الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رجع الصدى رؤية ضبابية!!

رجع الصدى رؤية ضبابية!!
28 سبتمبر 2009 01:31
يبدو المشهد ضبابيا مرتبكا، حيث لا إشارات ملونة تنظم المرور، ولا «رادارات» كامنة تتحكم في العبور، زحام مخيف يربك الفضاء الإعلامي ويشغل مساراته ويخنق إشاراته: هل حقا نقترب من نهاية العالم.. أو بصياغة أكثر تفاؤلا «نهاية سطوة الإنسان وهيمنته على كوكب الأرض وبعض مما حوله من كواكب وأجرام»؟ «إتش1 إن1».. ذلك الفيروس الضئيل الضعيف «الحقير» متناهي الصغر، هو النجم الأوحد في المشهد.. وزير صحة عربي يعلن في برنامج تليفزيوني «لو انتشر الفيروس بشكل وبائي ستكون مشكلتنا توفير مقابر جماعية تستوعب ضحاياه».. «الصحة العالمية» تؤكد أن الغزو الفيروسي خرج عن السيطرة، نفهم من تصريحات مسؤوليها، أنه لم يعد أمامنا سوى انتظار معجزة تنقذنا من أهوال لا قبل لنا بها، فيما لا يمل الخبراء الذين زاد عددهم على أعداد مطربي «الكليبات» وضيوف الدردشة على الفضائيات، من تذكيرنا بوباء الانفلوانزا في عشرينات القرن الماضي والذي أودى بحياة 20 مليونا، وأن جائحة عالمية بنفس المواصفات لن ترضى بأقل من حصد أرواح مليار وربما مليارين. هل هذا معقول؟.. كيف تستقيم هذه الجهود المنظمة لإصابتنا بالرعب، مع حقيقة أن عدد من قضوا بانفلوانزا الخنازير، منذ ظهوره المشؤوم في مارس الماضي وحتى لحظة كتابة هذا المقال، لم يتجاوز 4 آلاف في مائتي دولة، وهو رقم ربما يقل بكثير عن عدد ضحايا حوادث السيارات خلال ساعة واحدة حول العالم؟ الحقيقة المؤكدة هي أن هناك خطرا حقيقيا، ولكن ليس بهذا القدر من التهويل، وان انفلوانزا الخنازير هي في النهاية انفلوانز، لا تختلف في تأثيرها عن الإسبانية، ولا انفلوانزا الطيور، ولا الموسمية، بل هي أقلها خطورة حتى الآن والى إشعار آخر، والوقاية منها لن تكون فقط بـ»الجل» المعقم لليدين الذي أصبح وجوده إلزاميا في الحقائب المدرسية لأبنائنا، ولا بالكمامات القماشية، ولا غرف العزل التي يقترح البعض إقامتها في المدارس، بل قبل كل ذلك بالعودة الى أنماط الحياة الصحية، فالفيروس الذي يفزعنا، لا يفتك بغير أصحاب المناعة المنهارة والصحة الخائرة: بسبب التدخين، والطعام غير الصحي وشيوع ثقافة «الفاست فود»، بسبب إهمال علاج الأمراض المزمنة، وغياب النشاط البدني وممارسة الرياضة، حتى تضخمت أحجامنا وترهلت وضعفت أجسامنا. نحن إذن من سمح «لأحقر» الأشياء على الأرض أن تصيب «سيدها» بالرعب.. والتخبط. صلاح الحفناوي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©