الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحمد القيسي: مسؤولية المدربين الرياضيين تجاه عملائهم شبيهة بمسؤولية الطبيب حيال مرضاه

أحمد القيسي: مسؤولية المدربين الرياضيين تجاه عملائهم شبيهة بمسؤولية الطبيب حيال مرضاه
2 ابريل 2011 18:22
هشام أحناش (أبوظبي) - الكابتن أحمد عبد الحليم محمد سعيد القيسي، شاب يعمل مدرباً لكمال الأجسام في إحدى الصالات الرياضية بأبوظبي منذ خمس سنوات، وعمل قبلها في المجال نفسه ولسنوات في الشارقة ودبي وفي إحدى الدول الأوروبية كمتدرب وممارس هاو. حاصل على بكالوريوس تكنولوجيا المعلومات، هو لا يمتهن التدريب على رياضة كمال الأجسام، بل يهواها ويتمنى أن يكون واقع ممارستها أحسن حالاً مما هو عليه اليوم. يقول الكابتن أحمد إن للصالات الرياضية مواسم اكتظاظ ومواسم كساد، ففي فصل الصيف تكون موسم الكساد نظراً لسفر غالبية السكان إلى خارج الدولة لقضاء عُطلهم. ويفيد أن جنسية المدرب تلعب دوراً في التسويق للصالة بسبب ميل الغالبية إلى ارتياد صالات ونواد يَسهُل فيها عليهم التواصل مع المدرب. يتابع أحمد: العديد من الصالات تشهد نقصاً وخصوصاً في المدربين والمشرفين، وهو أمر ينعكس على زبائنها وعُملائها الذين سُرعان ما يتوجهون إلى صالات أو نواد أخرى عند شعورهم بقلة تجاوب أو عدم انتباه أو اكتراث من المدرب، لا سيما المبتدئين منهم الذين يحتاجون إلى التمرن تحت إشراف المدرب لمدة أسبوع أو عشرة أيام على الأقل، أو أكثر من ذلك بقليل إذا كانت درجة استيعاب المتدرب متدنية، مضيفاً أن القاعدة الذهبية التي يجب على كل متدرب تذكرها هو التأني والصبر والتريث، فنتائج التدرب لا تظهر على الجسم إلا بعد ثلاثة أشهر على الأقل. بروتينات طبيعية يعتبر الكابتن أحمد كل من يستخدم هذه الهورمونات «رياضياً فاشلاً» ويوصي كل من لم يستطع مقاومة رغبته في تجريب البروتينات أن يحرص على تناول المصرح منها على الأقل والثابت مخبرياً خلوه من الأضرار الصحية والأعراض الجانبية، وشريطة أن يتوازى ذلك مع تمارين صحيحة وغذاء يُركز على كل ما هو طبيعي وطازج، ويستبعد كل ما هو معلب ومُصنع، فهذه هي الحالة الوحيدة التي يمكن أن تكون فيها هذه المنتجات فعالة من خلال مُساعدتها الجسم على الاستفادة أكثر من التمارين الرياضية. لكنه يُؤكد على أنه يُفضل اجتنابها بشكل تام والاستعاضة عنها بمواد طبيعية بديلة من قبيل السمك والتمر والعسل والبيض والحليب. وأفضل طريقة هي اتباع نظام غذائي يقوم على اتباع حمية طيلة أيام الأسبوع، مع مفاجأة الجسم مرة واحدةً كل أسبوع بكسر نظام الحمية، والحرص كل الحرص على تناول فطور كامل في الصباح نظراً لأهميته الكبيرة لعملية الاستقلاب في الجسم طيلة اليوم وللاستفادة من التمارين أكثر والحصول على شكل الجسم المنشود والوزن المطلوب. الإنسان الشجرة يشير الكابتن أحمد إلى ظاهرة تنتشر في صفوف الأغلبية الساحقة من ممارسي رياضة كمال الأجسام وهي تركيزهم على العضلات العلوية وإهمالهم العضلات السفلية. وهو ما يؤدي إلى معاناتهم في فترات لاحقة من آلام في الركبة والظهر بسبب ضغط الكتل العضلية الثقيلة