الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«تشيزابيك» الأميركية للغاز الصخري تواجه سنوات عجافاً

29 مارس 2013 22:51
في كلمة ألقاها كارل آيكان الرئيس التنفيذي لشركة تشيزابيك الجديد تكريماً لرئيسها السابق أوبري ماكلندون قال: «إني على يقين أن التاريخ سيثبت أن أوبري كان ذا رؤية صائبة في قيمة الغاز الطبيعي عموماً وقيمة تشيزابيك على وجه الخصوص». غير أن عبارات آيكان كانت تشي بشكل غير مباشر بأن تشيزابيك تواجه في الوقت الراهن صعوبات كبرى. ذلك أن أمامه طريقاً طويلاً وصعباً ليبلغ ما أسماه آيكان «التحقيق الأقصى لقدرات تشيزابيك الكامنة». ويرجح أن يضطر الرئيس التنفيذي الجديد الملاحق من العديد من المنتقدين أن يكثف جهوده على التخلص من أصول بالشركة، ما يعني تفكيك الشركة التي كان ماكلندون قد جمعها. إذا كان لشخص ما تصوير صعود وهبوط ثورة النفط والغاز الصخري الأميركية، فإن ماكلندون هو الأصلح. ثاني أكبر منتج بدأ ماكلندون كمندوب مبيعات غاز طبيعي نشط ومقنع، شركة تشيزابيك منذ 24 عاماً بعشرة موظفين، وعمل على تنميتها إلى أن أصبحت ثاني أكبر منتج غاز في الولايات المتحدة لا تسبقها سوى اكسون موبل. وهو لم يكن له دور في ابتكارات الحفر الأفقي والتفتيت الهيدروليكي التي مكنت من إنتاج النفط والغاز الصخري، ولكنه بالتأكيد أدرك فائدة تلك الابتكارات أفضل من كل من سواه. وكان قادراً على إقناع ملاك الأراضي على توقيع عقود حفر في أراضيهم وكوَّن جيشاً من الآلاف مثله الذين أمنوا لتشيزابيك العديد من قطع الأراضي المترامية الأطراف في جميع المناطق الواعدة بإنتاج النفط والغاز الصخري في الولايات المتحدة. ويعتبر محللون أن تقاعده في سن الثالثة والخمسين إشارة إلى انتهاء ذروة عصر النفط والغاز الصخري الأميركي. وقال روبن ويست من بي اف سي الاستشارية: «كانت ثورة النفط والغاز الصخري مدفوعة بأسعار الغاز الطبيعي المرتفعة والابتكارات التكنولوجية». وأضاف: «الآن هناك تحد جديد في أسعار الغاز المنخفضة. ولم تعد الشركات المستقلة المتقدمة التي بدأت ذلك النشاط بذات الأهمية السابقة». عكفت كبريات شركات النفط والغاز الدولية بما يشمل اكسون وشيفرون وبي بي ورويال داتش شل وستاتويل على ترسيخ وجودها في نفط وغاز أميركا الشمالية الصخري، وسيكون المستقبل للشركات ذات الإمكانات المالية الضخمة القادرة على تفادي أسعار السلع الواهنة، وربما لا تكون تشيزابيك واحدة منها. انخفضت أسعار الغاز الأميركي التي بلغت ذروتها لما يتجاوز 13 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية عام 2008 نتيجة لطفرة وإفراط الإنتاج الصخري. أما الآن، فقد استقرت تلك الأسعار عند نحو 3,3 دولار ومن غير المرجح بناء على تكهنات بعض المحللين أن تزيد على 4 دولارات قبل نهاية هذا العقد. حوكمة الشركة خرج ماكلندون من رئاسة الشركة العام الماضي وبعد ذلك ترددت أنباء عن قيام الرئيس الحالي آيكان بالحصول على قروض شخصية بضمان أسهمه في حقول الشركة، الأمر الذي أثار القلق عن حوكمة الشركة، غير أن آيكان وغيره من أصحاب الأسهم رأوا على ما يبدو أن ماكلندون ليس بالشخص المناسب لقيادة الشركة في هذا العصر الجديد. حوّلت تشيزابيك مثلها مثل غيرها من منتجي الغاز في الولايات المتحدة عمليات حفرها عن الغاز «الجاف» وتوجهت نحو النفط الخام وسوائل الغاز الطبيعي مثل الإيثان المستخدمة كمواد أولية لصناعة البتروكيماويات. ومع ذلك لم يكن هذا دواء شافياً، إذ إن توافر المعروض خفض أيضاً أسعار سوائل الغاز الطبيعي، بل إن أسعار النفط معرضة للانخفاض في مناطق مثل غرب تكساس، التي يشكل فيها نمو الإنتاج ضغوطاً على البنية الأساسية اللازمة لنقل الخام إلى الأسواق. وتتمثل النتيجة في أن ماليات تشيزابيك تعاني الآن، حيث يرجح أن يبلغ الدفق النقدي من العمليات حوالى 4,25 مليار دولار هذا العام، بحسب مات بورتيلو المحلل في تيودور بيكرنج هولت الذي يمكن أن يكون أفضل من التدفق النقدي للعام السابق الذي بلغ 3,2 مليار دولار، وإن كان أقل كثيراً من تدفق عام 2007 النقدي البالغ 5,9 مليار دولار. كما يشمل موروث ماكلندون عبئاً ثقيلاً من صافي الدين الذي في آخر سبتمبر 2012 بلغ 17,1 مليار دولار بعضه من خلال هياكل مالية مهتزة مثل ما يسمى «مدفوعات الإنتاج الحجمية» التي تلزم تشيزابيك بدفع تدفقات النفط والغاز المنتظرة نظير مدفوعات نقدية مقدماً. ضغوط مالية وقال خبراء، إن ضغوط ماليات تشيزابيك تعني أن الشركة مضطرة إلى تقليص استثماراتها. ومن المخطط خفض إنفاقها على عمليات الحفر وإتمام آبار جديدة من نحو 8,3 مليار دولار العام الماضي إلى نحو 6 مليارات دولار هذا العام. منذ عام 2010، قامت تشيزابيك بخفض عدد حفاراتها التي تحفر آبار الغاز الأقل ربحية، ومنذ النصف الأول من العام الماضي خفضت أيضاً عدد حفاراتها الهادفة إلى إنتاج النفط وسوائل الغاز الطبيعي ما قلّص من الإنتاج والدفق النقدي المنتظر. وفي مقدور ارتفاع أسعار الغاز بالولايات المتحدة تحويل مقدرات تشيزابيك. ولكن خبراء يقولون، إن الحل يكمن في بيع مزيد من الأصول ولدى تشيزابيك الكثير مما تستطيع بيعه. تبلغ حصة تشيزابيك في منطقة مارشيلوس الصخرية فقط في ولاية بنسلفانيا نحو 8 مليارات دولار، كما تقول الشركة، إنها أكبر أو ثاني أكبر صاحب حصة في عشر من أفضل مناطق النفط والغاز الصخري في الولايات المتحدة. ومع ذلك، لا يعد التخلص من الأصول أمراً سهلاً لو بدا أن البائع مضطر إلى ذلك، وقالت تشيزابيك، إنها خسرت ما يتراوح بين مليار وملياري دولار في هدفها تجميع 13 إلى 14 مليار دولار من بيع أصول لها. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©