الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التعريفات الأميركية على الصين تنذر بزيادة التكاليف والأسعار

التعريفات الأميركية على الصين تنذر بزيادة التكاليف والأسعار
24 ابريل 2018 21:39
تعتبر الصين مصدراً مهماً للمواد الأساسية لجزء صغير فقط من المنتجات التي وضعها الرئيس دونالد ترامب على قائمة التعريفات المقترحة، ولكنها قد تضرب بشكل غير متناسب بعض الشركات الأميركية التي تعتمد على الواردات الصينية من خلال زيادة التكاليف وإجبارها على رفع الأسعار. وتفرض الرسوم الجمركية التي تم كشف النقاب عنها الشهر الماضي 25% من الرسوم على أكثر من 1300 منتج تندرج تحت 872 فئة وتمس قطاع الصناعات الأميركية. وسيصل إلى ما يقدر بنحو 50 مليار دولار من الواردات الصينية تتراوح بين معدات المصانع والسلع المنزلية. ومن بين 345 منتجاً على الأقل تمت تغطيتها بالكامل بالتعريفات المقترحة، فإن 5% فقط من إجمالي القيمة المستوردة العام الماضي جاءت من الصين، وفقاً لتحليل وول ستريت جورنال للبيانات من شركة الأبحاث التجارية بانجيفا. لأكثر من 90 من تلك الفئات، بما في ذلك أجهزة ضبط نبضات القلب ومعدات حصاد المحاصيل الزراعية، شكلت الواردات من الصين أقل من 0.1 %، وفقاً لبانجيفا، التي اعتمدت في تقريرها على بيانات مكتب الإحصاء في الولايات المتحدة. ومن المرجح أن يكون من الأسهل على الشركات التي تستورد هذه المنتجات أن تستوعب التعريفات الجمركية، أو أن تنتقل إلى مورِّدين من بلدان أخرى إذا ما بدأ تنفيذ هذه التعريفات. وفي الوقت نفسه، تعتمد 38 فئة من المنتجات على نسبة كبيرة من الواردات من الصين تبلغ أكثر من 30%. ونتيجة لذلك، من المرجح أن يتحمل المنتجون الذين يستوردون هذه المنتجات من الصين بدلاً من أي مكان آخر وطأة التعريفات، إذا لم يتمكنوا من العثور على موردين بديلين. وقد تضطر بعض الشركات إلى رفع الأسعار في وقت تتزايد فيه تكاليف المواد الخام والعمالة بالفعل. وقال آرون جاجدفيلد، الرئيس التنفيذي لمصانع توليد المولدات جينراك هولدنجز: «لا يمكننا حتى أن نجد بديلاً لبعض المكونات هنا في الولايات المتحدة». معاقبة الانتهاكات ويوضح هذا السيناريو كيف يمكن لسياسة إدارة ترامب التي تهدف إلى معاقبة الانتهاكات التجارية المزعومة للصين أن تؤدي في نهاية المطاف إلى حلول، فهي تهدد بخلق فائزين وخاسرين من بين الشركات الأميركية، وكذلك زيادة الأسعار على المستهلكين الأميركيين. وتحصل جينراك هولدنجز على جزء كبير من مختلف المكونات المستوردة من الصين، بما في ذلك المولدات والمضخات والمحولات الكهربائية. وقدر جاجدفيلد أن الشركة، التي لديها ستة مصانع في ولايتها الرئيسية في ولاية وسكنسون ويعمل بها 3500 موظف أميركي، يمكن أن تواجه ما يصل إلى 5 ملايين دولار كتكاليف إضافية كل عام بسبب التعريفة الجمركية، والتي تبلغ قيمتها 3% من أرباحها البالغة 160 مليون دولار أميركي حسب الأرباح التي حققتها في العام 2017. إذا لم تقم الشركة برفع أسعار منتجاتها على عملائها أكثر، فإنها ستأخذ في الاعتبار البحث عن موردين آخرين أو نقل المصانع إلى مواقع أرخص خارج الولايات المتحدة. وما زال أمام الشركات الوقت للتعليق على التعريفات المقترحة بموجب المادة 301 من قانون التجارة الأميركي لعام 1974، وذلك قبل أن تتخذ الولايات المتحدة قرارات نهائية في الأشهر المقبلة. وقال متحدث باسم جينراك هولدنجز، إن الشركة تعمل على الحصول على طلب إعفائها رسمياً من تلك التعريفات. ومن المتوقع أن تكشف إدارة ترامب عن تعريفات جمركية على 100 مليار دولار إضافية من الواردات الصينية في الأيام المقبلة. ربع الواردات ويمكن أن تؤدي التعريفة ذاتها إلى ضرب شركتين تعملان في نفس المجال بشكل مختلف، اعتماداً على المصدر الذي يورد إليها المكونات اللازمة للتصنيع. فعلى سبيل المثال، جاء ربع واردات الولايات المتحدة من الحديد والصلب والتي بلغت 1.1 مليار دولار من الصين في العام الماضي. لكن بيانات شركة بانجيفا تشير إلى أن شركة