للجزء العلوي من الجسم على عضلات الفخذ والركبة التي تظل غير مواكبة لتطور العضلات العلوية، فيؤدي هذا الاختلال وعدم التوازن في الكتل العضلية للجسم إلى بعض المشكلات الصحية، ناهيك عن أن انقسام الجسم إلى نصف علوي ضخم ومتناسق العضلات وجزء سفلي رقيق وبدون كتل عضلية يُفقد الجسم أي تناغُم أو تناسُب. فجسم الإنسان- يضيف الكابتن أحمد- مثل الشجرة التي لها جذور وجذع وأغصان والتي لا يقل أي جزء منها عن الآخر، بل لو تداعى طرف منها فإن باقي الأطراف تتداعى هي الأخرى. ولتفادي الإصابة بآلام الظهر التي أصبحت شائعةً في الوقت الراهن بسبب نمط الحياة وظروف العمل المكتبية، ينصح الكابتن أحمد بالمواظبة على ممارسة ما بين 30 إلى 50 حركات قرصفاء يومياً. أما الكرش، فإنه يمكن تجنبها بممارسة 15 إلى 20 دقيقة يومياً من تمارين المعدة التي تعتبر من التمارين الممكن ممارستها في أي مكان بما في ذلك البيت. معدة شبه خاوية إن الفترة الذهبية من عطاء الجسم ولياقته هي مرحلة العشرينيات من العمر، وبعدها يبدأ الجسم في التراجع. وعن عدد مرات التمرن المثالية، يفيد الكابتن أحمد أن ذلك يتوقف على الغرض من التدريب، هل هو للاحتراف أو المشاركة في بطولة ما، أم فقط من أجل الحصول على قوام متناسق وصحة جيدة، غير أن الأهم هو تخصيص يوم واحد على الأقل للراحة كل أسبوع. وعن أفضل فترات اليوم التي تجعل الجسم يحقق استفادةً قُصوى من التمارين، يقول الكابتن أحمد إن الصباح هو الفترة المثلى لممارسة التمارين الرياضية أو ما بين وجبتي الفطور والغذاء. ويُفضل أن يذهب المتدرب للصالة الرياضية بعد الأكل بساعة ونصف أو ساعتين على الأقل حتى تكون معدته شبه خاوية، فالعضلات لا تستفيد إذا كانت المعدة ممتلئة ومن بينها عضلات المعدة التي تُصنف ضمن العضلات اللا إرادية. ويُنصح أيضاً عدم إغفال مسألة الجري أو المشي السريع، فهو مفيد جداً لعضلات المعدة ولصحة القلب، ومن الأمور التي لا يمكن الاستغناء عنها في برنامج رياضة كمال الأجسام، فهذه الأخيرة ليست حمل أثقال فقط، بل تشكيلة متنوعة من التمارين تُركز على بناء الكتل العضلية دون إغفال الحركات الداعمة والتمارين المُساندة. رسالة للسُلطات ما زال قطاع كمال الأجسام يعاني من الكثير من الثغرات على الرغم من الجهود المبذولة من أجل تنظيمه ومراقبته. يقول أحمد: الكثير من المدربين الذين يُشرفون على توجيه مرتادي النوادي وصالات كمال الأجسام ليس لديهم أي شهادة رياضية أو خبرة كافية تؤهلهم لإفادة المتدربين وحسن توجيههم، بل إن غالبيتهم من المتطفلين على هذا المجال الذين يرونه مهنةً للترزق كغيرها من المهن الأخرى. ويُعزي الكابتن أحمد استمرار وجود المدربين غير المؤهلين بالصالات الرياضية إلى غياب رقابة السلطات الصحية والرياضية وجهات الترخيص بالدولة، ويدعوها إلى القيام بزيارات ميدانية إلى النوادي الصحية والصالات الرياضية للوقوف عن كثب على ما إذا كان هؤلاء المدبرون مؤهلون وما إذا كانت آلات التمارين والتداريب التي يستخدمونها صالحة للاستخدام وأن القديم منها يخضع لصيانة ولا يشكل خطورة على المتدربين، بل وحتى إخضاع أصحاب