الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الذكاء العاطفي والصحة

2 ابريل 2011 18:30
الذكاء العاطفي من المواضيع القديمة المتجددة التي من خلالها تقييم الإنسان في مجالات كثيرة في الحياة وخاصة في المقابلات الشخصية عندما يتقدم لوظيفة ما. فمن أهم أهداف الذكاء العاطفي (أو ما نسميه أحياناً إدارة الانفعالات) هو إيجاد توازن بين التفكير العقلاني والعاطفة. وهو أسلوب تعرُف الإنسان لعواطفه وانفعالاته ولعواطف وانفعالات الآخرين والتمييز بينها والاستجابة لها بذكاء شخصي واجتماعي سليم، وما يهمنا هنا هو إيجاد ردات الفعل السليمة الإيجابية خاصة في حالة المواقف الفجائية لكيلا يؤثر ذلك على الجسد بصورة قوية، فللأحداث بصمة تطبع على الجسد بدرجة معينة تتوقف على: قوة الأحداث، درجة مأخذ الفرد لها، طبيعة شخصية الفرد، الاستعداد النفسي للفرد، خبرة الفرد السابقة، وضع الجسد وصحته، درجة أهمية الحدث بالنسبة للفرد. فمن ينفعل سلوكياً في حالة المواقف السلبية، فهو بذلك يؤذي نفسه أولاً ويؤثر على كيانه الداخلي، كما أن هذا الأمر غير مستحب حيث قال فيه المولى عز وجل: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران: 134)، وهناك أمرٌ يبينه الإمام الشافعي حول الغضب الشعوري في قوله: “من لا يغضب فهو كالحمار”، وهذا أمر طبيعي عند البشر، فالإنسان كتلة من المشاعر، وهذا لا يعني أنه علينا أن ننفعل سلوكياً، فليس بالأمر الصحي الانفعال سلوكياً لما فيه من مخاطر على الجسد كما أثبته مستشفى (مايو كلينك). ومن المهدئات للانفعال النفسي والسلوكي ما جاء في ديننا الحنيف من تعاليم وأساليب منها: ذكر الله حيث يقول المولي عز وجل: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد:28). تغيير وضعية الجسد: إذا كان المنفعل واقفاً ليجلس وإذا كان جالساً ليضطجع. الامتناع عن الغضب: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي عليه الصلاة والسلام أوصني. فقال: “لا تغضب” فردد مراراً، قال: “لا تغضب” (رواه البخاري). الوضوء لما فيه من فوائد كثيرة متعلقة بالانفعال ومنها أنها تطفئ نار الغضب وتوازن موجات الجسد وتحرك الدم بشكل سليم وتمنح النفس الراحة والطمأنينة. إن الذكاء العاطفي هو الوعي بالذات، أي الوعي بحالتنا المزاجية والنفسية في كل الأوقات وكل المواقف. ونعجب كثيراً من بعض المصابين بأمراض معينة كضغط الدم أو السكري أو الصداع عندما ننصحهم بعدم الانفعال نجدهم ينفعلون دون أن يدركوا أن في ذلك ضرراً على صحتهم، وقد بينت ذلك وأكثر في كتابي الجديد “بصمة الأحداث وذاكرة الجسد” وكتابي الآخر “دكتور برين”، حيث وضحت وضربت الأمثلة والقصص الواقعية لما قد يصيب الإنسان نتيجة ضعف الذكاء العاطفي. د. عبداللطيف العزعزي dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©