ستلفاست، وهي شركة متخصصة في صناعة البراغي والصواميل المستخدمة في الصناعات والتي تتخذ من كليفلاند مقراً لها، حصلت على ما يزيد قليلاً عن نصف حجم المواد الخام لتصنيع الصواميل من الصين خلال العام الماضي. في غضون ذلك، حصلت شركة فاستنال لتصنيع البراغي والصواميل وأدوات أخرى في الصناعة، ومقرها مينيسوتا، على 17% من شحنات الحديد والصلب اللازمة لصناعة الصواميل والمنقولة بحراً من الصين في العام الماضي، وفقاً لبيانات بانجيفا. وحتى الآن، حدد فاستنال حجم التكلفة الإضافية التي ستتكبدها الشركة عند تطبيق التعريفات الجديدة حوالي 12 مليون دولار أي ما يعادل تقريباً 0.5% من حجم المبيعات في العام الماضي. وقال هولدن لويس رئيس الشؤون المالية لشركة فاستنال: «إجمالي تأثر الشركة بتلك التعريفات يبدو أنه سيكون متواضعاً إلى حد ما، ولكن السؤال الآن هو ما مدى تأثير التعريفات الجمركية التي تقترحها إدارة الرئيس ترامب على عملائنا في النهاية». يذكر أن الأرقام الخاصة بحجم الواردات الأميركية من الصين والتي نقلتها بانجيفا من إحصاءات رسمية للحكومة الأميركية عن حجم الشحنات المنقولة بحراً إلى الولايات المتحدة، لا تتضمن الشحنات الواردة عن طريق البر من كندا والمكسيك أو واردات الشحن الجوي، فهذا يعني أنه من الممكن أن تحتوي حاويات الشحن الواردة للولايات المتحدة بسبل غير البحر على منتجات إضافية تتجاوز تلك المشار إليها في تقرير بانجيفا. بعض المديرين التنفيذيين يشعرون بالقلق من أن زيادات الأسعار يمكن أن يدفع العملاء للبحث عن مصادر أخرى للشراء. وكانت شركة فالكين، وهي شركة متخصصة في تصنيع مدافع إطلاق كرات الطلاء المستخدمة في لعبة «بينت بول» والتي تتخذ من نيوجيرسي مقراً لها، قد استوردت العام الماضي 43 حاوية شحن من مدافع كرات الطلاء أنتجت في الصين، وهذه الواردات ستصبح عرضة لتعريفات ترامب المقترحة، كما تشير بيانات بانجيفا. منع التعريفة المقترحة وقال المدير التنفيذي في فالكين جينو بوستوريفو، إن الشركة استعانت بجماعة ضغط في واشنطن لمحاولة منع التعريفة المقترحة على مدافع كرات الطلاء من أن تصبح نافذة المفعول. وأضاف أن تحويل الإنتاج من الصين سيشكل «استنزافاً شديداً» لأرباح الشركة، لكنه أشار إلى أن الشركة ستفعل «كل ما يتطلبه الأمر» لحماية عملائها وحصتها في السوق. بعض التعريفات المقترحة، مثل تلك على غسالات الصحون المنزلية، يمكن أن تفيد الشركات الأميركية. وتقوم شركة ويرلبول، التي تتخذ من ميتشيجان مقراً لها، بتصنيع غسالات الصحون في الولايات المتحدة في مصنعها بولاية أوهايو. لكن بعض منافسي ويرلبول يستوردون على الأقل بعض الوحدات المباعة في الولايات المتحدة من الصين، بما في ذلك شركة سامسونج للإلكترونيات من كوريا الجنوبية والكترولوكس من السويد، بحسب بيانات بانجيفا. وقالت متحدثة باسم الكترولوكس إن التعريفات ستضر أيضاً بعمليات التصنيع التي تقوم بها الشركات الأميركية؛ لأنها ستتأثر بالتعريفات المفروضة على المكونات الصينية المستخدمة في الأجهزة الأخرى المصنوعة داخل الولايات المتحدة. وقالت متحدثة باسم سامسونج إن الولايات المتحدة سوق مهم: «ونحن نبحث كيف سيؤثر قرار التعريفات الجمركية على حجم أعمالنا». وتستورد شركة ماسيمو التي تتخذ من ولاية تكساس مقراً لمصنعها، قاعدة سيارات الدفع الرباعي ذات المقعدين من الصين، وستخضع وارداتها تلك للتعريفات الجمركية في حال تنفيذها. وتبيع ماسيمو السيارات حالياً بحوالي 7500 دولار. وقال كريس ألبورز، المستشار بالشركة، إن ماسيمو قد تضطر إلى أن ترفع الأسعار بنحو 1500 دولار لكل سيارة أو ستبحث عن مورد جديد إذا دخلت التعرفية حيز التنفيذ. ومع ذلك، قال ألبورز إن مالك ومؤسس ماسيمو، ديفيد شان، وهو مهاجر صيني، يدعم مسعى ترامب لفرض التعريفات. وأشار إلى أن «هناك ساحة غير عادلة بين الولايات المتحدة والصين، مما يجبر الشركات المُصنعة مثل ماسيمو على شراء وحداتنا من الصين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©