إيمان محمد (أبوظبي)
عبر بحث مثير يكشف كتاب «27 خرافة شعبية عن القراءة» حقيقة مقولة «الفرد العربي يقرأ ست دقائق في السنة» المتداولة على نطاق واسع، ففي الكتاب الذي ألفه كل من د. ساجد العبدلي وعبد المجيد حسين تمراز تتبع الباحثان المصادر التي تنسب لها هذه المعلومة التي ظهرت عام 2011، في تقرير التنمية الثقافية الذي تعده مؤسسة الفكر العربي، إذ يظهر الرقم من دون دليل لمصدره، فيما تبرر المؤسسة ذلك بأن الدقائق الست رمز للمشكلة وليست رقماً دقيقاً! أما «اليونسكو» التي تنسب لها هذه الإحصاءات فلا يرد في مستنداتها أي من هذه المعلومات، ويخلص الكتاب إلى أن العربي قارئ ولكن يبقى السؤال عن نوعية المقروء.
الكتاب صادر عن الدار العربية للعلوم ناشرون عام 2015، ويرصد في طرافة الأفكار الخاطئة والمعتقدات البالية التي حالت دون تطور فعل القراءة.
ويرى المؤلفان أن الخرافات التي نسجت حول القراءة في المجتمعات العربية، بعضها مضحك وبعضها ينطوي على مغالطات، وبعضها غريب جداً. وكلها أعاقت انتشار القراءة ونموها على المستوى الشخصي والجمعي، وحاولا وضع هذه الخرافات على طاولة التشريح لتوضيح تفاصيلها وسياقاتها، وكيف يمكن الرد عليها، بهدف مساعدة المجتمعات لتصبح قارئة، محبة للمعرفة، محبة للكتاب.
واللافت أن المؤلفين يأتيان من خلفيات علمية، فالعبدلي طبيب بشري كويتي، وهو مدرب في مجال التنمية الذاتية والتطوير الوظيفي، وله مؤلفات عدة، أحدها «القراءة الذكية»، أما السعودي تمراز، فهو حاصل على بكالوريوس كيمياء حيوية، وهو خبير القراءة النوعية وباحث معرفي، وله العديد من المؤلفات عن القراءة والكتابات التي تحث على المعرفة.
ومن بين الخرافات المضحكة التي يرصدها الكتاب، الاعتقاد بأن القراءة مسبب رئيس للجنون، وأن القارئ شخص انطوائي، ويقول تمراز: «إن بعض الناس لديهم تصور (صورة نمطية) عن القراء بأنهم كائنات معزولة لا تمارس نشاطات طبيعية، وهي صورة أصبحت مع الأسف حاجزاً يؤثر ويعوق عزيمة القراءة، بينما الصورة الحقيقية للقارئ أنه إنسان طبيعي يحاول تطوير نفسه ومجتمعه، والقراءة هي أداة لتنمية إنسانيته».
وفي ردّه على خرافة (يكفيك أن تقرأ الكتب الدينية) يقول العبدلي: «ليس صحيحاً على الإطلاق حصر القراءة في الكتب الدينية، فالحياة دين ودنيا، ولا يصح لأحد أن يترك شأن الدنيا تماماً بدعوى أنه يريد أن ينصرف بالكلية لشأن الآخرة».
عنوان الكتاب: 27
خرافة شعبية عن القراءة
المؤلف: د. ساجد العبدلي وعبد المجيد حسين تمراز
الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون، 2015
عدد اليوم
