طهران: وضع الموقع النووي الجديد تحت إشراف الوكالة الدولية

سعت إيران امس الى محاولة امتصاص غضب الغرب ازاء ما أعلنته عن الموقع الجديد لتخصيب اليورانيوم، حيـث قال رئيس المنظمة الإيرانيـــة للطاقة الذرية عــلي اكبر صالحي «ان هــذا الموقــــع المنتظر ان يبدأ العمل قريبا لتخصيب اليورانيوم بنسبة اقصاها 5 في المائة ســيوضع تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي سيتم التفاهم معها حول تحديد موعد لتفتيشه». في وقت أعلن الحرس الثوري الايراني انه سيجري ابتداء من اليوم الأحد مناورات صاروخية لصيانة وتطوير قدرات القوات المسلحة. ونفى صالحي اي طابع عسكري للموقع الجديد (الثاني بعد موقع نطنز) لتخصيب اليورانيوم، قائلا « كيف نفسر انه سيكون تحت إشراف الوكالة الدولية». وقال «إن بناء هذا الموقع هو اجراء احتياطي لتفادي اي حدث غير مرغوب فيه.. مع كل التهديدات التي نواجهها يومياً، من واجبنا تفريق مواقع منشآتنا لحمايتها ومواصلة أنشطتنا النووية». وأشار الى ان بلاده ستحدد مع الوكالة موعداً لزيارة مفتشيها للموقع والتي ستتم وفق القواعد، وقال إن الرئيس محمود احمدي نجاد اكد انه ليست لديه اي مشكلات في اجراء تفتيش وانه سيتم النقاش مع الوكالة بهذا الشأن ويعلن عن موعد التفتيش في وقت لاحق». وأوضح صالحي «ان الموقع الجديد موجود على الطريق بين طهران وقم، وانه سيصبح جاهزاً للعمل في غضون عام واحد او عامين». ونفى المعلومات التي أوردتها منظمة «مجاهدي خلق» المعارضــة بأن ايران تملك موقعـــين سـريين إضافيين، وقال «لقد قالوا امراً متعمدا.. نرحب بهذا النوع من المزاعم لان المستقــبل سيظهر الجهة التي على حق.. نحن لا نطلب اذناً من احــد ولن نتخلى ابداً عن حقنا المطلق في إطار التزاماتنا الدولية في المجال النووي». وأوضح محمد محمدي كلبايكاني مدير مكتب مرشد الجمهورية علي خامنئي «ان الموقع الجديد لتخصيب اليورانيـــــــوم سيبدأ العمل قريباً وسيغشي ابصار الاعداء». وقال «إن إنشاء هذا الموقع علامة على ان ايران اصبحت في ذروة القوة». وكان نجاد قال إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية يمكن ان تفتش منشأة الوقود النووي الجديدة لانها «قانونية تماماً». وراى ان الولايات المتحدة وبريطـــانيا وفرنسا ســتندم على اتهــام إيران بمحاولة إخفاء الموقع، وقال «إن إعلان إيران عن الموقع للوكالة تم قبل الموعد المطلوب لانه لن يبدأ الخطوات الأولى للعمل قبل 18 شهراً». وأضاف «إنه ليس موقعا سرياً.. وإذا كان كذلك لماذا أخبرنا الوكالة.. سيندمون على هذا الإعلان». وإذ قال نجاد إنه متفائل باجتماع أكتوبر مع الدول الكبرى وألمانيا، أكد موقف إيران الرافض للتفاوض على حقها الكامل في الاحتفاظ ببرنامج نووي. وقال «ليس للولايات المتحدة وبريطانـــيا وفرنسا شأن بسؤال إيران عن برنامجها النووي.. نحن دولة كغيرنا من الدول». وألمح نجاد الى أن إيران يمكن ان تسعى الى صنع اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة لاستخدامه في مفاعل للبحث الطبي، لأنها لا تستطيع الحصول عليه من السوق. وقال «نأمل ايضا في شراء يورانيوم مخصب للاغراض الطبية من اي بلد مستعد للبيع». وحذر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني علاء الدين بورجردي الغرب من اتخاذ إجراءات قال إنها قد تؤثر على التعاون القائم بين طهران والوكالة الدولية. واضاف «يجب ألا يقدموا على شيء يجعل إيران تندم على المستوى الحالي من التعاون الذي يتجاوز أحياناً الاشتراطات القانونية للوكالة.. إن إنشاء إيران محطة جديدة للتخصيب يجب ألا يؤثر سلباً على المحادثات التي ستجرى في أول أكتوبر إلا إذا كانت هذه الدول تبحث عن ذريعة ما لتخريب المحادثات وجعلها عديمة الجدوى». الى ذلك، نقلت وكالة «ايسنا» الإيرانية للانباء بياناً للحرس الثوري عن اجرائه ابتداءً من اليوم الاحد مناورات صاروخية دفاعية لصيانة وتطوير قدرات القوات المسلحة الايرانية تحمل اسم «مناورات الرسول الأعظم الرابعة». وقال الجنرال قائد القوات الجوية التابعة للحرس الثوري حسين سلامي إن التدريبات ستشمل إطلاق صواريخ في وقت واحد على أهداف، وستستمر لعدة أيام وستجرى في عدة مواقع.