«فوتسي» تصنّف سوق أبوظبي ضمن الأسواق الثانوية الناشئة

انضمت سوق أبوظبي للأوراق المالية إلى قائمة الأسواق الثانوية الناشئة على تصنيف مؤشرات فوتسي للأسهم العالمية، في خطوة يعلق عليها محللون آمالاً لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى الأسهم. ولم تكن سوق أبوظبي للأوراق المالية، التي تماسكت في تداولات الأمس، مدرجة على قائمة مجموعة «الفاينانشيال تايمز للمؤشرات - فوتسي» قبل أن تقوم الأخيرة بعملية المراجعة السنوية لتصنيف الدول. وتعتبر مؤشرات «فوتسي» من أكبر مؤشرات الأسهم البريطانية، والذي يضم أسهم أكبر مائة شركة بريطانية في بورصة لندن، منذ 1984. وسيسهم هذا التأهل في رفع وتيرة استقطاب السوق للاستثمارات الأجنبية من الأسواق العالمية المؤسساتية والفردية، بحسب محللين. وقال نبيل فرحات إن هذا القرار سيرفع حجم الاستثمار الأجنبي في سوق أبوظبي، معتبرا أنه من الأخبار «الإيجابية جداً» التي ستسهم في استمرار انتعاش الأسهم خلال الفترة المقبلة. يذكر أن صافي الاستثمار الأجنبي في سوق أبوظبي للأوراق المالية منذ بداية العام وحتى جلسة الأمس بلغ 570 مليون درهم، حيث بلغت المشتريات 1.65 مليار درهم، فيما بلغت المبيعات 1.08 مليار درهم. وبلغ صافي الاستثمار الأجنبي خلال شهر سبتمبر الماضي 130 مليون درهم، حيث بلغت مبيعات الأجانب 466.7 مليون درهم فيما بلغت مشترياتهم نحو 597 مليون درهم، فيما بلغت مشترياتهم خلال شهر أغسطس الماضي نحو 339.7 مليون درهم، وبلغت مبيعاتهم 167.5 مليون درهم، ليبلغ صافي الاستثمار الأجنبي في أغسطس الماضي نحو 172 مليون درهم. وعلى صعيد تداولات الأمس، واصل العرب والأجانب الدخول في سوق أبوظبي، إذ بلغ حجم مشترياتهم 125.6 مليون درهم بنسبة 36.34% من إجمالي المشتريات في السوق والبالغة 346 مليون درهم، فيما بلغت مبيعاتهم 107.3 مليون درهم بنسبة 31.05% من إجمالي المبيعات. وتماسك مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية في جلسة تعاملاته أمس، وعكس اتجاهه صعوداً بعد أن تعرضت شركاته القيادية في بداية الجلسة إلى موجة من جني الأرباح. وبحسب محللين، فإن التصنيف الجديد يسهم في وضع المنطقة ككل على خريطة الأسواق العالمية، بدعم من التحركات التي يقوم بها سوق أبوظبي عبر توقيع الاتفاقيات والتعاون مع كثير من الأسواق العالمية، إضافة إلى مساعي هيئة الأوراق المالية والسلع أيضا إلى عقد الاتفاقيات والتعاون مع الهيئات الدولية المناظرة. وقال فرحات إن السوق مرشحة لاستقطاب مستثمرين أجانب جدداً خلال الفترة المقبلة، متوقعاً أن يرتفع هذا الإقبال معززاً بكون سوق أبوظبي سوقا استثمارية أصلاً. واتفق جمال عجاج مدير شركة الشرهان للأسهم والسندات في أبوظبي مع سابقه في أن التصنيف سيرفع من وتيرة إقبال الأجانب على الاستثمار في السوق، خاصة أن السوق تعتبر من أفضل الأسواق الاستثمارية على مستوى العالم. يذكر انه تم تأسيس سوق أبوظبي للأوراق المالية في نوفمبر 2000 لتصبح السوق الرسمي لإمارة أبوظبي، وتضم السوق 66 شركة مدرجة بقيمة سوقية تبلغ 303 مليارات درهم. وقال توم هيلي الرئيس التنفيذي لسوق أبوظبي إن السوق ستتعاون بالكامل مع مجموعة «فوتسي» حرصاً على نقل الصورة الجديدة إلى مجتمع المستثمرين العالميين، مؤكدا تأييد السوق الكامل لهذه الخطوة. من جهته، أكد جوناثان كوبر، العضو المنتدب للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجموعة فوتسي أن دخول دولة الإمارات ضمن الأسواق الثانوية الناشئة في إطار سلسلة مؤشرات فوتسي للأسهم العالمية يأتي كإنجاز كبير للدولة، حيث يعتبر دليلاً على التزام الأسواق المالية بها وجهودها للحصول على الاعتراف العالمي من خلال تيسير دخول المستثمرين الأجانب. وبالعودة إلى تعاملات السوق، استطاع سهم «اتصالات» أن يحافظ على تماسكه وأن يدعم تماسك المؤشر في الوقت الذي لجأت فيه بعض المحافظ والمستثمرين إلى عمليات تجميع محدودة على اسهم قيادية كشركتي الدار وصروح العقاريتين. وأنهى مؤشر سوق أبوظبي جلسة تداولات الأمس مرتفعا بنسبة 0.16% مغلقاً عند المستوى 3123.68 نقطة. وتم تداول 222 مليون سهم بقيمة إجمالية بلغت 346 مليون درهم نفذت من خلال 3435 صفقة، وشهدت أسهم 26 شركة ارتفاعا بينما تراجعت اسهم 10 شركات وحافظت اسهم 4 شركات على ثبات أسعارها بدون تغيير. واستقر المؤشر مع تزايد ثقة المستثمرين في السوق، بحسب فرحات الذي أشار إلى أن «المؤشرات إيجابية». وقال «الحالة النفسية للمستثمرين باتت اكثر استقراراً من السابق، وهو ما يدفعهم إلى التريث قبل الإقدام على عمليات البيع». من جهته، قال جمال عجاج إن «الاستقرار النفسي الذي سيطر على تعاملات المستثمرين سينعكس إيجابا على حركة الأسهم المستقبلية»، مشيرا إلى عدم تأثرهم كثيرا بحركة الأسواق العالمية. وكان مؤشر سوق أبوظبي سجل ارتفاعاً منذ بداية العام الحالي وحتى إغلاق أمس بنسبة 3.07%، بعد أن تعرض إلى موجة هبوط حادة خلال تداولات العام الماضي.