الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حبيب الصايغ: أنا متفرد···

حبيب الصايغ: أنا متفرد···
24 يوليو 2008 00:10
متمرد على السائد الشعري بعقلانية ناقد، ومهارة فاحص للؤلؤة الشعر، لا يترك الأمور هكذا تمر، دون أن يحدِّق فيها بدقة، محاور صريح إلى حد أنك تخاف أن تكتب كل صراحته، يقول آراء لا يرضى عنها الكثيرون، بل ومن الغرابة أن عدم رضا الآخرين هذا لا يدفعهم للرد على آرائه، ما داموا يختلفون معه فيها، ولا نعرف لماذا؟ كتب الشعر منذ طفولته، وظل هاجسه الوحيد، يرى أن مشروعه الشعري هو أكثر أهمية من انشغالات الحياة اليومية، له أمنيات وأحلام لا تزال بعيدة، ربما تحقق جزء منها إلا أنه يحلم بها باستمرار· حبيب الصايغ شاعر من الامارات خرج من أردان الصوفية والتجريد الكوني، دخل عالم الشعر مؤتزراً بالكلمات والصور والمعاني فشكلها ولا يزال ينسج بردته فيها فاعتبر مجددا في القصيدة الاماراتية لتقاطع تجربته مع روح الحداثة في تشكلات لغته نحو استخدامات مختلفة تجمع بين الموروث والرموز· شاعر خارج عن المألوف والسائد، صارم إلى حد الخوف، يطمح لثورة في الشعر، ولا يبصر أحداً يغريه شعراً إذ لا خصوصية لكثير من الشعراء إلا في اكتظاظهم عند بوابة الشعر، كلهم يريدون أن يدخلوا مملكة الفردوس ولا أحد منهم قد خلف وراءه بصمة تبرق مضيئة ليهتدي إليها الساري في درب الكلمات· له ''وردة الكهولة''، و''قصائد إلى بيروت''، و''ميارى''، و''الملامح''، و''قصائد على بحر البحر''، و''التصريح الأخير للناطق باسم نفسه''، و''هنا بار بني عبس الدعوة العامة'' وأخيراً ''ثلاثة أرباع الغيم''· أصدر من قبل المجلة الادبية ''أوراق''، ويعمل في الصحافة وحصل أخيرا على جائزة الدولة التقديرية في الآداب· حتى أسماء دواوينه تنطق بالاختلاف والخصوصية، فهل خالفت خصوصيته تلك السائد والمألوف مما جعله لا يحتكم إلا لذائقته الصعبة؟ في هذا الحوار مع ''الاتحاد الثقافي'' يكشف حبيب الصايغ عن اللامألوف لديه وعن آراء أكثر جرأة· ؟ أين تضع تجربتك بين شعراء جيلك بالرغم من أنك تقول في لقاء لك ''إنني متفرد'' ووضعته بين قوسين؟ ؟؟ أرجو أن ترفع القوسين حيث سأضعه معك بدون هذين القوسين فلولا شعوري أو حتى يقيني بأنني متفرد لما نشرت شعراً ولما قلت إني شاعر· في الشعر لا توجد منطقة وسطى أن تكون متفرداً أو تكون شاعراً أو لا تكون فتنفي عنك صفة الشعر خصوصاً أن تكون صاحب تجربة طويلة ويفترض أنها عميقة· التفرد الذي أعنيه ينبع من النص قبل أي شيء آخر· أنا أقدم نصوصاً متفردة وأشتغل عليها اشتغال الحريص والماهر في الوقت نفسه· يمكن القول إنني لم أستطع أن أقول هذا الكلام في بدايات التجربة· فورائي الآن 40 عاماً من التجربة· هذا تفرد النص· إلا أن هناك تفرداً آخر أمتلكه من بين جيلي كما تقول، لا أريد أن نعرف الجيل تعريفاً علمياً ولكن عندما نشأت في أبوظبي لم يكن معي أحد أو حولي، إذ كان د· أحمد أمين المدني رحمه قبلي في دبي لعقدين على الأقل إلا أن هناك فجوة ما بيني وبينه حيث ذهب المدني إلى بغداد وكمبردج وحصل على دكتوراه في اللغة العربية ولكني حين أصنفه أضعه في فئة الشعراء الرومانسيين فهو يمتلك لغة عذبة لكن مشروعه الشعري ينتمي إلى أولئك أكثر مما ينتمي إلى عصر الشعر الجدي·· طبعاً أنا متفرد· ؟ أين تكمن مغامرتك في القصيدة التي تكتبها خاصة وأنت تقول ''إنني الأول في ريادة الشعر الحداثي''؟ ؟؟ أقصد في الإمارات وأقصد أنني لست منبتّ الصلة عن العالم الشعري في الوطن العربي· القصيدة تحس ولكن هناك معايير للقصيدة الجيدة والجديدة· هناك شكل متميز وجديد وهنالك مضمون وفكرة وبنية وهناك انفلات من البنية لخلق بنية جديدة أكثر تجاوزاً وهناك شاعر عندما يكتب قصيدة ويحس أن هناك شاعراً آخر كتب قصيدة قريبة من فكرتها تلك يتخلى عن قصيدته بسهولة· وأيضاً المهم ليس تجاوز غيرك بل أن تتجاوز نفسك وهذا مهم جداً ولا أتصور شاعراً حقيقياً من دونه· حتى مسألة العنوان أو عدم وجود العنوان· الفراغات، البياضات، علامات الترقيم التي تدخل في الأسلوب، أشياء مهمة في القصيدة، فالقصيدة كائن حي· أنا مسؤول عن صياغتها وتقديمها إلى الناس بشكل جيد حتى حين النشر، المسألة لديّ مترابطة أنا أكتبها للناس· ربما أكتبها لشخص معين ولكنها تمتلك ظلالاً عامة وهذا لا علاقة له بالإعلامي فيّ· هذا له علاقة بالشعر الذي هو صلة الشاعر بالناس في دخول متفاتح بيني وبينهم· خطوط حمر ؟ الآن تحديداً، أراك تكتب في أنماط القصيدة المتعددة، كيف يتأتى لك هذا التحول؟ أهي الموضوعة التي تفرض شكلها؟ ؟؟ أنا برأيي أن هذا نابع من وعي التجربة، تجربتي وتجربة الآخرين، أنا لا أضع خطوطاً حمراً بين القصيدة العمودية وبيني مثلاً وحتى حين تأتيني هذه القصيدة أكتبها، فأنا لا أسعى إليها بالتأكيد، وأكتب التفعيلة والنثرية بالفروق المشابهة وقصدي أنها تأتيني متى ما كانت الحالة الشعورية تستدعي ذلك، وقد أمزج بين شكلين أو ثلاثة· لا أجرؤ على إلغاء هذا التراث العربي العظيم، أنا كشاعر في بدايات الألفية الثالثة لا ألغي هذا التراث· وان كنت قادراً على إحيائه فيجب أن أسهم في ذلك كما يسهم غيري، ومسؤوليتي اتجاه القصيدة الجديدة، واضحة بالتجديد فيها كي أمدها بطاقتي وموهبتي واطلاعي على تجارب الآخرين عنه العرب وغيرهم ممن يسهم في ذلك، فأنا لا أكتب قصيدة المتنبي وأبوتمام بل أنا أكتب قصيدة حبيب الصايغ التي تستفيد من زملائه ابتداء من نازك والسياب مروراً بأدونيس ووصولا الى درويش· أعتقد أن التخلي عن التراث كتابة وليس استماعاً هو نوع ساذج من أنواع الجهل، على خطورة أن نكتب ما كتبه الآخرون قبلنا، بأن نردد ما قاله الآخرون قبلنا، القصيدة التي أكتبها لابد أن تكون لافتة، وأنا مصر على عدم التخلي عن هذه الأشكال الثلاثة لأبرهن لنفسي وللآخرين ضرورة تعايش الأشكال مع البعض، الآن أجد أن كتاب قصيدة النثر يطالبون بالغاء قصيدة التفعيلة والتفعيلة فعلت ذلك مع الكلاسيك، وحتى داخل قصيدة النثر نفسها· أنا لا أؤيد مراعاة ذوق جمهور الشعر ولكن لا أؤيد القطيعة مع الجمهور، كان يسعدني أن أرى نزار قباني في أمسياته حيث يحتشد جمهور من كل الأجناس والثقافات أو أرى درويش كذلك، ان قضية الشاعر النجم ظاهرة تسعدني· تأمل صوفي ؟ أغلب ما تكتب فيه تأمل صوفي·· هل ترى أن هناك إشكاليات لا تحسم في الواقع فتتناولها صوفياً؟ ؟؟ يمكن أن أستبدل التعبير الذي ينسجم مع هذا الذي تريد، بأن نضع التجريد الكوني الذي يتجاوز حتى الصوفية وإن كانت هي أحد منابعه، أنا لا أستطيع أن أفصل كينونتي عن تربيتي الدينية والأسرية والمجتمعية، فكلما شعرت أنني بعيد عن القصد وغير مباشر أبدأ بالتفكير بعمق، إن الشاعر يدخل في دوائر معينة منها ما عرفها أو تخصص بها وبخاصة انني متخصص في الفلسفة وهذا له دور كبير ومهم· ؟ ولكنني عندما قلت ''صوفيا'' لم اختلف مع ما تقوله الآن؟ ؟؟ ممكن ولكن لا أدري كيف لاحظت ذلك، وهي ربما في قصائدي الأخيرة· هناك اكتشاف جديد للمرأة وللتأكيد أقول أن قصائدي الأولى فيها مدائح نبوية وقصائد عن الحسين كرمز كنت ألقيها في احتفالات تقام في المناسبات الدينية وهي في البدايات أي قبل إصدار مجموعتي الأولى· لديّ شعر كتبته ما بين 68 وحتى 1980 وعلى مدى 12 عاما لم انشره في مجموعة وأنوي حين تصدر الأعمال الشعرية الكاملة أن أضعه في مجموعة مفترضة تحت عنوان ''البدايات''، وفي مجموعتي الجديدة ''ثلاثة أرباع الغيم'' التي تحتوي على قصائدي التي ستنشرها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، كما ستعيد الوزارة طباعة مجموعاتي السابقة وهناك مشروع في اتحاد الكتاب لاصدار خاص هو بمناسبة الفوز بجائزة الدولة التقديرية وفي جزءين ''جزء دراسات''، و''جزء مختارات'' بعنوان ''حبيب الصايغ·· ريادة الشعر والحياة''· ؟ من يشتغل على هذين المشروعين؟ ؟؟ الدراسات التي كتبت عني يحررها وليد علاء الدين أما المختارات فأنا ومجموعة من النقاد في طور اختيارها· مشاكس في الشعر ؟ يقال إنك مشاكس في الشعر، وبخاصة عندما تضع متلقيك في حيرة التساؤلات عن المعنى الذي تريد وفي دائرة الاختلاف والخصومة أي أنك تستدعي أقصى طاقات الرمز·· كيف تفسر ذلك؟ ؟؟ معنى هذا أنني أنجزت شيئاً أنا الآن راضٍ عنه، لا على طريقة أبي الطيب عندما يقول: أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم ولكن على طريقتي حيث الخصومة ليست هدفاً، وإنما التعدد إن شئت هدف، ومشاغبة الأذواق هدف· ولا أقول اللف أو الدوران وانما الابتعاد عما يلمس باليد وصولاً إلى ما يلمس بالروح، والأرواح لها طرائقها الخاصة في القراءة، وبالتالي فلي طريقتي الخاصة في مخاطبتها عندما أضع خلاصة تجربتي المتعددة والغنية والمعقدة بمعنى من المعاني في القصيدة فإن اثرها يجب أن يكون ما تعنيه، وإلا فإنها قصيدة اعتيادية حتى لا أقول فاشلة· ؟ لنتحول إلى الواقع الشعري الإماراتي واتجاهاته·· هل هناك ملامح جديدة· مغايرة يمكن تشخيصها؟ ؟؟ ربما كان من التحامل إذا وصفنا الساحة بأنها فارغة، لكن يجب أن نحدد رأياً واضحاً في هذا الموضوع فالساحة الشعرية مكتظة بشعراء ومبدعين، لكن لاخصوصية هناك، اللهم إلا هذا الاكتظاظ، وربما أيضا ـ وهذه ظاهرة عربية ـ نماذج الاجيال الشعرية وتقاطعها وتشكيل القطيعة بينها، ثم تبحث وسط هذا الركام كله عن شيء مختلف وأكيد فلا تكاد تتبينه أو تراه، لنقل أنها تجارب أو مشاريع غير مكتملة، شعراؤنا في الأغلب الأعم ينصرفون عن الشعر إلى انشغالاتهم المعيشية أو الحياتية، شعراؤنا في الأغلب أيضاً، تجنباً للتعميم، لا يعيشون الشعر، ولا ينذرون له أعمارهم، وهذا لا يحقق مشروعاً شعرياً كبيراً، ساحتنا الشعرية مليئة بالأصوات المتفاوتة في التفرد والجمال والجدة والجدية، لكن المرء يخشى أخيراً في نهاية المطاف أن يردد: إني لأفتح عيني حين أفتحها على كثير ولكن لا أرى أحداً· صراحة مطلقة ؟ أنت ماكر في إجابتك هذه فقد أفرغت الساحة؟ ؟؟ لا أفرغ الساحة، الساحة عامرة بأهلها، لكن هذا حكمي وذوقي وهو ذوق صعب، وقد توجد آراء غير هذا الرأي سوف أحترمها بالتأكيد، لكنني الآن وأنا معك أحاول أن أتذكر شيئاً مهماً ولا أستطيع· ؟ أنا بصدق تعجبني صراحتك وأنت تضع القوانين الصارمة للقول الشعري؟ ؟؟ أنا لا أجامل في الشعر ولا أجامل في الصحافة· ؟ ولكن هذا يعني أنك ترى انحداراً في عجلة الشعر، وبالضرورة نحتاج إلى بنية جديدة للقصيدة لا تستطيع الذائقة الشعرية أن تقتنصها الآن؟ ؟؟ أنا أعتقد أنه ليس هناك انحدار، ولكنه تكرار، هناك دوران في فلك عمودية الشعر الجديد، هناك قاموس مستهلك نفد وما زال الكثيرون ينهلون منه ولا يرتوون، هناك ثلاثة أشكال شعرية في الفصيح، العمودية والتفعيلة والنثر، قل لي من يبتدع قصيدة عمودية في الإمارات، وحتى عربياً، قل لي قامة كبيرة بعد موت الكبار لأعترف لك بإبداع هؤلاء في التفعيلة بالإمارات، قل لي اسما واحداً كبيراً يقنعني ويقنعك ويقنع محمود درويش وأدونيس ويقنع قارئاً في المغرب وقارئة في اليمن، وأن هذا شعر جديد ويشكل اضافة إلى التراث الشعري العربي الحديث، قل لي اسماً واحداً يكتب قصيدة نثر مختلفة ومفارقة وجديدة في الفكرة والمفردات واللغة وهي تدهش ببساطة ولا تتعمد الادهاش باختلاف المفارقات في اللفظ والأسلوب والمعنى والدلالة وتستند إلى صور لا رابط بينها بل ما فيها يدمر بعضه بعضاً· ؟ ولكنك الآن تحاكم الآخرين فبأي المعايير؟ ؟؟ أنا أحاكم الشعر لا الآخرين، وبذوقي ومعاييري العلمية، إنني أريد أن أرى مشاريع تجارب وليس قصائد منفردة هنا وهناك، حتى القصائد المنفردة أشك في وجودها· فالمشروع المتكامل لا يوجد، وقد تسألني هل يوجد هذا المشروع لديك أقول: نعم وأقدمه لك وهو بين يديك الآن· ؟ ماذا تقصد؟ ؟؟ إنه تراثي الذي أنتجته، ولذا أرى أن مشكلتنا عربياً وبالإمارات خصوصاً، أننا لا نسمي الأشياء بأسمائها الصحيحة ولا نضع الأشياء في مواضعها الحقيقية وبأحجامها· المختلف حكماً ؟ من كل هذا أقرأ أنك ترى في شعرك مغايرة عن السائد، اذا أين يكمن هذا التغاير؟ ؟؟ الاختلاف عن السائد، هذا أمر مفروغ منه، أنا قاس على الآخرين ولكنني قاس على نفسي أكثر، فمن أول مجموعة لي وهي قصيدة واحدة في كتاب، كتبتها لمدة سنتين وبعد ذلك وصلت إلى سطر شعري قلت فيه في ليلة من الليالي ـ وأنا أكتب شعري عادة مع الفجر ـ ''تشاغبني البيد في ذروة الوحدة العاقلة''، في هذه اللحظة رميت كل ما كتبته وابتدأت من جديد بهذا السطر، والمتتبع لتجربتي سيجد هناك فترات فيها انقطاعات وتدفقات هائلة، وفي فترة الانقطاعات التي قد تستمر 6 أو 7 سنوات، أكتب فيها وأرمي ما كتبته في سلة المهملات، بسبب القسوة التي أريد أن أكون مغايراً ومختلفاً بها· ملتقى شعري ؟ ألا يحتاج الشاعر الإماراتي إلى ملتقى شعري يعرض فيه رؤاه لكي يقيس فيه عمق شاعريته، على الأقل مؤتمر أو ملتقى خليجي؟ ؟؟ ضروري وليس بالضرورة حتى يقيس شاعريته، الملتقى مهم ثقافياً واجتماعياً وحتى سياسيا، وهذا يقودنا إلى طرح مسألة النشاط الثقافي في الإمارات وهو متفرق ومبعثر ومشتت، والدوائر الثقافية المتخصصة يجب أن تشتغل على مناسبات ثقافية كبرى يتمحور حولها العديد من الأنشطة، كأن يستغل معرض الكتاب في إقامة نشاط ثقافي مصاحب لا يستثني ثقافة الداخل وأهلها، كنا منذ زمن طويل نطالب أن يكون لنا مهرجان على غرار قرطاج وجرش خصوصاً مع خفوت هذه المهرجانات العربية، والطفرة الاقتصادية المصاحبة، ونزوعنا المعلن إلى التنمية الثقافية عبر الجامعات والمتاحف وخصوصاً أننا نملك شتاء ربيعي المناخ· فمن الأفضل لو نشتغل على مهرجان ثقافي كبير يعتني بالابداع شعراً وقصة ونقداً وتشكيلاً وغناء ومسرحاً· ؟ فلنعد قليلا الى ما قلت سابقا، أليس من الغرابة أن تقول ''كتبت الشعر في الثالثة من عمري وأهديته إلى أمي''··· أم هو في باب الاستعارة الشعرية؟ ؟؟ أنا لم أكتب الشعر في الثالثة، ولم أقل ذلك بل شعرت بأنني شاعر واكتشفت أنني شاعر في هذا السن وقد بدأت في تعلم الكتابة بعد ذلك بحوالي العامين· ؟ هناك جانب آخر لا بد ان نتحدث معك عنه وهو نقد الشعر الإماراتي، وكيف يلبس أنصاف النقاد ـ هنا ـ عباءة القاضي ليحاكموا شعركم، كيف ترى ذلك؟ ؟؟ هذه مصيبة مصائبنا، لا يوجد ناقد حقيقي ولا يوجد مشروع نقدي، وقد تكون هناك محاولات نقدية متفرقة ويستغرب المرء أن الإمارات جميعها لم تستطع أن تخرج ناقداً واحداً، لدينا أساتذة جامعات، أكاديميون متخصصون في النقد، أين هم من انتاجنا؟ هل هو تقصير منهم؟ الغريب أننا لا نعرف من أين، فهناك عزوف في المناهج عن انتاجنا الابداعي، ويبدو أنه عزوف ممنهج· ؟ ماذا بعد جائزة الدولة التقديرية التي حصلت عليها·· بماذا يحلم حبيب الصايغ؟ ؟؟ أنا دائماً أحلم بأنني أكتب الأفضل وأتجاوز ذاتي، أحلم بخلود القصيدة، أحلم بأن يكون هناك شعراء إماراتيون مبدعون، أحلم بكتابة رواية خالدة، وفي نفس الوقت أغبط من يستسهل تحقيق مثل هذا الحلم عبر استسهال كتابة الرواية كجنس أدبي بالتحديد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©