معظم وقته في إسرائيل وأفرد معظم خطاباته هناك للتأكيد على أن الولايات المتحدة ستظل دائماً أهم حليف لإسرائيل، وأن روابطهما متينة وقوية، وأن أميركا ستقف دائماً إلى جانب الدولة العبرية وستدافع عن أمنها ضد كل الأعداء وجميع التهديدات، أكانت من قذائف «حماس»، أو أسلحة إيران النووية، أو «حزب الله»، أو أسلحة سوريا النووية أيضاً. أوباما طمأن جمهوره الإسرائيلي أيضاً بأنه يفهم تردده في المجازفة من أجل السلام. وفي هذا الإطار، استعمل الحجة الإسرائيلية القائلة بأن إسرائيل جازفت من أجل السلام عندما انسحبت من لبنان وغزة لتكافأ على ذلك بالعنف من «حزب الله» و«حماس»؛ لكنه رفض استعمال هذه الحجة كذريعة لعدم الانخراط في مفاوضات السلام. وقال أوباما، الذي رفض على نحو غير مباشر، الحجة الإسرائيلية القائلة بأن إسرائيل ليس لديها شريك فلسطيني للسلام: «لديكم بالفعل شريك حقيقي» هو عبّاس ورئيس وزرائه فياض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©