السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحكاية السردية والقراءة

الحكاية السردية والقراءة
24 يوليو 2008 00:19
إن كل قراءة تقدم حكاية، وهذه الحكاية تصور لنا القارئ وعلاقته بالنص، ويمكن استلهام الحكاية من الخطاب النقدي دون أن يكون النقاد قد نصوا عليها صراحة، وهذا يعني تقريب الخطاب النقدي من السرد، والحياة اليومية· ويرى جوناثان كلر أن التحدث عن معنى العمل هو أن نسرد حكاية القراءة، وكأنه بذلك يلمّح إلى أن هناك علاقة سردية تربط كل قارئ بالنص علينا أن نتأملها بدقّة، ثم أن إليزابيث فرويند قسمت القراءة إلى نوعين من الحكايات، حكاية بطولية كما تجلى عند ياوس وإيزر، يحاول فيها القارئ أن يصل إلى المعنى، فيتعثر باللاتحديد وبالفجوات، لكن النص نفسه توجد فيه تلميحات نصية تقود القارئ في النهاية إلى أن يملأ الفراغات، ويوصل تقطعه وفجواته ببعضها بعضا، فيمسك بالمعنى· وتنتمي هذه الحبكة إلى الفئة السردية ذات النهايات السعيدة· أما النوع الثاني من الحكايات عند فرويند فقد ظهر مع التفكيكية، فولدت حبكة أخرى يكون فيها القارئ ضد البطل، واستفسارات القارئ توضح لنا إخفاقاته في البحث عن المعنى، وتتقدم العقدة لتنحل في الخيبة والتضليل، ويعود من رحلته مكللا بعار الهزيمة والإخفاق، فيكرر المحاولة، فيخفق مرة أخرى، لتتأكد عملية القراءة وتتعقد، فتفرز قراءة أخرى دون جدوى· ومن النقاد الذين ينتمون إلى هذه الفئة من الحكايات بول دي مان وهيلس مللر· وعلى الرغم من كثرة أنواع القراء في النقد الأنجلو أمريكي إلا أن الدارسين يترددون بشدة في عدّ هذا الاتجاه نظرية مستقلة، فجين تومبكنز ترى أن نقد استجابة القارئ لا يمكن نعته بأنه نظرية موحدة، لكنه مصطلح أصبح مرتبطا بأعمال النقاد الذين يستخدمون كلمات مثل القارئ وعملية القراءة والاستجابة؛ حتى يظهروا حدود الحقل الذي يشتغلون فيه؛ ولذلك قدمت نقد استجابة القارئ بوصفه نقدا يجمع بين عناصر مختلفة، ولم تشر إلى أنه يظهر ترابطا منطقيا· ويؤكد بيتر رابينيوتز قول تومبكنز، ويعيد إلينا استخدام تقنية الحكي في وصف آفاق التلقي في النقد الأنجلو أمريكي، فالدارس ـ حسب رابينويتز ـ لا يمكن أن يتخيل نظرية التلقي بوصفها كتلة موحدة، ويرى أنه من المفيد أن نتخيلها بوصفها متنزّهًا للتسلية، يشمل كتلا من الجماعات المستقلة بسياراتهم الخاصة، ويدورون حول محورهم الخاص الذي يميزهم عن بعضهم بعضا، في الوقت نفسه فإن هذه الجماعات تستقل سياراتها وتدور بالتتابع على نواة مركزية، والنواة المركزية هنا هي القارئ، وقد ظهر ليملأ الفراغ الذي وقع بعد انهيارالفرضية الأساسية التي يقوم عليها النقد الجديد المتمثل في استقلال النص·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©