العضلات الضخمة جداً والمبالغ فيها والمشتبه في تعاطيهم عقارات هرمونية ممنوعة أو منشطات لاختبار فحص الدم والضرب على كل من يثبت أخذه منشطات أو بروتينات غير مرخصة أو حقن هورمونية بيد من حديد. مدربون مسؤولون يرى الكابتن أحمد أن مسألة الترخيص للصالات والنوادي وإعادة الترخيص ينبغي أن تخضع لشروط أكثر صرامةً مما هي عليه الآن، خصوصاً فيما يتعلق بالصالة التي يجب أن تكون مُصممةً بالأساس لتكون فضاءً رياضياً، وبأهلية المكان ليكون صالحاً من حيث ارتفاعه وعلو سقفه، وطاقته الاستيعابية القصوى من المتدربين، وسعة فضائه ضماناً لتهوية صحية كافية، وموقعه من حيث تعرض جميع جنباته للشمس تلافياً للرطوبة وما تسببه من حساسية وأمراض. وينبه الكابتن أحمد إلى أن المدرب والمشرف بالقاعة يتعامل مع أجسام الناس وصحتهم، وبالتالي فإن دوره لا يقل عن دور الأطباء والرعاة الصحيين، وهو ما يعني أن مقياس الكفاءة والخبرة والأهلية والشعور بالمسؤولية من الأشياء التي ينبغي اشتراطها على كل من يرغب في التدريب والإشراف الرياضي. ويدعو الكابتن أحمد أيضاً إلى تنظيم دورات تدريبية وحملات توعوية منتظمة للمدربين الذين يعملون في النوادي الصحية وصالات كمال الأجسام وإفادتهم مما تأتي به البحوث العلمية والصحية وميدان الطب الرياضي من مستجدات. أطباء رياضيون يشهد تخصص الطب الرياضي خصاصاً كبيراً في كافة الدول العربية، فنجد أن الإصابات التي تحدث نتيجة ممارسة تمرين رياضي ما تُحول إلى أطباء العظام والمفاصل باعتبارهم الأقرب إلى ميدان الطب الرياضي. ولذلك هناك حاجة ماسة في الوقت الراهن إلى فتح تخصص الطب الرياضي في كليات الطب والعلوم الصحية في الجامعات العربية. وفي سياق ذي صلة، يهمس الكابتن أحمد في آذان الأطباء بشكل عام بأن يهتموا بقوامهم ويجعلوا الرياضة من ضمن أنشطتهم اليومية، فإذا كان الشخص العادي يُعذَر لسمنته أو زيادة وزنه بسبب جهل أو عدم إلمام كاف بطرق تحقيق ذلك، فإنه غير مقبول من الطبيب المُعالج أن يكون متكرشاً أو سميناً أو يعاني من زيادة في الوزن، بل إن المطلوب والمفروض فيه هو أن يكون نموذجاً حياً يحتذي به مرضاه ومراجعوه. يقول الكابتن أحمد إن النوادي الصحية وصالات كمال الأجسام ببعض الدول الأوربية تشمل أجهزة وآلات خاصة بالأطفال واليافعين ممن تتراوح أعمارهم بين 8 و18 سنةً، وإنهم يُخصصون آلات لذوي الاحتياجات الخاصة أيضاً. كما أن الصالات الرياضية لمدارسهم الابتدائية والإعدادية والثانوية تتوافر على آلات وأجهزة خاصة بتمارين كمال الأجسم تُناسب أعمارهم ولا يُسمح باستخدامها إلا تحت إشراف مدرب خاص. مصروفات نثرية يحتاج متدرب كمال الأجسام الحريص على نحت عضلات جسمه وبناء كتل عضلية متناسقة ومتناسبة إلى تخصيص ميزانية خاصة أو مصروفات غذائية نثرية تتراوح ما بين 1000 إلى 1500 درهم للمواظبة على اقتناء المأكولات والمشروبات الصحية والخضراوات والفواكه الطرية. لكن يتعين على المتدرب أن يبتعد عن الوجبات الدسمة وأن يعتدل في أكله ولا يُسرف أو يأكل حتى التخمة، وإلا حصد نتائج عكسية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©