السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حمامات وادي المالح.. ساونا طبيعية مغلقة بأمر الاحتلال

حمامات وادي المالح.. ساونا طبيعية مغلقة بأمر الاحتلال
28 سبتمبر 2009 01:33
تقع حمامات وادي المالح الذي يعتبر من المحميات الطبيعية في فلسطين على مسافة 13 كم من مدينة طوباس من الجهة الشرقية لها وبالقرب من قرية يطلق عليها اسم تياسير، وتمتاز بالمياه المعدنية التي تخرج من ينابيع قريبة من سطح الأرض، ومنذ بداية هذا القرن، تم بناء بعض غرف الحمامات «الساونا الطبيعية» ولكنها مهجورة وشبه مهدمة في الوقت الحاضر بسبب سيطرة الجيش الإسرائيلي عليها منذ حرب عام 1967م وحتى قبل فترة قصيرة. وتضم منطقة وادي المالح 7000 دونم من الأشجار الحرجية والغابات الطبيعية ومنطقة تياسير تضم 12000 دونم من أشجار وشجيرات الرتم والسريس والخروب، والتي تنتشر حول عين الماء المعدنية الساخنة في أعالي وادي المالح أحد روافد نهر الأردن. ولذلك من الطبيعي أن يرد العين والوادي بعض العقبان وطيور مالك الحزين والكلاب الضالة، حيث يأتون جميعهم من كل فج عميق، وبعد الظهيرة يَرِدها الرعاة بمواشيهم، وجميعهم يقطعون سكون الوادي الموحش أثناء شربهم للمياه الجارية، حيث يعتبر هذا المكان الأكثر شهرةً في شرق الضفة الغربية، حيث تخرج المياه المعدنية من أعالي وادي المالح، وحيث تبهرك الصخور المتناثرة حول الوادي بلونها الذهبي الباهت والذي يتناغم في لوحة فنية مع اللون الفضي للماء. وحمامات المالح، أو «المليح»، كما يطلق عليها اليهود شكلت في الماضي منتجعاً سياحياً طبيعياً، كان يرتاده المتنزهون الفلسطينيون، وقلة من السياح الأجانب، ولكن منذ العام 1967، عندما احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة، وسيطرت على تلك المنطقة تماماً، أصبحت تلك المنطقة ذات المناظر الأخاذة منطقة شبه مهجورة لا يرتادها سوى الرعاة، رغم كونها تحوي المياه المعدنية الساخنة التي يطلبها الناس من أجل الاستشفاء والسياحة. ثروة مهدورة فقد هذا المكان أهميته السياحية حين أغلقت اسرائيل الطرق المؤدية إليه معتبرة ذلك ضمن أهدافها العسكرية للحفاظ على أمنها. وقال السكان القلة ممن كانوا يسكنون جوار تلك المنطقة، إن الجيش الإسرائيلي صب الإسمنت حول نبع المياه المعدنية الساخنة، في محاولة لتخريبها، وهو الأمر الذي أثر سلباً على كميات المياه المتدفقة منها. وبنيت في أوائل القرن الماضي غرف حمامات، هجرت فيما بعد، وأصبحت ملاذاً للرعاة الذين يسكنون تلك المنطقة، والذين يجدون في منطقة الوادي جنتهم الضائعة حيث يعيشون حياتهم كما يجب رغم قلتهم، وكونوا لهم عالمهم الخاص فهم على سبيل المثال يطلقون أسماء بدوية أصيلة على كل حيوان من حيواناتهم فلا عجب أن تسمع أسماء مثل: محيبش، سويلم، كريدي، عكرش، حيث أن أسماء كهذه تبدو للوهلة الأولى لرجال، لكنها في الحقيقة أسماء لأربعة حمير من أصل ستة تملكها عائلة عبدالرحمن قاسم التي تمتلك أصناف مختلفة من الحيوانات. وتسكن عائلة قاسم في مضرب رعوي في منطقة حمامات المالح في الغور الشمالي في محافظة طوباس حيث اعتادت فيها بعض العائلات على إطلاق أسماء على حيواناتها جذبا للأنظار وتدليلاً لها. في كثير من الثقافات العالمية يظهر الإنسان وده للحيوان عبر إطلاق أسماء عليه، ويبدو الأمر أكثر احتمالا في اللغة العربية التي تتسع كلماتها لقدر كبير من الوصف القوي فتأخذ الحيوانات أسماء تكون حينا قوية، وحينا تعكس تندرا. الحياة البرية الرعاة في هذه المنطقة يفضلون تسمية الكباش المخصية التي عادة ما تظل ملاصقة للراعي وتقود قطيع الغنم وتوجهه إلى المرعى بناء على إشارات معينة يطلقها الراعي. ويتحدث عماد الأطرش المدير التنفيذي لجمعية الحياة البرية في بيت لحم عن منطقة حمامات المالح بأنها من المناطق الطبيعية المميزة في فلسطين لأسباب عدة، كونها أحد مواقع هجرة الطيور العابرة لفلسطين ولوقوع المنطقة ضمن نظام مناخي البحر المتوسط والأغوار. ويضيف الأطرش أن منطقة حمامات المالح مثلاً تكتسب أهمية كبيرة، كونها تمتاز بتضاريسها الطبيعية، إضافة إلى أنها مكان للعلاج الطبيعي، نظراً لتدفق المياه الساخنة منها. ويرى الأطرش أن الثروات الطبيعية التي تحويها هذه المناطق يمكن أن تشكل رافداً اقتصادياً للسكان المحليين، الأمر الذي كان موجودا قبل العام 1967 حيث لا زالت آثار الفنادق موجودة في المنطقة والتي تحتوي على الغرف العلاجية. ولا زالت بناية شاهدة للعيان تقوم كشاهد على تاريخ حافل لهذه المنطقة التي كانت تستقبل في الماضي المرضى والسياح الذين يستفيدون من مياه النبع الحارة. وهناك أثر لمبنى فندق قديم في منطقة الوادي غير مستخدم للأغراض السياحية منذ عشرات السنين، وتسكنه بعض العائلات التي تعمل في الرعي والزراعة في تلك المنطقة، كما أن هناك قرابة الأربعين طاحونة أثرية في المنطقة أيضاً تدل على وجود حياة كانت فيها، ولكنها تموت يوما بعد يوم بسبب سيطرة الاحتلال الإسرائيلي.
المصدر: فلسطين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©