الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

تسمية القرآن بالمصحف جاءت من «الحبشية»

28 مايو 2010 00:22
أكد الباحث المصري أستاذ اللغات الشرقية في جامعة القاهرة مجدي عبد الرازق في مؤتمر التواصل التراثي الذي ينظمه مركز المخطوطات في مكتبة الإسكندرية، أن تسمية القرآن بـ”المصحف” أتت من اللغة الحبشية، وهي تعني الكتاب. واستند عبد الرازق إلى ما ذكره الإمام جلال الدين السيوطي (القرن السادس عشر) قائلاً إن “العرب عندما قرروا أن يسموا القرآن، قال بعضهم سموه إنجيلاً فكرهوه، فقال بعضهم سموه سفراً فكرهوه (...) فقال ابن مسعود رأيت بالحبشة كتاباً يدعونه المصحف، فسموه به”. وأضاف “الصحف عند العرب قبل كتابة المصحف لم تكن سوى ما يكتب فيه ويشبه الورق في زمننا الحالي، من أكتاف (العظام العريضة) وعسب (من جريد النخل) وكانت تعني أيضاً الرسالة”. وأوضح أن “الاشتقاق في اللغة الحبشية أكثر وضوحاً وبياناً حيث نجده في فعل وفاعل ومفعول به”. وأشار الباحث إلى أن هناك الكثير من المفردات الحبشية دخلت لغة القرآن وأشار إلى أصولها، إلى جانب إجراء مقارنات مع شبيهات لها في العربية وصولاً إلى البرهنة على أن أصلها يعود إلى اللغة الحبشية القديمة. ومن بين هذه الكلمات “الحواريون” وهم تلاميذ عيسى عليه السلام. وهي بمعنى تبعه وسار وراءه والتحق به. واثبت الباحث بعد مقارنات مع مفردات عربية مثل “حور” التي تعني الرجوع ولا تعني التبعية “أن الكلمة أقرب للكلمة الحبشية حواريون بمعنى أتباع وتلامذة وسائرون على الرؤية والمنهج نفسهما”. وبحسب الباحث فإن كلمة “فطر” الحبشية التي تشير إلى معنى الخلق هي الكلمة التي أخذها القرآن عن الأحباش، وليست كلمة “فطر” العربية التي تعني الشق والانشقاق، مثل فطر الشيء أي شقه، وتفطرت الأرض بالنبات أي انشقت عنها، وهي كلمة لم تعرفها اللهجة القرشية. وأوضح عبد الرازق أن “هناك كلمات وردت في الأحاديث النبوية مأخوذة عن الحبشية مثل الحديث النبوي (ولا تناجشوا ولاتدابروا). والتناجش تعني في البيع أن يزيد الرجل في ثمن السلعة وهو لا يريد شراءها ولكن ليسمعه غيره فيزيد على زبائنه”. ورأى الباحث أن “هذه الكلمة تم أخذها عن الحبشية فهي تعني المزايدة على الحكم. وأن كلمة النجاشي أيضاً هي اسم ملك الحبشة”. ويشارك 45 باحثاً من 16 دولة في مؤتمر التواصل التراثي الذي بدأ الثلاثاء، ويشرف على تنظيمه مركز ومتحف المخطوطات في مكتبة الإسكندرية. وقدم الباحثون خلال المؤتمر الذي اختتم أعماله مساء أمس 32 ورقة بحثية.
المصدر: الإسكندرية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©